إرهاب
تركة الإرهاب: 200 مقبرة جماعية خلّفتها داعش بالعراق
يلزم على العراق أن ينجز مهمة فتح أكثر من مائة مقبرة جماعية متبقية مع انتهاء تفويض فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب داعش (يونيتاد).
أنس البار |
خلال سيطرته على أجزاء من العراق بين عامي 2014 و2017، خلّف تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) أكثر من 200 مقبرة جماعية تضم آلاف الضحايا.
وعلى مدى سنوات من العمل المشترك، أنجزت السلطات العراقية وفريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب داعش (يونيتاد) عمليات تنقيب في 68 مقبرة جماعية حيث تم استخراج رفات ما يزيد عن 900 ضحية وجمع الأدلة لدعم جهود المساءلة، وفق ما جاء في تقرير نشره فريق الأممي يوم 8 أيلول/سبتمبر.
ومع انتهاء تفويض الفريق يوم 17 أيلول/سبتمبر، بات يتعين على العراق اليوم إكمال مهمة ضمان تحقيق العدالة والمساءلة لضحايا داعش.
وسيواصل خبراء محليون النبش في المقابر واستخراج رفات الضحايا وإجراء التحاليل الجينية لتحديد هويات أصحابها.
التنقيب في علو عنتر
وأوردت وكالة شفق نيوز يوم 28 أيلول/سبتمبر أن دائرة شؤون المقابر الجماعية العراقية استأنفت مؤخرا عملياتها في مقبرة بئر علو عنتر الجماعية في تلعفر بمحافظة نينوى.
وبعد فتح الموقع في أيار/مايو واستخراج 159 جثة، تم اكتشاف رفات جديدة ما تطلب إجراء المزيد من عمليات التنقيب.
ويعتقد أن علو عنتر التي هي كناية عن تجويف طبيعي عميق، تشكل أحد أكبر مواقع الإعدامات والدفن الجماعي لداعش. وترجح جماعات حقوقية ومصادر محلية إمكانية وجود ما يصل إلى ألف ضحية في هذا الموقع.
وكان بعض الضحايا مقيدي الأيدي ومعصوبي الأعين وعليهم آثار إطلاق نار، ومن الواضح أيضا أنه تم رمي بعضهم في الحفرة وهم أحياء.
هذا وكان يرتدي البعض بدلات برتقالية اللون اعتاد تنظيم داعش أن يُظهر ضحاياه فيها في فيديوهاته الدعائية قبل إعدامهم.
وقال أحمد قصي الأسدي رئيس فرق التنقيب عن المقابر الجماعية إن معظم الضحايا كانوا من كبار السن أو النساء.
وأضاف للفاصل أن "جميع الرفات المستخرجة سلمت لدائرة الطب العدلي ببغداد لفحص عينات العظام ومطابقة النتائج مع بيانات عينات الدم المأخوذة من أهالي الضحايا لمعرفة هوية كل ضحية".
الضحايا الإيزيديون
ومن جانبه، ذكر ضياء كريم مدير دائرة المقابر الجماعية بمؤسسة الشهداء أن جهود استخراج الجثث من المقابر الجماعية تتواصل لإدانة داعش على ما اقترفه من جرائم قتل مروعة بحق الأبرياء.
وقال للفاصل إن العمل في موقع علو عنتر يتسم بالصعوبة والتعقيد "بسبب عمق التجويف الأرضي الذي يصل لنحو 25 مترا".
ونوّه إلى أن ضحايا المقبرة هم من سكان بلدتي سنجار وتلعفر الإيزيديين والتركمان.
وقتل تنظيم داعش واستعبد آلاف الإيزيديين وأقليات أخرى، علما أن أكثر من 80 مقبرة جماعية تضم مئات الإيزيديين.
ويبقى ملف المقابر الجماعية في العراق التحدي الأكبر الذي تواجهه السلطات. وقدرت تقارير بأنها تضم رفات 400 ألف عراقي.
جيد جدا المقابل