أمن

ألغام الحوثيين تخلف وراءها إرثا من الموت والخوف في كل أنحاء اليمن

لا تترك ألغام الحوثيين لليمنيين أي أرض آمنة، من مراعي الأغنام إلى منازل العائلات.

خبير إزالة ألغام يتفقد التضاريس مع إعادة فتح طريق تعز-صنعاء في 13 حزيران/يونيو 2024، بعد حصار حوثي دام 9 سنوات. [أحمد الباشا/وكالة الصحافة الفرنسية]
خبير إزالة ألغام يتفقد التضاريس مع إعادة فتح طريق تعز-صنعاء في 13 حزيران/يونيو 2024، بعد حصار حوثي دام 9 سنوات. [أحمد الباشا/وكالة الصحافة الفرنسية]

فيصل أبو بكر |

عدن - كانت عائشة حسين الصالحي، 14 عاما، وابنة عمها انتصار البالغة من العمر 17 عاما، ترعيان الأغنام في مديرية نعمان بمحافظة البيضاء عندما انفجر لغم أرضي حوثي وأودى بحياتهما في 16آب/أغسطس.

وبعد 3 أيام، لقيت حنان عايش البالغة من العمر 11 عاما المصير نفسه أثناء رعيها الماشية في محافظة الحديدة ما أدى إلى سلسلة انفجارات متتالية أسفرت عن مقتل العديد من الحيوانات إلى جانب الطفلة.

وتسلط هذه الخسائر الأخيرة الضوء على حقيقة قاسية زادت سوءا منذ العام 2018، حين صنفت وكالة أسوشيتد برس اليمن كأكثر دولة في العالم تلوثا بالألغام منذ الحرب العالمية الثانية.

وأعلن مشروع مسام لإزالة الألغام في منتصف آب/أغسطس عن إزالة أكثر من 510 آلاف لغم وعبوة ناسفة وذخيرة غير منفجرة خلال 7 سنوات من العمل المتواصل في البلاد.

ولكن لا تمثل جهود إزالة الألغام حتى الآن سوى 20 في المائة من المتفجرات التي زرعها الحوثيون بصورة عشوائية، حسبما ذكر وكيل وزارة حقوق الإنسان في اليمن نبيل عبد الحفيظ.

وقال فارس الحميري المدير التنفيذي للمرصد اليمني للألغام إن الجماعة المدعومة من إيران قد زرعت متفجرات في 9 محافظات.

وأضاف أن الحوثيين استهدفوا المزارع ومصادر المياه ومناطق الرعي والأحياء السكنية حيث كانت العائلات تحاول إعادة بناء حياتها رغم سنوات من الصراع.

إرث مميت

وقال الحميري إن الحوثيين تسببوا في "كارثة حقيقية" من خلال حملة زراعة الألغام العشوائية التي قاموا بها. وتسجل منظمته ضحايا مدنيين بشكل شبه يومي إثر سقوطهم بانفجارات الألغام.

وأضاف في حديث لموقع الفاصل أن اليمن سيحتاج لأكثر من 20 عاما للتخلص من الألغام الحالية حتى لو توقفت الحرب فورا.

وأشار ريتيف هورن نائب مدير عام مشروع مسام إلى أنه يتم يوميا زرع ألغام جديدة وعبوات ناسفة مع استمرار الحوثيين في الإنتاج دون أن تلوح نهاية في الأفق.

وكان هورن قد قال في مقابلة تلفزيونية في شباط/فبراير الماضي "عندما بدأنا مشروع مسام في حزيران/يونيو 2018، كان عدد الألغام في اليمن يقدر بنحو مليوني لغم لكن هذا العدد زاد بشكل هائل".

وتابع أن النطاق يصبح أكثر وضوحا عند النظر في عملية ضبط واحدة نفذت في عام 2021 لـ 1.5 مليون صاعق متفجر كانت في طريقها إلى اليمن، وهو اكتشاف يثير تساؤلات حول عدد الشحنات التي نجحت في الوصول إلى الحوثيين.

ووفق هورن الذي هو أيضا خبير في إزالة الألغام، فإن "جميع التقنيات التي يستخدمونها لتصنيع العبوات الناسفة تأتي من مصادر خارجية".

وأضاف "لدينا أدلة مصورة على زرع عبوات ناسفة في المدارس، وهو ما يمثل تجاهلا صارخا للاحتياجات والحقوق الأساسية التي يُحرم منها السكان المحليين".

وبدورها، قالت إشراق المقطري عضو اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن إن الألغام التي يتم زراعتها في مناطق آمنة ومناطق الإنتاج الزراعي "تمثل تدميرا للحياة وإرهابا طويل الأمد ستظل آثاره مستمرة حتى بعد انتهاء الصراع.

وفي هذا السياق، قال عبد الحفيظ للفاصل إن "الألغام وسيلة الحوثيين لزرع الخوف والرعب في نفوس الناس، إذ لا تقوم سلطتهم إلا على التخويف والترهيب".

وأكد أنه "مع أن العالم كله أقر بتحريم استخدام الألغام الفردية، تصر هذه الجماعة على ارتكاب هذه الجريمة التي تمثل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية".

هل أعجبك هذا المقال؟


سياسة الفاصل بشأن التعليقات

يرجى إدخال الأرقام *