سماح عبد الفتاح | 2025-08-20

أصدرت محكمة سويدية حكما بحق أسامة كريم البالغ من العمر 32 سنة والمنتمي إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بالسجن المؤبد على خلفية تورطه في قتل الطيار في سلاح الجو الأردني الملازم أول معاذ الكساسبة.

وكان هذا الحكم الأحدث في سلسلة متنامية من الملاحقات القضائية الدولية التي تستهدف المقاتلين الأجانب في داعش ومؤيدي التنظيم.

وأكد خبراء في القانون أن ذلك يظهر أن المحاسبة على الجرائم المرتبكة على يد متطرفين عنيفين آتية لا محالة، حتى بعد مرور سنوات.

وكان تنظيم داعش قد احتجز الكساسبة بعد تحطم طائرته في الرقة بسوريا في كانون الأول/ديسمبر 2014. وأقدم التنظيم لاحقا على إحراقه حيا في فيديو يظهر عملية الإعدام.

ووجدت محكمة ستوكهولم أنه مع أن مقاتلا آخر من داعش قد أشعل النار، إلا أن كريم "ساهم إلى حد كبير جدا في قتل الطيار بحيث يجب اعتباره أحد الجناة".

ولفت القاضي إلى أن كريم قام بحراسة الكساسبة قبل عملية الإعدام وخلالها واصطحبه إلى القفص حيث تم إضرام النار به، ووقف حاملا سلاحه في المكان سامحا بأن يتم تصوريه.

من السويد إلى داعش

وفي هذا السياق، رأى الصحافي السوري محمد العبد الله الذي وثق الكثير من جرائم داعش أن كريم كان من أوائل المقاتلين الأجانب الذين التحقوا بالتنظيم بعد إعلان هذا الأخير دولة الخلافة المزعومة التابعة له عام 2014.

وأضاف أن كريم سافر من مالمو في السويد في العام نفسه وارتقى سريعا في صفوف التنظيم قبل الانضمام إلى الوحدات النخبوية به.

وبعد مقتل الطيار، استخدم كريم ممرات التهريب وجواز سفره الأوروبي للعودة إلى أوروبا حيث استمر بتنفيذ الأنشطة الإرهابية.

ومنذ ذلك الحين، ربطت السلطات الأوروبية اسمه بهجمات باريس عام 2015 والتي راح ضحيتها 130 شخصا وتفجيرات بروكسل التي أسفرت عن مقتل 32 آخرين وهجوم خطط له على مطار أمستردام.

وأصدرت محكمتان فرنسية وبلجيكية بالفعل أحكاما بالسجن لفترة طويلة من الزمن، بينها سجن لمدة 30 سنة عام 2022.

ويعتبر الحكم بالسجن المؤبد الصادر في السويد على خلفية جرائم حرب وإرهاب إضافة إلى هذه الإدانات. وقد أمرته المحكمة أيضا بدفع تعويض مالي لعائلة الضحية.

لا ملاذ آمن

ومن جانبها، أشارت زينة محمود المتخصصة في الشأن الدولي إلى "عدم وجود غطاء لهؤلاء الإرهابيين لا بسبب الدين ولا بسبب الجنسية التي ينتمون إليها".

وأوضحت لموقع الفاصل أن "كل من انتمى فعليا للتنظيم وقاتل بصفوفه ومن دعم ومول وروج سيظل ملاحقا حتى تتم المحاسبة".

ولفتت إلى أن تبادل المعلومات الاستخباراتية والملاحقات الدولية المتواصلة تضمن مثول أفراد داعش أمام العدالة. وأضافت أن جرائم الحرب التي ارتكبوها لا تسقط بالتقادم.

وتابعت أنه رغم حملته الدعائية، أصبح داعش "من أكثر التنظيمات الإرهابية فشلا" في تاريخ الشرق الأوسط المعاصر.

حيث انهار التنظيم سريعا تحت وطأة الضغط العسكري ، تاركا عناصره عرضة للاعتقال أو القتل .

وقال خبراء قانون إن حكم السجن المؤبد الذي طال كريم يرسل رسالة واضحة مفادها أن الانضمام إلى داعش لا يؤدي إلا إلى الموت أو الاعتقال أو السجن مدى الحياة وأن العدالة ستطال أي شخص شارك في جرائم التنظيم.