أمن
الجماعات الإرهابية تستغل الأفراد اليائسين مع تراجع قدراتها
يتجه تنظيم داعش على نحو متزايد إلى الأفراد الضعفاء واليائسين لتنفيذ هجمات في أوروبا، مستغلا أوضاعهم الهشة لتعزيز أجندته.
![عيسى الحسن، 27 عاما، من سوريا، يمثل أمام المحكمة في دوسلدورف بألمانيا يوم 10 أيلول/سبتمبر، حيث يواجه اتهامات بتنفيذ هجوم بالسكين في مهرجان سولينغن في أغسطس/آب 2024. [فيديريكو غامباريني/دبا بيكتشر-ألايانس عبر وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/09/18/51962-issa-_al_hassan-600_384.webp)
نور الدين عمر |
تظهر الهجمات التي نفذها تنظيم 'الدولة الإسلامية' (داعش) في أوروبا كيف أن التنظيم يعتمد الآن على استغلال الأفراد اليائسين والضعفاء بدلا من بسط نفوذه على نطاق واسع.
ويقول الخبراء إن مثل هذه الهجمات غالبا ما ينفذها أشخاص في ظروف هشة يستغلهم تنظيم داعش لدعم أجندته.
وفي 10 أيلول/سبتمبر، أصدرت المحكمة الإقليمية العليا في دوسلدورف بألمانيا حكما بالسجن المؤبد على شاب سوري يدعى عيسى الحسن، 27 عاما، بعد إدانته بتنفيذ عملية طعن في مهرجان بمدينة زولينغن في آب/أغسطس 2024.
وأثناء الهجوم، الذي أسفر عن مقتل ثلاثة اشخاص وإصابة ثمانية آخرين، أعلن الحسن تأييده لتنظيم داعش.
![نصب تذكاري مزين بالزهور والشموع خلال حفل إضاءة شموع بمناسبة ذكرى هجوم داعش في سولينغن، ألمانيا، في 23 أغسطس/آب. [ينغ تانغ/نور فوتو عبر وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/09/18/51963-solingen-_germany-600_384.webp)
وقد أُدين بـ 3 جرائم قتل و10 بالشروع بالقتل، بالإضافة إلى العمل لصالح تنظيم داعش.
تلاعب داعش
وقال المحامي السوري بشير البسام إن الجماعات الإرهابية مثل داعش تستغل الأحداث أو الظروف التي تثير تعاطف الجمهور، ثم تتلاعب بالأفراد الضعفاء وتغسل أدمغتهم لتبرير الهجمات وتنفيذها.
وأضاف في حديث لموقع الفاصل أن "قضية الشاب السوري الذي وقع في شباك تنظيم داعش وقام بتنفيذ ما أمر به من خلال التجنيد الإلكتروني تؤكد أن التنظيم لا يزال يمارس نفس طريقته القديمة باستغلال المضطربين والمنعزلين وضعاف النفوس لدفعهم للقيام بأعماله القذرة".
وأوضح أن "الأمر الآخر الذي يقوم به تنظيم داعش، أو من تبقى من خلاياه الإلكترونية، هو استغلال بعض الأحداث الجارية في المنطقة وتقديم نفسه بأنه يدافع عن الدين الإسلامي والمسلمين".
وتابع "هذا ما صرح به فعلا الشاب السوري المحكوم عليه في ألمانيا بأن ما قام به كان للدفاع عن الفلسطينيين".
وأكد البسام أن "هذه الشعارات تستغل من قبل داعش وغيره من التنظيمات المتطرفة للحفاظ على وجودها".
تقلص القدرات
هذا ويقول الخبراء إنه بعد الحملة الدولية ضد داعش، لم يعد التنظيم قادرا على تنفيذ عمليات عسكرية.
وأكدوا أن القوة الكلية للتنظيم آخذة في التراجع.
الخبير العسكري يحيى محمد علي قال لموقع الفاصل إن "قدرة تنظيم داعش على إعادة تنظيم خلايا نائمة بمفهومها العسكري الفعلي يعتبر أمرا غير ممكن بنسبة كبيرة".
وأضاف أن "من يقومون بالأعمال الإرهابية في الوقت الحالي ليسوا إلا شبان تم اصطيادهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي".
وأوضح أنه يتم "شحن هؤلاء الشبان ودفعهم للقيام بأعمال تستند على عنصر المفاجأة واستهداف المدنيين خلال التجمعات الكبيرة".
وأكد محمد علي أن "التنظيم الإرهابي كان ولا يزال يستغل عناصره بدفعهم إلى القيام بهذه الأعمال، فيجدون أنفسهم أمام واقع يتمثل بالتقديم إلى المحاكمة أو الموت خلال المواجهة مع الشرطة إذا حصلت وقت الهجوم".