إرهاب
ناجون: تفجير الشاحنة بالقامشلي عام 2016 فشل في تقسيم المجتمع السوري
سعى تنظيم داعش من خلال هجومه على القوات الكردية في عام 2016 إلى تقسيم المجتمع السوري، لكنه لم ينجح إلا في تحويل الرأي العام ضده بشكل حاسم.
![سوريات من الطائفة السريانية المسيحية خلال جنازة مقاتل من قوات سوريا الديموقراطية قتل في معارك مع داعش بمدينة الرقة، وذلك في 23 كانون الأول/ديسمبر 2016 بمدينة القامشلي ذات الغالبية الكردية. [دليل سليمان/وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/08/09/51459-qamishli-women-mourn-600_384.webp)
سماح عبد الفتاح |
بعد مرور 9 سنوات على تفجير عنيف نفذه تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بشاحنة بالقرب من مقر أمني كردي في القامشلي، يقول سوريون عرب إنه كانت للهجوم نتائج عكسية إذ فضح مدى تعارض أيديولوجيا داعش مع قيمهم الأساسية.
وكان التفجير الذي وقع في ريف الحسكة بتاريخ 27 تموز/يوليو 2016 قد أسفر عن مصرع أكثر من 40 شخصا وإصابة العشرات.
وقال الأهالي لموقع الفاصل إن التفجير كان يهدف لزرع الفتنة بين المجتمعات العرقية، إلا أن الرفض العربي لجرائم التنظيم ساهم في تسريع تراجع داعش.
وفي هذا السياق، قال ريبار نابو قائد إحدى فرق الأسايش (قوات الأمن الداخلي الكردية) إن تنظيم داعش أساء فهم المجتمع السوري بصورة جوهرية حين افترض أن أعراف القبائل والعشائر ستؤمن له السيطرة.
وأضاف أن "تنظيم داعش ظن لدى انتشاره في سوريا والعراق أن سيطرته على مناطق خاضعة لأعراف القبائل والعشائر العربية ستؤمن له السيطرة الكاملة مهما كانت درجة الجرائم".
لكن تسبب رفض القبائل بانحسار سيطرة التنظيم وأدى تدريجيا إلى القضاء عليه، وذلك إلى جانب جهود التحالف الدولي وقوات سوريا الديومقراطية.
’رفض شامل‛
وأشار نابو إلى أن "إقبال الشبان العرب على الانخراط في صفوف قوات سوريا الديموقراطية وقوات الأمن يعكس إصرار أبناء المنطقة من العرب على رفض العنف والإجرام الداعشي بكل أشكاله".
وبدوره، قال جوان حسو وهو أستاذ ثانوي من القامشلي فقد بعض أفراد أسرته في الهجوم إنه كان شاهدا بشكل مباشر على كيفية تحقيق العنف عكس التأثير المقصود.
وأضاف أن "هذا العمل الإجرامي أنتج نوعا من التضامن الإضافي بين سكان مناطق شمال وشرق سوريا".
وأوضح أن الانفجار استهدف منطقة ذات الغالبية الكردية، ما أدى بكثيرين لتوقع حدوث توترات عرقية. ولكن عوضا عن ذلك سارعت العشائر والقبائل العربية إلى إظهار التعاطف والدعم.
وأكد أن "المعتقدات العربية تنبذ العنف بأي شكل من أشكاله وخاصة تجاه الجيران وأبناء المنطقة التي يتواجدون بها"، مشيرا إلى أن أيديولوجيا داعش لا تتوافق مع هذه القيم.
وتابع أن وفودا من قبائل وعشائر محافظتي الحسكة ودير الزور باتت تشارك في تجمعات استذكار الضحايا السنوية.
وأشار إلى أن هذه التجمعات تكرم الضحايا و"تؤكد على روح التضامن ونبذ أساليب التنظيم كليا، بالإضافة إلى التأكيد على عدم إتاحة الفرصة للتنظيم للعودة من جديد".
ووفق حسو، فإن إدراك داعش للرفض العشائري دفع التنظيم للتعامل بوحشية خاصة مع المجتمعات التي قاومت وكان أبرز أفعاله المجزرة التي قام بها تجاه عشيرة الشعيطات.
وأكد "شكلت الحادثة وقتها تحولا جذريا في مسار علاقة العشائر العربية مع التنظيم".