أمن
القضاء على ممولي حزب الله يعطل عمليات الحزب ويكبح جماح النظام الإيراني
قال خبراء إن القضاء على ممولي الوحدة 4400 التابعة لحزب الله سيكون له تأثير أكبر على الحزب من خسارته قادة الصف الأول.
سماح عبد الفتاح |
قال خبراء إن مقتل أحد كبار ممولي حزب الله في سوريا ومسؤولين ماليين آخرين في لبنان يشكل ضربة موجعة للحزب المدعوم من إيران، فيعطل عمليات تمويله ويضعف نفوذه في المنطقة.
وذكرت مصادر لموقع الفاصل أن استهداف قيادة الوحدة 4400 وهي وحدة النقل الخاصة بحزب الله والمسؤولة عن شحنات الأسلحة، له تأثير أكبر من تصفية قيادات الحزب السياسية أو العسكرية.
وتتولى الوحدة أيضا مهمة تأمين ونقل مئات الملايين من الدولارات سنويا إلى حزب الله وهي إيرادات تحصلها من تجارة النفط في سوريا والتهريب وغيرها من الأنشطة، ما يجعلها شريان الحياة المالي للحزب.
وفي هذا السياق، قال الباحث في الشؤون الإيرانية بمركز الشرق للدراسات الإقليمية والاستراتيجية فتحي السيد إن "القضاء على الجناح المالي لحزب الله يعتبر أهم من القضاء على القادة الميدانيين وقادته السياسيين".
وأضاف في حديثه للفاصل أن "جميعهم من الممكن تأمين بدلاء لهم باستثناء المؤتمنين على حركة الأموال".
وأوضح أنه بدون الوحدة 4400، سيواجه حزب الله صعوبات في العمل أو تجنيد المقاتلين أو دفع الرواتب أو الحصول على الأسلحة من "السوق السوداء".
الحد من هيمنة النظام الإيراني
وتابع السيد أن تعطيل تمويل حزب الله من شأنه أن يعرقل أنشطة النظام الإيراني الإقليمية، نظرا للعلاقة الوطيدة بين الحزب اللبناني والحرس الثوري الإيراني.
وأشار أيضا إلى أن إضعاف حزب الله قد يفيد لبنان عبر حمايته من العقوبات الدولية ومن إدراجه على القوائم المالية الرمادية.
وبدوره، قال صلاح منصور وهو أحد أقارب مسؤول كبير سابق في حزب الله وله علاقات وثيقة مع قيادة الحزب ولا سيما في البقاع، إن شخصيتين رئيستين في الوحدة 4400 قتلتا خلال شهر واحد.
وقُتل القيادي في حزب الله محمد جعفر قصير في بيروت في تشرين الأول/أكتوبر، وكان مسؤولا عن الإشراف على نقل الأسلحة من النظام الإيراني ووكلائه إلى الحزب اللبناني وكان خاضعا للعقوبات الأميركية.
كذلك، قُتل خلف قصير علي حسن غريب المعروف أيضا باسم أبو حسن أيمن بغارة جوية يوم 21 تشرين الأول/أكتوبر في دمشق. ووصفته حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مرتبطة بحزب الله بأنه قائد ومهندس.
وأضاف منصور أن الوحدة 4400 تدير شبكة متطورة لغسل المال وتحويل الأموال من شركات مرتبطة بحزب الله في مختلف أنحاء العالم إلى لبنان.
وذكر أن عمليات الوحدة سرية للغاية وتشمل عددا محدودا من الأفراد، ما يعني أن تعطيل عملها يعد مضرا إلى حد كبير بالنسبة للحزب.
وأشار منصور أيضا إلى أن مقتل هاشم صفي الدين الذي كان يشرف على تحويل أموال حزب الله من إيران ودول أخرى، يشكل انتكاسة كبيرة أخرى بالعمليات المالية للحزب.