إقتصاد

ممارسات حزب الله تدفع لبنان نحو ’انهيار جسيم‘

قال محللون إن البلاد في حالة انهيار منذ 4 سنوات مع وصول عدد كبير من الناس إلى أقصى حدود الاحتمال، ورجحوا أن يزداد الوضع سوءا.

رجل يقود دراجة نارية في بيروت، ناقلا على متنها زوجته وأطفاله الثلاثة. وجعل ارتفاع تكلفة الوقود البعض في لبنان عاجزين عن تحمل تكلفة تشغيل السيارة. [ناجي أكرم/الفاصل]

رجل يقود دراجة نارية في بيروت، ناقلا على متنها زوجته وأطفاله الثلاثة. وجعل ارتفاع تكلفة الوقود البعض في لبنان عاجزين عن تحمل تكلفة تشغيل السيارة. [ناجي أكرم/الفاصل]

أناس يصطفون خارج محل صرافة في بيروت لتحويل العملة. ومنذ اندلاع الأزمة الاقتصادية في لبنان، انخفض سعر صرف الليرة مقابل الدولار. [ناجي أكرم/الفاصل]

أناس يصطفون خارج محل صرافة في بيروت لتحويل العملة. ومنذ اندلاع الأزمة الاقتصادية في لبنان، انخفض سعر صرف الليرة مقابل الدولار. [ناجي أكرم/الفاصل]

رجل ينام على الرصيف في بيروت بعد أن ترك الفقر المدقع العديد من اللبنانيين بلا مأوى. [ناجي أكرم/الفاصل]

رجل ينام على الرصيف في بيروت بعد أن ترك الفقر المدقع العديد من اللبنانيين بلا مأوى. [ناجي أكرم/الفاصل]

سيدة لبنانية ترفع لافتة في بيروت تطالب فيها مساعدة والدتها التي تعاني من مرض السرطان وتحتاج للعلاج. [ناجي أكرم/الفاصل]

سيدة لبنانية ترفع لافتة في بيروت تطالب فيها مساعدة والدتها التي تعاني من مرض السرطان وتحتاج للعلاج. [ناجي أكرم/الفاصل]

النفايات تتكدس في شوارع طرابلس بسبب عدم قيام الشركات المعنية بإزالتها نتيجة للأزمة. [ناجي أكرم/الفاصل]

النفايات تتكدس في شوارع طرابلس بسبب عدم قيام الشركات المعنية بإزالتها نتيجة للأزمة. [ناجي أكرم/الفاصل]

أطفال يلعبون على متن قوارب في ميناء طرابلس الشمالي. وأجبرت الأزمة الاقتصادية الحادة العديد من الأطفال على التسرب من المدرسة بسبب عدم قدرة أهاليهم على دفع رسوم التعليم المرتفعة. [ناجي أكرم/الفاصل]

أطفال يلعبون على متن قوارب في ميناء طرابلس الشمالي. وأجبرت الأزمة الاقتصادية الحادة العديد من الأطفال على التسرب من المدرسة بسبب عدم قدرة أهاليهم على دفع رسوم التعليم المرتفعة. [ناجي أكرم/الفاصل]

المنازل القديمة في مدينة طرابلس الشمالية الفقيرة تحتاج إلى الإصلاح والترميم بعد سنوات من الإهمال. [ناجي أكرم/الفاصل]

المنازل القديمة في مدينة طرابلس الشمالية الفقيرة تحتاج إلى الإصلاح والترميم بعد سنوات من الإهمال. [ناجي أكرم/الفاصل]

نهاد طوباليان |

بيروت - بعد 4 سنوات من اندلاع الأزمة، لا يزال لبنان يواجه "تحديات اقتصادية هائلة"، حسبما حذر صندوق النقد الدولي في 15 أيلول/سبتمبر.

وأضاف في ختام زيارة امتدت 4 أيام أن من بين هذه التحديات انهيار القطاع المصرفي وتآكل الخدمات العامة وتدهور البنية التحتية وتفاقم الفقر.

وألقت الأزمة الاقتصادية وانهيار العملة بثقلها على مئات الآلاف من الأسر التي كانت تتمتع ذات يوم بأسلوب حياة مريح وحتى مترف، وباتت اليوم بالكاد تستطيع تأمين احتياجاتها الأساسية.

وفي أعلى السلم توجد سلام ملحم وزوجها روني وولداهما المراهقان فادي البالغ من العمر 17 عاما وسارة البالغة من العمر 15 عاما. وتقيم العائلة في سن الفيل التي تعد إحدى الضواحي الشرقية لبيروت، ويُظهر أثاث منزلهم أنهم كانوا في وقت من الأوقات يعيشون في رفاهية.

فتاة تقف بجوار ثلاجة فارغة في منزلها بمدينة طرابلس شمالي لبنان. [ناجي أكرم/الفاصل]
فتاة تقف بجوار ثلاجة فارغة في منزلها بمدينة طرابلس شمالي لبنان. [ناجي أكرم/الفاصل]

وقالت ملحم للفاصل "حتى عشية الأزمة، كنا لا نأبه لمصروفنا".

وأضافت "فراتب زوجي كان يكفينا لتلبية كل ما نحتاجه من الكماليات والسفر مرة بالسنة وإيداع مبلغ شهري برصيدنا بالمصرف".

وتابعت "لكن مع تطور الأزمة وانهيار الوضع الاقتصادي والمالي دخلت الأزمة بيتنا، فتخلينا عن كل شيء تقريبا بعد تراجع راتب زوجي".

العيش ’تحت الصفر‘

وبالنسبة للذين كانوا بالكاد يكسبون لقمة عيشهم قبل الأزمة وبالنسبة لشباب البلاد الذين بدأوا للتو مسار حياتهم، فإن الوضع مقلق أكثر.

ويعكس منزل رازميك كندرجيان، 23 عاما، في برج حمود الفقر الذي تعيش فيه.

وتكثر متطلبات ابنها البالغ من العمر 4 سنوات، ولم تتمكن من تلبيتها منذ أن فقد زوجها هرانت وظيفته في أحد المصانع التي أغلقت أبوابها.

وقالت للفاصل وهي تحبس دموعها "نعتمد على المساعدات من جمعيات المنطقة. كنا نعيش باكتفاء لكن الأزمة والانهيار قضى على حياتنا التي لم نبدأها بعد".

أما حسين مكحل الذي يعمل في سوبر ماركت، فكان يعاني أصلا قبل بدء الأزمة الاقتصادية من أجل تأمين لقمة العيش لزوجته وأطفالهما الخمسة وجميعهم تحت سن الـ 13.

ولكن اليوم باتت الأمور أسوأ بكثير، حسبما قال للفاصل وهو يحمّل بعض الأكياس أثناء عودته إلى منزله في حي رأس النبع ببيروت.

وقال "نعيش تحت الصفر".

وتابع "فقد راتبي قوته الشرائية ففقدنا الأمان العائلي. فلا طعام كما يجب ولا طبابة إلا للحالات الطارئة".

وأشار إلى أنه في الوقت نفسه، يعيش المسؤولون الحكوميون "بترف غير آبهين بالشعب الذي أفقروه أكثر".

وفي مكان آخر من رأس النبع، يعيش ناصر عباس مع والدته.

وقال "عملي بتركيب دش التلفزيونات لا يغطي ثمن أدوية والدتي المريضة".

وكشف أنه "قبل الأزمة كان وضعي متواضع، أما اليوم فصار تحت الصفر".

الوضع ’سيسوء أكثر‘

وعندما أصدر صندوق النقد الدولي تحذيره في منتصف أيلول/سبتمبر، حدد أيضا الخطوات اللازمة للتوصل إلى حل دائم للأزمة في لبنان.

وتشمل هذه الخطوات وفقا له "قرارات سياسية حكومية شاملة من البرلمان وحكومة لاحتواء العجز الخارجي والمالي والبدء بإعادة هيكلة القطاع المصرفي والشركات الكبرى المملوكة للدولة".

ومن جانبه، اعتبر الكاتب الاقتصادي أنطوان فرح في حديثه للفاصل أن بيان صندوق النقد الدولي "كان واضحا لجهة التحذير من الانهيار الكبير الذي يتجه إليه لبنان".

وقال إن لبنان "يعيش في مرحلة الانهيار" منذ 4 سنوات، مضيفا "إننا مقبلون على وضع سيسوء أكثر".

وأوضح أنه في الفترة السابقة، لجأت الحكومة إلى الإنفاق من أموال المودعين في المصارف واستخدام أموال مصرف لبنان للتخفيف من وطأة الأزمة.

وأضاف "أما اليوم، شارفت أموال مصرف لبنان تقريبا على الانتهاء وحاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري اتخذ قرارا بعدم تمويل الدولة".

وأضاف أن الدولة استنفدت أموال حقوق السحب الخاصة التي خصصها لها صندوق النقد الدولي لمساعدتها على الخروج من الأزمة. وتعد حقوق السحب الخاصة أصلا احتياطيا دوليا لتكملة الاحتياطيات الرسمية للدول الأعضاء في صندوق النقد الدولي.

وقال فرح إن الطريقة الوحيدة لمنع حدوث انهيار كبير الآن هي "بتنفيذ الإجراءات الإصلاحية المطلوبة للوصول لخطة تعافي [التابعة لصندوق النقد الدولي]".

وأردف أن ذلك بدوره "لا يمكن أن يتم إلا بالانتظام السياسي، أي انتخاب رئيس للجمهورية وبذل جهود إضافية لإنجاز الاستحقاق الرئاسي".

وحذر قائلا "من دون انتظام سياسي لا أمل بالإصلاحات والإنقاذ لتحاشي الوصول للانهيار الكبير، ومطلوب من القوى السياسية التعاون لتحقيق الانتظام السياسي بالبلد".

وأضاف أن حزب الله يتحمل قدرا كبيرا من المسؤولية في "إعاقة الوصول لانتخاب رئيس للجمهورية"، مشيرا إلى أن دوره "بالتهريب وعدم تحمله مسؤولياته كلها أمور ساهمت بالانهيار".

وتجدر الإشارة إلى أن كرسي الرئاسة في لبنان ما يزال شاغرا منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

حزب الله يتحمل المسؤولية

وفي حديثه للفاصل، أكد الكاتب والمحلل السياسي شارل جبور أن حزب الله "يتحمل المسؤولية الأساسية" في الانهيار الاقتصادي والعزلة التي بات فيها.

وأوضح أن الحزب المدعوم من إيران يتمسك برفض تسليم سلاحه غير الشرعي، "ما يمنع الدولة من ممارسة دورها السيادي ويخطف قرارها".

وأضاف أنه لتوفير الغطاء السياسي لسلاحه غير الشرعي وفر حزب الله النفوذ للمنظومة السياسية، ما شرع "أبواب الفساد والسرقات".

وقال "قضى سلاح حزب الله غير الشرعي والمنظومة التي تتولى أمور الدولة على مؤسسات الدولة، فلم يعد هناك من قضاء ومحاسبة".

وأردف "ساهمت سياسات حزب الله المعطلة للحياة السياسية بلبنان بمزيد من الانهيار وإفقار اللبنانيين".

واتهم جبور الحزب بمساهمته في "نهب أموال المودعين واستخدام الاحتياطي الإلزامي لسد هدر الدولة".

ولفت إلى أن المجتمع الدولي بات مقتنعا بأنه عاجز عن مواصلة دوره كمسعف، لأنه "أدرك أن الدعم والمساعدات التي يقدمها للدولة تذهب لمنظومة الفساد".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *