إرهاب

جماعة غامضة تتبنى هجوما على كنيسة بدمشق وصفه رجال دين بالغير الإسلامي

ندد رجال دين مسلمون بالهجوم على كنيسة مار الياس الذي أسفر عن مقتل 25 شخصا وإصابة العشرات ووصفوه بأنه يتعارض مع جوهر الإسلام.

موكب جنائزي يحمل نعوش ضحايا الهجوم الانتحاري ضد كنيسة مار الياس من كنيسة الصليب المقدس حيث أقيم قداس جنائزي، إلى مدفن مار الياس في 24 حزيران/يونيو بدمشق. [أنطوني لاليكان/هانز لوكاس عبر وكالة الصحافة الفرنسية]
موكب جنائزي يحمل نعوش ضحايا الهجوم الانتحاري ضد كنيسة مار الياس من كنيسة الصليب المقدس حيث أقيم قداس جنائزي، إلى مدفن مار الياس في 24 حزيران/يونيو بدمشق. [أنطوني لاليكان/هانز لوكاس عبر وكالة الصحافة الفرنسية]

فريق عمل الفاصل |

أعلنت جماعة متطرفة غير معروفة يشتبه محللون بارتباطها بتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) يوم 24 حزيران/يونيو مسؤوليتها عن هجوم انتحاري استهدف كنيسة بدمشق في عطلة نهاية الأسبوع وأسفر عن مقتل 25 شخصا.

وأوردت وكالة الصحافة الفرنسية أن جماعة سرايا أنصار السنة قالت في بيان لها إن أحد عناصرها قام بتفجير كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بدمشق بعد "استفزاز" لم تحدده.

ولم يتبن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم الذي أسفر عن مقتل 25 شخصا وإصابة نحو 63 آخرين، لكن المحلل والباحث المقيم في سوريا أيمن جواد التميمي ذكر أن جماعة سرايا أنصار السنة قد تكون جماعة منشقة موالية لداعش.

وأضاف التميمي أن الجماعة قد تكون مؤلفة من منشقين عن هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى ممن "يعملون حاليا بصورة مستقلة عن تنظيم داعش".

وقال أيضا إنها قد تكون "مجرد جماعة واجهة لداعش"، حيث أثبت تحليل أجري لقنوات تلغرام التي تدعم الجماعة الجديدة وتتحدث باسمه أن خطابها الديني ونظرتها السياسية لا يتعارضان مع خطاب تنظيم داعش أو نظرته.

وأفادت خدمة بي بي سي لرصد الإعلام في شباط/فبراير أن سرايا أنصار السنة أعلنت عن نشأتها في أواخر كانون الثاني/يناير عبر حساب على تطبيق تلغرام.

وأشارت الخدمة إلى أن الجماعة تزعم أنها شبكة "لامركزية" تعمل من خلال ذئاب منفردة أو أفراد أو خلايا صغيرة ذات روابط محدودة بين بعضها البعض.

وذكرت خدمة الرصد أن اسم الجماعة وأهدافها الرئيسية المعلنة "تعكس هويتها وتوجهها الطائفي الصريح" اللذين يتماشيان مع توجهات الجماعات المتطرفة المتشددة للغاية مثل داعش.

وأضافت أن "الجماعة الجديدة عبرت أيضا عن ازدراء واضح للأقليات الأخرى مثل المسيحيين والدروز"، مشيرة إلى أن "خطابها العنيف للغاية يشبه إلى حد كبير خطاب تنظيم داعش وأنصاره".

’رفض العنف والإرهاب‛

وبدوره، أشار البطريرك يوحنا العاشر بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس إلى أن "الجريمة النكراء التي وقعت في كنيسة مار الياس هي المجزرة الأولى من نوعها في سوريا منذ عام 1860".

واستنكر رجال الدين المسلمون الهجوم ووصفوه بأنه يتعارض مع جوهر الإسلام الذي يعتبر المسيحيين "أهل الكتاب".

وفي هذا السياق، قال المفتي العام للسنة في سوريا أسامة الرفاعي في 23 حزيران/يونيو "نعرب عن رفضنا التام استهداف دور العبادة وترويع الآمنين".

وأضاف "نجدد موقفنا الثابت من رفض العنف والإرهاب والأعمال الإجرامية مهما كانت الدوافع".

ومن بيروت، أرسل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب رسالة إلى البطريرك معزيا ومؤكدا تضامن طائفته معه، بحسب ما أوردته صحيفة لوريان لوجور.

وندد بـ "الجريمة الجبانة التي ارتكبها مجرمون احترفوا هدر الدماء".

ومن جانبه، قال المدرس راجي رزق الله لوكالة الصحافة الفرنسية أثناء تواجده في جنازة بعض الضحايا في كنيسة الصليب المقدس بدمشق إن "المسيحية جزء راسخ وثابت من هذه الأرض والمتطرفون مارقون".

وأكد "لا مكان لهم في الحاضر ولا في المستقبل".

هل أعجبك هذا المقال؟


سياسة الفاصل بشأن التعليقات

يرجى إدخال الأرقام *