إرهاب
تعافي واستقرار سوريا مرهونان بقدرتها على كبح جماح المتطرفين
تشترط الدول المانحة والمستثمرون السيطرة على الجماعات المتطرفة مثل تنظيم داعش قبل البدء بمرحلة إعادة الإعمار.
![أصدقاء وأقارب ضحايا التفجير الانتحاري الذي تم ربطه بتنظيم داعش في 22 حزيران/يونيو والذي أسفر عن مقتل 25 شخصا، يضعون في 24 حزيران/يونيو الزهور في سرداب كنيسة مار الياس في دمشق حيث تم دفن رفات أحد الضحايا. [أنتوني لاليكان/هانس لوكاس عبر وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/07/24/51263-syria-isis-victims-600_384.webp)
سماح عبد الفتاح |
قال خبراء إن الشعب السوري يتوق إلى الاستقرار والتعافي الاقتصادي وفرص العمل ولكن لا يمكن تحقيق ذلك من دون السيطرة على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) والجماعات المتطرفة الأخرى.
وذكر الخبير الاقتصادي السوري والأستاذ المحاضر في جامعة دمشق محمود مصطفى لموقع الفاصل أن الصراع الطويل أرهق اقتصاد البلاد وشعبها.
وأضاف أن الغالبية أصبحت تحت خط الفقر لانعدام فرص العمل، مشيرا إلى أن هذا يعود جزئيا إلى سيطرة بعض المقربين من النظام على مفاصل الاقتصاد.
وتابع أن ذلك تفاقم بسبب وقف تدفق الاستثمارات إما بسبب عدم الرغبة بالتعامل مع نظام بشار الأسد وإما بسبب العقوبات المفروضة على سوريا جراء ممارسات النظام تجاه شعبه.
وأوضح مصطفى أن تلك الظروف شكلت أرضية خصبة لتوغل التنظيمات الإرهابية في المجتمع السوري من خلال استغلال الحاجة المادية وأجواء النقمة على النظام وأجهزته الأمنية.
وقال إنه مع أن الظروف بدأت تتحسن مع الرفع الجزئي للعقوبات وإبداء بعض المستثمرين رغبتهم في دخول السوق السورية، إلا أن كل شيء مرهون بمنع عودة تنظيم داعش.
الشعب السوري يطلب الاستقرار
ومن جهته، قال فيصل الخوالدي الأستاذ المحاضر في جامعة الملك عبد العزيز لموقع الفاصل إن التنظيمات الإرهابية تسعى لاستغلال الأوضاع الأمنية في الدول التي تريد إقامة موطئ قدم لها فيها.
وأوضح أنها تفعل ذلك إما بصورة مباشرة من خلال تنفيذ الهجمات وإثارة الفوضى، أو بصورة غير مباشرة من خلال استغلال الأوضاع المتوترة أساسا.
وأضاف أن "هذا ما قد تقوم به داعش في سوريا خلال الفترة المقبلة إن لم يتم إجهاض مخططاتها. ويعود الأمر إلى السلطات الأمنية والحكومة الجديدة لضبط الأوضاع وإبعاد شبح الإرهاب نهائيا".
وأشار الخوالدي إلى أن الشعب السوري يريد الأمن والأمان والاستقرار، بالإضافة إلى الرخاء الاقتصادي بعد سنوات من الضغوطات الكبيرة. ولكن تعد هذه القضايا مرتبطة جوهريا بالحرب ضد الإرهاب.
وأوضح أن الدول المانحة أو تلك الراغبة بالاستثمار تشترط القضاء على الإرهاب بشكل نهائي وعدم السماح للتنظيمات مثل داعش بالعودة مجددا.
وأكد أن "المرحلة المقبلة ستكون مصيرية بالنسبة للشعب السوري والدولة السورية معا".
وتابع "إذا ما تم إنجاح مكافحة الإرهاب سيتم رفع العقوبات تدريجيا بالإضافة إلى تدفق الاستثمارات لتدور عجلة الاقتصاد من جديد فينعم الشعب السوري بالرخاء بعد سنوات طويلة من القمع والسرقات التي كانت تطال المقدرات".