إرهاب

تنظيم داعش يحوّر ضريبة إسلامية قديمة لابتزاز الأقليات الدينية

أعاد تنظيم داعش ’تفسير‛ ضريبة إسلامية قديمة، مستخدما إياها لابتزاز الأقليات الدينية في خطوة يتحدى فيها حقوق الإنسان والمبادئ الإسلامية.

مواطنة مسيحية تمر أمام نقش على جدار تركه تنظيم داعش لدى وصولها لحضور القداس بكنيسة السريان الكاثوليك في مار توما بالموصل في 30 نيسان/أبريل 2022 بعد إعادة ترميمها. [زيد العبيدي/وكالة الصحافة الفرنسية]
مواطنة مسيحية تمر أمام نقش على جدار تركه تنظيم داعش لدى وصولها لحضور القداس بكنيسة السريان الكاثوليك في مار توما بالموصل في 30 نيسان/أبريل 2022 بعد إعادة ترميمها. [زيد العبيدي/وكالة الصحافة الفرنسية]

سماح عبد الفتاح |

حوّر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) ضريبة إسلامية قديمة تعرف بالجزية من أجل ابتزاز المسيحيين وأقليات دينية أخرى، بحسب خبراء وناجين.

وصُمم النظام الضريبي، الذي يعود تاريخه إلى القرن السابع والذي استند إلى اتفاقيات مثل العهدة العمرية، لتيسير التعايش بين المسلمين وغير المسلمين ولا سيما المسيحيين واليهود، أو من يعرفون في الدين الإسلامي بـ "أهل الكتاب".

وقال المرشد الديني وائل عصام إنه "لا يجوز فرض الجزية على الفقراء والمساكين والأرامل وكبار السن والنساء والأطفال".

وأضاف لموقع الفاصل أن هذه مساهمة من غير المسلمين مقابل حصولهم على الحماية والحرية الدينية، في حين يدفع المسلمون الزكاة.

ولكن تنظيم داعش تخلى عن هذه الحماية التقليدية، و حوّر المعنى الأساسي وهدف النظام الضريبي بطريقة تسيء للإسلام.

وقالت نينا شيا من معهد هادسن إن ما يسميه التنظيم بالجزية ليست إلا "ابتزازا وفدية".

وأوضحت أنه "حتى عندما يبتز التنظيم للحصول على المال ويسمي ذلك بالجزية، ينتج عن ذلك دائما وخلال فترة قصيرة من الوقت سلب المسيحيين واغتصابهم وقتلهم وخطفهم واستعبادهم".

وفي مدينة الموصل العراقية التي كانت سابقا العاصمة الفعلية لداعش، تم استدعاء القيادات المسيحية في تموز/يوليو 2014 من أجل هدف مفترض هو التفاوض على المدفوعات.

وذكر قس السريان الكاثوليك إيمانويل عادل كيلو لمجلة ذي أميريكان إنترست أن هذا كان "فخا".

حيث واجه المسيحيون إنذارا نهائيا للاختيار بين الهروب أو اعتناق الإسلام أو مواجهة الدمار.

وظهرت قصص مماثلة في بلدة القريتين بسوريا حيث نشر تنظيم داعش فكرة اتفاقيات الجزية قبل إخضاع المسيحيين للاستعباد والسجن.

وقتل ما لا يقل عن 21 مسيحيا جراء مقاومتهم اعتناق الإسلام أو محاولة الفرار، حسبما ذكر بطريرك السريان الأرثوذكس إغناطيوس أفرام الثاني.

وتم استهداف الفتيات بشكل خاص، وأجبرت العائلات على تنظيم عمليات إجلاء خطيرة في ظل سعي زعماء داعش وراءهن لاتخاذهن كـ " زوجات" لهم.

خيانة التقاليد الإسلامية

ودان علماء دين مسلمون هذه الممارسات معتبرين إياها انتهاكات دينية.

وقالوا إن مخطط الابتزاز الوحشي لداعش ليس فقط انتهاكا لحقوق الإنسان، بل هو خيانة جوهرية لمبادئ الإسلام التي يزعم التنظيم المتطرف زورا الدفاع عنها.

وبدورها، ذكرت الأستاذة المحاضرة في الشريعة الإسلامية بكلية البنات في جامعة الأزهر نائلة محمد للفاصل أن "الجزية تفرض تأمين الأمان بشكل تام لمن يدفعون".

وتابعت "عندما يقوم تنظيم داعش بفرضها مع اضطهاد من يتم فرضها عليهم، فإنها تعتبر مخالفة واضحة للمبادئ الإسلامية".

وتنتهك أفعال التنظيم تعاليم الإسلام بشكل مباشر، بما في ذلك عهود النبي محمد مع المجتمعات المسيحية.

وذكرت محمد أن خبراء يعزون تحوير داعش للجزية إلى اليأس المالي، لافتة إلى أن التنظيم يفرضها حتى على المسلمين الآخرين وهو "أمر غير مقبول على الإطلاق من وجهة النظر الشرعية".

وأوضحت أن التنظيم أصبح "فاقد السيطرة والتمويل ويلجأ إلى أية وسيلة للحصول على الأموال".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *