إرهاب
خبراء يحذرون: المتطرفون قد يستغلون التوتر بالشرق الأوسط للظهور مجددا
في حين تركز القوى الإقليمية على الصراع الإسرائيلي-الإيراني، يحاول تنظيم داعش استغلال تشتت انتباهها عبر إصدار تهديدات أوسع حول العالم.
![صورة تظهر داخل كنيسة مار الياس في دمشق عقب تفجير تبنته جماعة غامضة يعتقد أنها مرتبطة بداعش في 23 حزيران/يونيو. [سانا]](/gc1/images/2025/07/02/50992-Mar-Elias-church-600_384.webp)
جنى المصري |
حذر خبراء في شؤون الإرهاب من أن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) يستغل حالة التوتر بين إسرائيل والجمهورية الإسلامية لمحاولة الظهور مجددا، وذلك عبر إطلاق حملة تجنيد تستهدف منصريه في عشرات البلدان.
فقد دعا التنظيم مؤخرا إلى محاربة جميع الدول الداعمة لإسرائيل والولايات المتحدة، وذلك في مقال مطول نشر في مجلته الدعائية النبأ، وانتشر لاحقا عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وفي هذا السياق، قال مازن زكي مدير قسم الإعلام الجديد في مركز ابن الوليد للدراسات والأبحاث الميدانية إن التنظيم يحاول توسيع رقعة تهديده إلى ما خارج ساحات القتال التقليدية بينما يبقى تركيز قوات الأمنية الإقليمية منصبا على مكان آخر.
وذكر لموقع الفاصل أنه منذ بداية التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران، "بدأت الآلة الإعلامية لتنظيم داعش تتحرك لاستغلال الأوضاع وذلك بالتحريض على كلا الطرفين معا".
![عنصر من الخوذ البيضاء يرفع الأنقاض بعد هجوم انتحاري استهدف في 23 حزيران/يونيو كنيسة بالقرب من دمشق، وهي عملية يُعتبر إلى حد كبير أنها مرتبطة بداعش. [الدفاع المدني السوري]](/gc1/images/2025/07/02/50995-syria-white-helmets-600_384.webp)
وتابع أن "ذلك جاء لإفساح المجال لإيجاد مجندين جدد والحصول على الأموال من المتبرعين حول العالم".
وبدوره، قال الخبير العسكري المتخصص بالجماعات المتطرفة يحيى محمد علي إن تنظيم داعش تجنب عمدا تسمية أهداف إقليمية محددة لصالح تهديد كل الدول الداعمة لإسرائيل والولايات المتحدة.
وأضاف أن هذه محاولة استراتيجية لتوسيع رقعته الجغرافية، لافتا إلى أن ذلك "يجعل الخطر الأمني واسع الرقعة الجغرافية ويصعّب عمليات الرصد والتتبع" لأجهزة الأمن.
وتابع "إلا أن التدابير المتخذة عالميا ضد الإرهاب أصبحت متقدمة جدا"، مشيرا إلى أن مراقبة تهديدات التنظيم ومخططاته "عملية مضنية ومتعبة وليست مستحيلة".
استغلال تشتت الانتباه إقليميا
هذا وقد استهدفت رسائل داعش أيضا مصداقية النظام الإيراني.
حيث يتهم التنظيم المتطرف طهران بدخول الصراع مع إسرائيل فقط إثر مواجهة تهديدات مباشرة في بنيتها العسكرية والنووية، عوضا عن التحرك لتقديم دعم صادق لشعب غزة والقضية الفلسطينية.
وقال علي إن التنظيم سلط الضوء كذلك على امتناع النظام الإيراني عن التدخل عندما واجه حليفه، أي النظام السوري السابق، الانهيار أو عندما تعرضت الميليشيات المدعومة من إيران في الشرق الأوسط للهجوم.
هذا وتخلق التوترات الإقليمية فرصا لإعادة ظهور الإرهابيين، علما أن تنظيم داعش تبنى بالفعل المسؤولية عن هجمات أسفرت عن وقوع عدد كبير من الضحايا.
وأوضح علي أن "التوترات الحاصلة حاليا لا تخدم إطلاقا الحرب على الإرهاب، بل على العكس تتيح إيجاد الثغرات التي تستغلها التنظيمات الإرهابية وخاصة تنظيم داعش لإعادة التموضع".
وأضاف أن إرساء السلام يبقى "أقصر الطرق لمحاربة الإرهاب بكل أشكاله".