إرهاب
تقدم بارز في أعمال تأهيل الإرث الثقافي للموصل بعد حقبة داعش
تتقدم أعمال الترميم والإصلاح في عدد من المواقع الأثرية والتاريخية لإعادة الحياة إلى الإرث التاريخي للمدينة.
أنس البار |
عمد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) إلى تدمير المعالم الثقافية للموصل وبعضها تعود إلى آلاف السنين، بصورة ممنهجة بعد سيطرته على المدينة منذ عقد من الزمن.
وذكر علي عبيد رئيس هيئة الآثار والتراث العراقية، أن تنظيم داعش سعى إلى "محو الموروث الإنساني للموصل".
لكنه قال إن المدينة الواقعة بمحافظة نينوى "لملمت جراحها، وبدأت اليوم تستعيد وجهها الحضاري بإعادة تأهيل الكثير من المواقع الأثرية والقديمة".
وأكد أن الحكومة العراقية تولي أهمية بالغة لملف إعمار تراث الموصل ومعالمها التاريخية.
وتابع "إننا عازمون على بذل أقصى ما لدينا من جهود بهذا الصدد، في إطار خطة تأهيل شاملة".
وبدعم من خبراء ومنظمات دولية، تعمل الفرق العراقية على إعادة إعمار المواقع والقطع والمباني الأثرية والتراثية.
مهمة معقدة
في متحف الموصل الثقافي، يقوم علماء الآثار العراقيون ونظراؤهم الفرنسيون من متحف اللوفر بترميم التماثيل والمجسمات والمنحوتات الأثرية التي هشّمها عناصر داعش لأجزاء صغيرة.
وقال مدير المتحف زيد غازي للفاصل إن "مهمة الترميم ذات طابع معقد نظرا لوجود عدد كبير من القطع والأحجار التي ينبغي إصلاحها وتجميعها بعناية فائقة".
وأوضح أنها "آثار تعود للحضارات العراقية القديمة وتحديدا الحضارة الأشورية".
لكنه لفت إلى أنه تم إحراز تقدم مع التركيز على إعادة ترميم قاعدة العرش الملكي للملك الأشوري آشور ناصربال الثاني (883 – 859 قبل الميلاد)، ومجسم ضخم لأسد معبد عشتار في مدينة نمرود التاريخية.
ويتم أيضا العمل على سور نينوى الذي يعود تاريخ إنشائه للإمبراطورية الأشورية (700 سنة قبل الميلاد)، وقد فجّر عناصر داعش أجزاء منه، إلى جانب قصر النمرود الذي بناه الملك الأشوري آشور ناصربال الثاني والذي تتم إعادة تأهليه بدعم من معهد سمثسونيان الأميركي ومعهد الأبحاث الأكاديمية في العراق.
كذلك، تحصل مشاريع إصلاح موقع النبي يونس وجامع النوري ومنارته الحدباء في الموصل على الدعم من منظمة اليونسكو ودولة الإمارات.
وتتم أيضا إعادة تأهيل جوامع تاريخية أخرى مثل الأغاوات والرابعية والزيواني وكنيستي حوش البيعة والطاهرة للكلدان، علما أنه تم الانتهاء من العمل على هذه الأخيرة في 21 أيلول/سبتمبر.
هذا وأعيد خلال العام الجاري افتتاح كنيسة ومدرسة أم المعونة في مدينة الموصل القديمة التي كانت داعش قد اتخذتها مقرا لديوان الحسبة التابعة لها (الشرطة الدينية).
وفي هذا السياق، أكد محافظ نينوى عبد القادر دخيل خلال تفقده أعمال إعادة التأهيل أن الموصل زاخرة بالمعالم التاريخية التي تعكس امتدادها الثقافي وتنوعها.
وذكر أن إعادة دور العبادة فيها يعيد إحياء روح وتراث المدينة ونسيجها الاجتماعي والتعايش الذي حاول الإرهابيون استهدافه.