إرهاب

صدمات الطفولة تبقى عالقة بأذهان الشباب الإيزيديين

تبقى الذكريات المؤلمة عالقة في أذهان الأطفال الإيزيديين الذين نجوا من سنوات من الأسر والمعاملة السيئة على يد تنظيم داعش يقضاء سنجار في محافظة نينوى.

شاب يقف وسط حطام مبنى دُمر خلال اجتياح تنظيم داعش لمدينة سنجار شمالي العراق في 6 أيار/مايو 2024. [صافين حامد/وكالة الصحافة الفرنسية]
شاب يقف وسط حطام مبنى دُمر خلال اجتياح تنظيم داعش لمدينة سنجار شمالي العراق في 6 أيار/مايو 2024. [صافين حامد/وكالة الصحافة الفرنسية]

أنس البار |

لا يزال الأطفال الإيزيديون الذين تعرضوا للأسر على يد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) لدى اجتياحه قضاء سنجار في محافظة نينوى شمالي العراق عام 2014 يعانون من صدمة تلك التجربة.

فتم احتجاز الأطفال الصغار مع أمهاتهم، في حين تم أخذ أطفال آخرين بمفردهم لأن عناصر داعش كانوا قد قتلوا جميع أفراد أسرهم.

وأُجبر الأطفال الأكبر سنا على الانضمام لما يسمى "أشبال الخلافة" حيث تم إخضاعهم للتلقين العقائدي وتدريبهم على القتال ضمن خطة لتشكيل جيل جديد من المقاتلين.

وبالنسبة للياس البالغ من العمر 20 عاما وتمكن من الهرب من تنظيم داعش في عام 2017 خلال معارك تحرير نينوى، لا تزال صدمة هذه التجربة محفورة في ذاكرته.

وقال لموقع الفاصل من بلدة تل القصب بسنجار حيث يعيش مع أقاربه لموقع الفاصل "أمرونا بنسيان لغتنا وديننا"، طالبا استخدام اسم مستعار لحماية هويته.

ويجهل الياس مصير والديه ويُشتبه بأنهما "قتلا على أيدي مقاتلي داعش أثناء حملتهم على سنجار ودفنا بإحدى المقابر الجماعية".

ولكنه يتذكر وجهيهما جيدا.

صدمات عالقة بالأذهان

وتابع أنه أثناء فترة أسره التي امتدت على سنوات، كان عناصر داعش يقولون للأطفال إن الإيزيديين هم "كفار" وإنهم "يستحقون القتل".

وذكر "كانوا يأمروننا بنسيان لغتنا وديننا وتعلم عقيدتهم وتعاليمهم"، مكافئين من يحفظها ومعاقبين من لا يقوم بذلك عبر ضربهم بالعصي وحرمانهم من الطعام والنوم.

وأوضح "حاولنا التظاهر أننا معهم وإظهار الولاء لنبقى أحياء".

وبعد الهزيمة العسكرية لداعش، تمكنت كيانات من بينها مكتب تحرير المختطفين الإيزيديين من إنقاذ أكثر من 2000 طفل إيزيدي من أسر داعش.

وعاد الكثيرون بأمان إلى عائلاتهم، إلا أن مأساتهم لم تنته بعد.

وفي هذا السياق، وصف مدير المنظمة الإيزيدية للتوثيق حسام عبد الله استهداف داعش للأطفال الإيزيديين بأنه "من أشد الجرائم سوءا على مر التاريخ".

وأضاف للفاصل أن "التنظيم استخدم الدين لتسويغ انتهاكاته ضد أبناء الديانة الإيزيدية"، مشيرا إلى تعرض الرجال والنساء الذين اختطفهم للعنف والترهيب مما ترك آثارا نفسية سيئة لديهم".

وتابع أن التنظيم ركز على "محو هويتهم" عبر محاولة غسل أدمغتهم بأفكاره المتشددة وتفسيره المشوه للإسلام.

وأوضح أن "إنقاذ هؤلاء الأطفال وعودة كل المختطفات والمختطفين الإيزيديين لأحضان مجتمعهم لا يعني أن معاناتهم انتهت. فهم اليوم بأمس الحاجة للرعاية والدعم النفسي والاجتماعي".

هل أعجبك هذا المقال؟


سياسة الفاصل بشأن التعليقات

يرجى إدخال الأرقام *

لا اعلم ما اقول ولا ادري من على الحق ومن على الباطل