إرهاب
الجيش اللبناني ينفذ وقف إطلاق النار على الحدود مع تعرض حزب الله لضغوط لنزع سلاحه
يعد الجيش اللبناني في وضع فريد يسمح له بتنفيذ الهدنة، رغم أن مقاومة حزب الله نزع سلاحه تهدد الاستقرار.
![مركبات تابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) تمر أمام مبان مدمرة في قرية كفركلا بجنوب لبنان يوم 6 نيسان/أبريل. [ربيع ضاهر/وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/05/30/50573-unifil-southern-lebanon-600_384.webp)
نهاد طوباليان |
بيروت - قال خبراء في لبنان إن الجيش اللبناني هو القوة الوحيدة القادرة على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى 6 أسابيع من أعمال العنف المكثفة عبر الحدود بين إسرائيل وحزب الله.
وقبل سريان مفعول هذا الاتفاق المرتبط بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 في 27 تشرين الثاني/نوفمبر، كانت المنطقة الحدودية الجنوبية قد سجلت أعنف قتال منذ العام 2006.
وشهدت الهدنة هدوءا مؤقتا حافظت عليه قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل).
ولكن حذر خبراء من احتمال أن تشكل عدم رغبة الحزب المدعوم من إيران بنزع سلاحه، خطرا على السلام الهش.
واعتبر الخبير بالشؤون العسكرية خالد حمادة في حديث لموقع الفاصل أن الجيش اللبناني كفء وقادر على تنفيذ المطلوب منه في حال توفر أوامر سياسية واضحة ودعم دولي.
وأضاف أنه رغم الضربات التي تلقاها حزب الله، إلا أنه "لا يزال يتمسك بموقف سياسي يتجاوز اتفاق وقف إطلاق النار الذي وافق عليه وقبلت به الدولة اللبنانية".
وأوضح أن عدم تحديد لبنان مواعيد نهائية لنزع سلاح حزب الله هو أحد العوامل التي تهدد صمود وقف إطلاق النار.
وذكر أن "الحزب يرفض مناقشة سحب السلاح ويتمسك به بشمال الليطاني بما يتناقض والقرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار".
الدور الجوهري لليونيفيل
وبدوره، قال رئيس تحرير موقع إيست نيوز الإلكتروني جورج شاهين إن الهدنة التي قبلها لبنان بالنيابة عن حزب الله تقضي بأن يغلق الحزب معامل تصنيع الأسلحة وأماكن تخزينها مع الانسحاب من جنوب لبنان.
وأضاف للفاصل أن الهدنة تنص على "انسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي مقابل إعادة انتشار تدريجية للجيش اللبناني جنوب الليطاني، مع دور كبير لسائر القوى الأمنية الشرعية لتثبيت الاستقرار".
وأثبت وجود اليونيفيل أهميته الجوهرية، إذ اكتشفت قوات المنظمة 225 مخبأ أسلحة ودعمت انتشار الجيش اللبناني في 120 موقعا ثابتا في مختلف أنحاء جنوب لبنان بين تشرين الأول/أكتوبر وأيار/مايو.
ويبقي المكون البحري التابع لهذه القوات المياه الإقليمية اللبنانية تحت سيطرة محكمة، فاعترض 2115 سفينة وأجرى 430 عملية تفتيش دقيقة لمنع انتشار الأسلحة.
وقادت بعثة حفظ السلام أيضا جهود إعادة الإعمار، حيث نسقت 1578 عملية إنسانية منذ 21 تشرين الأول/أكتوبر.
ووفق وثائق اليونيفيل، تشمل هذه العمليات ترميم شبكات المياه المتضررة وإصلاح الطرق الحيوية وحماية طرق القوافل الطبية وضمان المرور الآمن للصحافيين الذين يغطون منطقة النزاع.
وقال شاهين إن التعاون بين قوات اليونيفيل والجيش اللبناني قد حقق بالفعل نتائج، فساهم بالحفاظ على الهدوء النسبي بالجنوب وأدى إلى تفكيك نحو 500 موقع لحزب الله.
ولكنه لفت إلى أن الهدف النهائي يظل التطبيق الكامل لوقف إطلاق النار الذي يلزم "إسرائيل بالانسحاب وبسط الدولة اللبنانية سلطتها على كامل لبنان من شماله لجنوبه وتجريد حزب الله والمنظمات الفلسطينية من سلاحهما".