إقتصاد
اقتصاد جنوب لبنان يدفع ثمنا باهظا جراء حرب حزب الله
تقدر الكلفة التي تكبدها الاقتصاد اللبناني بـ 4 مليارات دولار، نصفها من الدمار الهائل والنزوح وفقدان سبل العيش في الجنوب.
نهاد طوباليان |
بيروت -- بعد مرور 7 أشهر على فتح حزب الله جبهة جنوبية في الحرب بين إسرائيل وحماس، يعاني لبنان، ولا سيما بلداته الحدودية في الجنوب، من خسائر فادحة في كافة القطاعات الاقتصادية.
حيث سجل لبنان ركودا اقتصاديا منذ اندلاع الحرب في الجنوب، حسبما كشفه التقرير ربع السنوي الذي صدر عن بنك عودة خلال الشهر الجاري.
وجاء في التقرير أن الأضرار التي طالت الجنوب تتجاوز 2 مليار دولار.
وقال أستاذ الاقتصاد بالجامعة الأميركية في بيروت باسم البواب لموقع الفاصل إنه في هذه الأثناء، تقدر الخسائر التي طالت مجمل الاقتصاد اللبناني بـ 4 مليارات دولار.
وأوضح أن القتال بين حزب الله وإسرائيل "قضى على القطاعات الخدماتية والإنتاجية والسياحة والصناعة والتجارة والزراعة".
وتابع "تراجعت السياحة لحدها الأدنى، حيث تمنع المغتربون عن زيارة لبنان".
وأشار إلى أن القطاعات الإنتاجية خسرت خلال الأشهر السبعة الماضية ما يقدر بـ 600 مليون دولار شهريا، عدا عن خسارة فرص العمل والاستثمار.
وذكر أن مواصلة حزب الله الحرب تعني "المزيد من التداعيات الكارثية على كل القطاعات الإنتاجية التي تغذي الاقتصاد اللبناني".
خسائر في جنوب لبنان
وتسبب الصراع بتكبد الجنوب والبقاع خسائر فادحة، بما في ذلك تلك الناتجة عن تدمير آلاف المنازل والمؤسسات والمكاتب وخسارة محاصيل الزيتون والتبغ والحمضيات.
وقدّر مجلس الجنوب اللبناني، وهو هيئة رسمية أوكلت إليها مهمة تقييم الدمار، أنه تم تدمير نحو 1700 مبنى، في حين تضرر 14 ألف غيرها.
وذكر أن قيمة الأضرار التي لحقت بالمباني والمؤسسات في الجنوب تتجاوز المليار دولار.
ولحقت بالبنية التحتية، بما في ذلك خدمات المياه والكهرباء والطرقات والرعاية الصحية، أضرار إضافية بنحو 500 مليون دولار، بحسب الأرقام التي قدمها رئيس المجلس هشام حيدر، وفق ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية يوم 8 أيار/مايو.
وقال حيدر إنه مع تواصل القتال، لا يمكن أن تشمل التقديرات كل الدمار الحاصل في المناطق التي يصعب الوصول إليها.
وفي هذا السياق، قال رئيس بلدية رميش ميلاد العلم للفاصل إن البلدة الحدودية تكبدت خسائر اقتصادية "تقدر بـ 20 مليون دولار".
وأضاف "تدفع رميش وكل القرى الحدودية ثمنا باهظا للحرب التي أشعلها حزب الله".
ولفت إلى أنه كان من الأجدى استثمار الأموال اللازمة لإعادة بناء هذه البلدات في أوقات السلم للمساعدة في تطوير القرى الحدودية.
وذكر أن الجنوب تكبد "خسائر اقتصادية كبيرة"، مضيفا أن أية تعويضات "ستخصص للإعمار وليس لاستعادة العجلة الاقتصادية".