إرهاب

الميليشيات العراقية المدعومة من إيران ترفض تسليم سلاحها في تحد لسيطرة الدولة

ترفض الميليشيات تسليم سلاحها والاندماج في صفوف القوات العراقية، ما يقوض السيادة العراقية ويهدد بجر البلاد إلى صراعات إقليمية.

تجمع لعناصر من حركة النجباء في بغداد بتاريخ 8 تشرين الأول/أكتوبر وهم يرفعون صورة لزعيم الجماعة أكرم الكعبي إلى جانب الزعيم الإيراني علي خامنئي. [أحمد الربيعي/وكالة الصحافة الفرنسية]
تجمع لعناصر من حركة النجباء في بغداد بتاريخ 8 تشرين الأول/أكتوبر وهم يرفعون صورة لزعيم الجماعة أكرم الكعبي إلى جانب الزعيم الإيراني علي خامنئي. [أحمد الربيعي/وكالة الصحافة الفرنسية]

أنس البار |

رفضت الميليشيات العراقية التابعة لإيران مطالب الحكومة بتسليم سلاحها غير الشرعي والالتحاق بمؤسسات الدولية، وذلك في تحد لمبادرة طرحها رئيس الحكومة شياع السوداني في كانون الثاني/يناير.

ويأتي تمردهم هذا رغم أسابيع من المفاوضات السياسية المتجددة ومناشدات الحكومة والسلطات الدينية والمجتمع الدولي باحتكار الدولة للسلاح.

وأكد وزير الخارجية فؤاد حسين أن الحكومة أطلقت حوارا لإقناع هذه الفصائل بتسليم سلاحها والاندماج مع القوات الأمنية النظامية، حسبما نقل موقع العربي الجديد.

ولكن تهدد ميليشيات مثل عصائب أهل الحق بإقحام البلاد في صراعات إقليمية تقوض سيادتها ومصالحها الوطنية، علما أن زعيم الجماعة قيس الخزعلي استمر في مطلع آذار/مارس بالتعبير عن هذا التحدي.

وقال المحلل السياسي غانم العابد في حديثه للفاصل إن هذه الفصائل هي "تنظيمات مسلحة تتبع أساسا لعقيدة الجمهورية الإسلامية وأجندتها".

وأضاف "لديها سجل حافل بالجرائم ضد العراقيين وبالانتهاكات التي تمس استقرار وسلامة بلادهم. وهي تخشى من المحاسبة لذا يتيح لها النفوذ والسلاح البقاء بمنأى عن ذلك".

ومع فقدان النظام الإيراني قبضته على لبنان وسوريا ومواجهة حلفائه الحوثيين في اليمن ضغطا عسكريا مكثفا من الولايات المتحدة، أصبحت هذه الميليشيات العراقية الذراع المتبقية الوحيدة الأساسية للنظام.

وأكد العابد بأن "الميليشيات العراقية هي آخر ما تبقى لدى إيران من أذرع في المنطقة"، مشيرا إلى أن إيران لن تسمح بتفكيكها إذ "تعتبر ورقة الضغط الأخيرة لتهديد وابتزاز الغرب".

أذرع مزعزعة للاستقرار

وفي هذا الإطار، هددت ميليشيا حركة النجباء العراقية المدعومة من إيران مؤخرا بالانتقام من العمليات الأميركية في اليمن، مظهرة كيف تعمل هذه الميليشيات مع بعضها البعض مع إعطاء الأولوية لأجندة النظام الإيراني على حساب الاستقرار العراقي والإقليمي.

وقال العابد "قد تضطر طهران لتحريكها باتجاه مهاجمة مصالح دولية أو إقليمية وخلق الفوضى في حال تعرضت منشآتها النووية لضربات مدمرة".

وبدوره، قال رئيس المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية غازي فيصل حسين للفاصل إن "لدى الدولة اليوم قوات نظامية مدربة ومسلحة جيدا وتتمتع بالكفاءة العالية للدفاع عن البلد".

وتابع "وعليه لم يعد من المبرر وجود جماعات رديفة تحمل السلاح".

وأضاف أن هذه الفصائل تحولت " لأدوات خبيثة" بيد إيران ، مشيرا إلى أنها "تمثل حاليا مصدر الخطر الأكبر على البلد خصوصا مع تصاعد قدراتها التسليحية ومواردها من المال".

ووفقا لحسين، هناك 40 فصيلا ممن حارب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) مستعدا لتسليم سلاحه والانخراط بالمؤسسة الأمنية.

وذكر "لكن الجماعات التي تعلن ولاءها حصرا للمرشد الإيراني (علي خامنئي) وتخضع لأوامر فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وعددها 34 فصيلا ترفض ذلك وتتحدى الإرادة الوطنية".

وتابع أنها "تساعد في تمويل نظام طهران عبر تهريب العملة والتجارة الموازية ونشر المخدرات وغيرها من الأنشطة غير القانونية".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يحاولون اخضاع الشعوب ومصادرة اراداتها..تحت مسميات قذره مثل حصر السلاح بيد الدوله..خدمة لمخطاطتهم في احتبال الشرق الاوسط بدون مقاومه