إرهاب

تنظيم القاعدة في اليمن ينحدر إلى حالة من الفوضى وهوس الشك

بعد عقود من القوة، بات فرع تنظيم القاعدة في اليمن اليوم يواجه صعوبة في البقاء وسط الضغوط العسكرية المتواصلة والانقسامات الداخلية.

تظهر صورة متداولة على موقع إكس تظهر من يسمى ’قائد لحج‘ في تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية أيوب اللحجي، الذي قُتل في غارة بطائرة مسيرة في شباط/فبراير.
تظهر صورة متداولة على موقع إكس تظهر من يسمى ’قائد لحج‘ في تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية أيوب اللحجي، الذي قُتل في غارة بطائرة مسيرة في شباط/فبراير.

فيصل أبو بكر |

عدن -- قال خبراء إن الضربات الجوية العديدة التي استهدفت كبار القادة العسكريين لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية قدأربكت التنظيم، ما جعله يخشى الاختراق حتى مع خسارته للدعم القبلي الحيوي.

وقال المحلل السياسي فيصل أحمد للفاصل، إن "تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية تلقى ضربات متتالية من القوات الحكومية في جنوب اليمن"، بالتعاون مع حلفائها في مكافحة الإرهاب.

وأضاف أن من بين هؤلاء الحلفاء الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، مشيرا إلى أن القوات اليمنية وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي تنفذ عمليات ضد تنظيم القاعدة منذ عام 2022.

وذكرت تقارير إعلامية عربية أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية فقد عددا من قياداته الرئيسة في الغارات الجوية الأخيرة في محافظتي شبوة وأبين.

فقد قُتل أبو محمد الهذلي المكي السعودي المولد، في غارة جوية بطائرة مسيرة في شباط/فبراير الماضي استهدفت معقلا لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في منطقة المصينعة بمحافظة شبوة.

وفي شباط/فبراير أيضا، قُتل في غارة على قرية المدخل المدعو ’أمير ولاية لحج‘ أيوب اللحجي، وهو خبير مدفعية خطير.

وفي أواخر كانون الثاني/يناير، أدت ضربة جوية في شبوة إلى مقتل أبو علي الديسي، وهو "أمير ولاية قيفة" في تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، إلى جانب أبو صالح الديولي، واسمه الحقيقي عمار بن صالح بن محمد العولقي.

وقال خبراء أمنيون إن دقة هذه الضربات وتكرارها أثارا حالة من هوس الشك داخل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، ما أدى إلى نتائج مميتة.

هوس الشك والانشقاقات

وفي حديثه للفاصل، قال الخبير في شؤون الجماعات المسلحة، سعيد عبيد الجمحي، إن "التنظيم يعيش أسوأ حالاته على الإطلاق".

وأردف أن التهديدات المتعددة التي يواجهها قد أضعفته.

وكشف الجمحي أنه "عندما بدأ التنظيم بإعدام أعضائه للاشتباه في قياهم بالتجسس عليه، أدى ذلك إلى حدوث انقسامات داخلية كبيرة وانشقاقات طالت كبار المسؤولين الذين اعتبروا اتهامات التخوين تفتقر إلى أدلة كافية".

وأضاف أن "الأزمة أدت إلى احجام الراغبين في الانتماء الى التنظيم من الالتحاق به خوفا من اتهامهم زورا بالتجسس للأعداء". وتابع أنه "بالتزامن مع ذلك، يعاني التنظيم من صعوبات مالية، كما فقد دعما قبليا جيويا".

وأوضح أن "العديد من القبائل التي كانت تؤوي مقاتلي القاعدة في شبه الجزيرة العربية وتتعاطف مع أهدافهم قد رفعت الحماية التي كانت تؤمنها لهم".

وقال خبير في شؤون الجماعات المسلحة، مجهول الأسم، لمركز ساوث 24 للأخبار والدراسات، إن قادة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية الباقين على قيد الحياة "أقل تمرسا ومكرا مقارنة بقادتهم السابقين".

وأضاف الخبير أن "هؤلاء القادة الجدد يفتقرون إلى الخبرة والقدرات القيادية التي كان يتمتع بها القادة السابقون، الأمر الذي أدى إلى إضعاف هيكل القيادة وتراجع قدرات التخطيط والتنفيذ".

ولعل الدليل الأوضح على تراجعه هو بدء تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية بالتنسيق مع خصومه الأيديولوجيين، أي الحوثيين المدعومين من إيران.

في هذا الإطار، قال مدير مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية، عبد السلام محمد، إن "تنظيم القاعدة يعمل الآن في إطار تبادل مصالح مع الحوثيين".

وعقب المحلل السياسي أحمد أن "التنظيم وصل إلى مراحله النهائية حيث بات تنظيم القاعدة الذي يتعارض فكريا وعمليا مع الحوثيين أداة في يد الحوثي، وهذا يجعل الجماعات الأخرى تشعر بامتعاض وسخرية من القاعدة".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *

السودان