إرهاب

حركة الشباب والحوثيون منخرطون في تجارة الأسلحة برعاية إيرانية

يُظهر النقل غير المشروع للأسلحة أن الجماعتين تتجاهلان خلافاتهما الإيديولوجية خدمة لمصالحهما الخاصة ومصالح النظام الإيراني.

سيارة إسعاف تقف أمام مقر بلدية مقديشو حيث قتلت حركة الشباب ما لا يقل عن 6 أشخاص في 22 كانون الثاني/يناير 2023. [حسن علي علمي/وكالة الصحافة الفرنسية]
سيارة إسعاف تقف أمام مقر بلدية مقديشو حيث قتلت حركة الشباب ما لا يقل عن 6 أشخاص في 22 كانون الثاني/يناير 2023. [حسن علي علمي/وكالة الصحافة الفرنسية]

فيصل أبو بكر |

عدن - كشف تحقيق جديد أن فصيل تنظيم القاعدة في منطقة القرن الإفريقي وجماعة الحوثي في اليمن متورطان في شبكة معقدة لتهريب الأسلحة بتسهيل من النظام الإيراني.

وقال المحلل السياسي فيصل أحمد في حديثه للفاصل إن الأسلحة تنتقل من إيران إلى بحر العرب، ثم إلى السواحل الصومالية التي تسيطر عليها حركة الشباب عبر قوارب صغيرة.

ويعد ميناء بوساسو الصومالي مركزا محوريا، بحسب تحقيق نشره موقع أخبار الآن في 12 كانون الأول/ديسمبر.

وتمر طرق التهريب الرئيسية عبر مدن ساحلية في بونتلاند مثل ماريرو وإل آيو، حيث تنقل الزوارق السريعة الصغيرة الأسلحة والأفراد.

وفي 5 تشرين الثاني/نوفمبر، اعترضت القوات الصومالية جزءا من شحنة أسلحة كانت متوجهة إلى المناطق التي تسيطر عليها حركة الشباب وقد تضمنت بنادق إيه كاي-47 ومدافع رشاشة من طراز بي كاي وأسلحة رشاشة ثقيلة من طراز دي شا كا وقاذفات آر بي جي وطائرات مسيرة من طراز دي جي آي فانتوم.

وقالت مصادر استخباراتية صومالية لأخبار الآن إن معظم الأسلحة كانت إيرانية الصنع ونسبة قليلة منها صينية.

وفي وقت لاحق من شهر تشرين الثاني/نوفمبر، ضبطت السلطات شحنة مكونة من 13 طائرة مسيرة كانت متجهة عبر منطقة إل آيو إلى جبال مادو. واعترضت شرطة بونتلاند طائرتين مسيرتين، في حين وصلت المسيرات الـ11 المتبقية إلى بلدوين في وسط الصومال.

ولحركة الشباب تاريخ حافل في تنفيذ هجمات عنيفة دون أي اعتبار لأرواح المدنيين.

وفي 17 تشرين الأول/أكتوبر، فجّر انتحاري من الحركة نفسه بالقرب من أكاديمية للشرطة في مقديشو ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 7 أشخاص منهم من المدنيين وإصابة 6 آخرين، بحسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

وجاء في بيان للشرطة أن المهاجم دخل وسط حشد من الناس كانوا يحتسون الشاي تحت ظل شجرة، قبل أن يفجر جهازا ناسفا.

الوصاية الإيرانية

وقال أحمد في حديثه للفاصل إن النظام الإيراني وهو الداعم الرئيسي للحوثيين في اليمن، تمكن من استقطاب تنظيمات تابعة للقاعدة مثل حركة الشباب، وذلك من خلال استضافته الزعيم الفعلي للقاعدة سيف العدل.

وأضاف أنه رغم أن حركة الشباب والحوثيين يعتنقان أيديولوجيتين مختلفتين للغاية، إلا أن النظام الإيراني تمكن من إخضاعهما لخدمة أجندته ومصالحه الخاصة.

ومن جانبه، قال المحلل السياسي محمود الطاهر للفاصل إن الحوثيين يديرون جهاز "توسع خارجي" يهدف للوصول إلى منطقة القرن الإفريقي في ظل "استعدادات مكثفة" تجري "بأوامر إيرانية".

وتابع أن الحوثيين يرسلون الأسلحة إلى حركة الشباب في الصومال، خدمة لمسعى النظام الإيراني لكسب نفوذ في هذه المنطقة.

وذكر مدير مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية عبد السلام محمد للفاصل أن الحوثيين وحركة الشباب يولون الأولوية "للمصالح المتبادلة" على حساب أيديولوجياتهما المتباينة.

وأضاف أن الجماعتين لديهما مصالح مشتركة في "السيطرة على مضيق باب المندب وحركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر برعاية إيرانية".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *