إرهاب
بتحالفهما الانتهازي، الحوثيون وتنظيم القاعدة يثبتان نفاقهما الأيديولوجي
يعمل الحوثيون الذين تدعمهم إيران بالتنسيق مع تنظيم القاعدة في اليمن رغم أن أيديولوجياتهما مختلفة إلى حد كبير.
فيصل أبو بكر |
عدن -- أكد مسؤولون وخبراء أن جماعة الحوثي تزود تنظيم القاعدة بالمسيرات والأسلحة الحرارية لتنفيذ هجمات ضد قوات الحكومة اليمنية والسفن الدولية في البحر الأحمر.
هذا التواطؤ بين الجماعتين جدير بالملاحظة نظرا للاختلاف الكبير بين إيديولوجياتهما، وقد بذلت كل منهما جهدا كبيرا لدعم الفكر الذي تعتنقه باعتباره "الطريق الصحيح" الوحيد، وغالبا ما استخدمتا القوة لتحقيق ذلك.
وفي تقريررفع إلى مجلس الأمن الدولي في 11 تشرين الأول/أكتوبر، أشار فريق خبراء أممي إلى العلاقة "الانتهازية" بين الحوثيين وتنظيم القاعدة وحركة الشباب الصومالية التابعة للتنظيم.
وجاء في التقرير أن كل جماعة توفر ملاذات آمنة لمقاتلي الجماعة الأخرى، وتعمل الإثنتان على تعزيز معاقلهما وتنسقان الجهود لاستهداف القوات اليمنية.
ووفق التقرير، زود الحوثيون تنظيم القاعدة بأربع طائرات مسيرة وأسلحة حرارية وعبوات ناسفة، ووفروا كذلك التدريب لمقاتليه.
وكشف التقرير أن الجماعتين تنسقان عملياتهما سويا بشكل مباشر، وأنهما "ناقشتا إمكانية أن يدعم تنظيم القاعدة الحوثيين في الهجمات التي تشنها الجماعة على أهداف بحرية".
في هذا السياق، قال وزير الإعلام في الحكومة اليمنية، معمر الإرياني، إن التقرير يؤكد مصداقية التحذيرات الحكومية السابقة حول العلاقات بين تنظيم القاعدة والحوثيين .
وأضاف أن تزويد الحوثيين لتنظيم القاعدة بالمسيرات والصواريخ الحرارية والأجهزة المتفجرة نتج عنه تنفيذ 49 هجوما ضد القوات الحكومية في محافظتي أبين وشبوة خلال الفترة من أوائل 2023 إلى تموز/يوليو 2024.
تواطؤ مثير للقلق
في حديثه للفاصل، أكد رئيس مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية، عبد السلام محمد، أن "هناك علاقة مصالح بين الحوثيين وتنظيم القاعدة تستند إلى تجارة الممنوعات وتهريب السلاح".
وقال إن تلك الممنوعات تمر وهي في طريقها إلى الحوثيين عبر مناطق صحراوية كانت تتبع الحكومة الشرعية لكنها باتت تحت سيطرة القاعدة.
وأضاف محمد أن الحوثيين يسلحون تنظيم القاعدة والمتطرفين الآخرين في منطقة "المثلث" الواقعة بين محافظات شبوة والبيضاء ومأرب.
من جانبه، أكد المحلل السياسي فارس البيل للفاصل أن التواطؤ بين الجماعتين يشكل خطرا على اليمن.
وقال "إنه سيظل عثرة أمام عودة الدولة "، وسيؤثر على مسيرة التعافي والنمو الاقتصادي في اليمن، وأيضا على الأمن الإقليمي والدولي.
وأضاف أن "هذه اللعبة بدأتها إيران في وقت مبكر منذ أن أرسلت قيادات تنظيم القاعدة إلى اليمن وبدأت عملية التنسيق".
وأشار البيل إلى أن "هذا الأمر يعد مؤشرا خطيرا على رغبة إيران بأن يصبح اليمن الأرض الرخوة الجديدة في عملياتها العسكرية البعيدة عن حدودها".
أما الخبير العسكري محمد الكميم، فقال إن النظام الإيراني يسعى عبر دعم الحوثيين وجماعات مثل القاعدة والشباب، إلى زعزعة استقرار المنطقة وممرات الشحن الدولي في البحر الأحمر.
ووصف في حديثه لموقع الفاصل الأنباء بشأن إمداد الحوثيين تنظيم القاعدة بالمسيرات والأسلحة والتدريب بأنها "تطور مرعب".