إرهاب

الصمت المحيط باغتيال قائد من حزب الله يثير التساؤلات

يثير رد فعل حزب الله غير الاعتيادي على عملية قتل غامضة تساؤلات بشأن خلافات داخل الحزب وفشل إيران في حماية قيادات ذراعها.

محمد حمادي في صورة غير مؤرخة. [الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام]
محمد حمادي في صورة غير مؤرخة. [الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام]

نهاد طوباليان |

بيروت - أثارت عملية الاغتيال التي طالت مؤخرا أحد كبار قيادات حزب الله وإرهابي مدان في منطقة البقاع اللبنانية، تكهنات بشأن وقوف قوى خارجية وداخلية وراء عملية القتل.

فأطلق مسلحون مجهولون كانوا يستقلون سيارتين مدنيتين النار 6 مرات على محمد حمادي أمام محل سكنه في مشغرة بتاريخ 21 كانون الثاني/يناير.

وتوفي في وقت لاحق في المستشفى، بحسب الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام.

يُذكر أن حمادي الذي كان يشغل منصب قائد منطقة البقاع الغربي في حزب الله، قد أدين في ألمانيا على خلفية دوره في عملية خطف الرحلة 847 لشركة تي دبليو إيه في العام 1985 وقتل الغواص في البحرية الأميركية روبرت ستيثيم البالغ من العمر 23 سنة والذي كان في الرحلة.

وتعرض ستيثيم الذي تم تخصيصه في عملية الخطف، للضرب وتم إطلاق النار على رأسه. وتم إلقاء جثته على مدرج مطار بيروت، بحسب مكتب التحقيقات الفيدرالي.

واعتقلت السلطات الألمانية حمادي في مطار فرانكفورت في العام 1987 بعد العثور على متفجرات بحقائبه، بحسب ما نقلته مجلة شبيغل إنترناشونال آنذاك. وحكم عليه بالسجن المؤبد بألمانيا فقضى 19 عاما مسجونا قبل أن أطلق سراحه في كانون الأول/ديسمبر.

أمراء إيرانيون

وسلطت عملية الاغتيال الضوء على علاقة النظام الإيراني بأذرعه.

فقال مدير المركز اللبناني للأبحاث والدراسات حسان قطب لموقع الفاصل إن اغتيال حمادي يظهر امتناع النظام حتى عن حماية كبار قيادات حزب الله.

وأضاف "تعتبر إيران حزب الله حامي مشروعها بالمنطقة وتقدم له الدعم المالي والسياسي ولا تتورط بالدفاع عنه أو حماية قادته".

وتابع "تتعامل إيران معه بروحية التابع والخاضع".

وأوضح أن "إيران الراعية للإرهاب ومصدّرته للعالم عبر وكلائها، تكتفي بعمليات التمويل ولكن ترفض الدفاع عمن يخدم مشروعها".

وفي حين أشار زعيم حزب الله نعيم قاسم إلى تورط إسرائيلي في بيان صدر في 27 كانون الثاني/يناير، رأى آخرون تأثير ديناميكيات داخلية.

صمت غير اعتيادي

وبدوره، رأى منسق جنوبيون للحرية والمعارض لحزب الله حسين عطايا أن "العملية المعقدة" والصمت الذي تلاها يثيران الأسئلة.

وأضاف للفاصل "رشحت المعلومات أن اغتياله هو نتيجة خلافات بين أجنحة الحزب".

ونظم حزب الله مراسم تشييع مصغرة لحمادي في 22 كانون الثاني/يناير طبعها غياب غير اعتيادي للتصريحات العلنية أو الخطابات من جانب قيادة الحزب، حسبما نقله موقع جنوبية.

فقط مجتبى نجل حمادي ألقى ما وُصف بـ "الخطاب المؤثر".

وأشار الموقع إلى أن المنار حتى وهي التلفزيون الرسمي لحزب الله التزمت بصمت غير اعتيادي بشأن مراسم تشييع مثل هذا القائد الرفيع، ما شكّل تحولا عن البروتوكول النموذجي لمراسم تشييع كبار المسؤولين.

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *

اتمنى لكم التوفيق