سياسة
نعيم قاسم زعيم حزب الله الجديد بحكم الأمر الواقع ’ورمز إفلاس الحزب‘
اضطر نائب رئيس حزب الله، الذي يعتبر ناطقا باسم النظام الإيراني، لتولي منصب القيادة بسبب قلة الخيارات البديلة المتاحة.
نهاد طوباليان |
بيروت -- قال محللون سياسيون إن اختيار نعيم قاسم أمينا عاما جديدا لحزب الله خلفا لحسن نصر الله جاء بحكم الأمر الواقع الناتج عن غياب خيارات بديلة، ما يعكس أزمة في القيادة الهرمية للحزب بعد تعرضها للتدمير.
وكنائب للأمين العام لحزب الله، تولى قاسم تلقائيا دور القائد الأعلى في وقت كان الحزب يعاني للعثور على بديل لنصر الله ، الذي قُتل في غارة جوية في 27 أيلول/سبتمبر في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقد تولى هذا المنصب بسبب عدم قدرة الحزب على إيجاد بديل آخر له.
ويتكهن المحللون بعدم حدوث أي تغيير في مسار حزب الله في عهد قاسم، متوقعين استمرار انخراطه في الصراعات الإقليمية.
وتعهد قاسم بمواصلة القتال على الجبهة الجنوبية، في انعكاس لموقف النظام الإيراني، نافيا في الوقت عينه أن يكون حزب الله يتصرف نيابة عن أية دولة أخرى غير لبنان.
وفي حديثه للفاصل، قال المعارض لحزب الله، أحمد ياسين، إن تعيين قاسم يشكل انحرافا عن عملية الخلافة التقليدية المتبعة بحزب الله.
وأوضح أن مجلس شورى الحزب هو الذي ينتخب عادة أمينه العام.
ولكن بعدمقتل نصر الله وأعضاء آخرين في مجلس الشورى،ومن بينهم هاشم صفي الدين ومصطفى بدر وفؤاد شكر، لم يبق من إعضائه أحياء سوى قاسم وشيخان آخران هما محمد يزبك وإبراهيم أمين السيد.
وكشف ياسين أن خطورة الوضع الأمني حالت دون اجتماع مجلس الشورى، ما أدى إلى قيام المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي بتعيين قاسم.
وأكد أن قاسم لم يكن على علم مسبق بقرار تعيينه.
قيادة ضعيفة
وتابع ياسين أن إيران تفضل أمينا عاما ضعيفا للسيطرة عليه والتحكم بالحرب الدائرة مع إسرائيل، إذ أنها تسعى للعب على عاملي الوقت والاستنزاف لكسب ورقة تقايضها في أية مفاوضات جديدة.
وفسر تعهد قاسم بالاستمرار في الحرب على أنه انعكاس لعدم مبالاة حزب الله برغبة اللبنانيين في العيش بسلام ووقف أزمة النزوح.
ورأى نفي قاسم لنفوذ النظام الإيراني على أنه محاولة لتبرئته امام الرأي العام.
من جهته، رأى المحلل السياسي بشارة خير الله ان تعيين قاسم جاءلانعدام الخيارات الأخرى، خصوصا بعد تردد الشيخين يزبك وأمين السيد في تولي المنصب.
وذكر للفاصل أن التزامه بمواصلة الحرب يهدف من جهة لإرضاء أنصار حزب الله، ومن جهة ثانية لاتباع المسار الذي حدده خامنئي.
ووصف خير الله قاسم بأنه رمز "لإفلاس حزب الله" والناطق باسم النظام الإيراني، وأنه قد أجبر على تولي منصب قيادة الحزب بسبب غياب الخيارات الأخرى.
واعتبر أن إدعاء قاسم بأن حزب الله يدافع عن لبنان حجة ساقطة، مؤكدا أن طهران هي التي تملي عليه قراراته.
وتوقع أن يستمر حزب الله تحت قيادة قاسم بجر لبنان للحرب ولمزيد من الدمار والتهجير على الرغم من توق اللبنانيين للسلام.