إرهاب
تراجع عمليات داعش الدعائية بعد ماض نشط
توقفت الآلة الإعلامية للتنظيم إثر رسائل مكافحة الإرهاب وأعمال الملاحقة على المنصات ونقص التمويل.
سماح عبد الفتاح |
قال خبراء إن التواجد الرقمي لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) والذي كان في وقت من الأوقات يجتاح مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطع فيديو هادفة إلى التجنيد ونداءات للعنف، بات اليوم ظلا لما كان عليه سابقا.
وقال مازن زكي مدير قسم الإعلام الجديد في مركز ابن الوليد للدراسات والأبحاث الميدانية للفاصل إن "هناك تراجعا فعليا وملحوظا للتفاعل مع نشاط تنظيم داعش على المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي".
ولفت إلى أن "المنشورات التي كان يتم ضخها بكثرة تراجعت هي الأخرى والتي كانت تنشر على مدار الساعة وبتقنيات متقدمة إن كان بالصور أو الفيديوهات وحتى بالتسجيلات الصوتية".
وأضاف أن حملات التوعية لمكافحة الإرهاب كان لها تأثير عبر إظهار كيف أن داعش "تحور التعاليم الدينية والآيات القرآنية لخدمة مصالحها الخاصة ومصالح قادتها".
وتابع أن "دعاية التنظيم لم تعد نتيجة لذلك جاذبة كما كانت الحال خلال السنوات الماضية".
وأشار إلى أن هذه الحملات كشفت "حقيقة العمليات الإرهابية"، بما في ذلك الهجمات على المدنيين وتدمير البنية التحتية.
وقال إنها تسلط الضوء على مخططات الابتزاز التي وضعتها داعش والتي أجبرت من خلالها المدنيين على دفع المال تحت ستارة التبرعات الدينية.
وأضاف أن "كل هذه الأخبار التي تنشر على نحو واسع أدت إلى حالة من الانشقاق الجماعي لمتابعي حسابات داعش على مواقع التواصل الاجتماعي".
وفي هذه الأثناء، أدت أعمال الملاحة على المنصات إلى إقفال مئات الحسابات المرتبطة بالتنظيم، علما أن الشبكات الكبرى باتت تزيل المحتويات المتطرفة على وجه السرعة.
وأكد زكي أن "معظم الحسابات والصفحات هذه والتي كانت مصدرا أساسيا لأخبار التنظيم لم تعد موجودة على الإطلاق، والحصول على أخبار التنظيم والاطلاع على دعايته يعتبر أمرا صعبا جدا في الوقت الحالي إن لم نقل مستحيلا".
نبذ شعبي للتطرف
ومن جهته، عزا المحلل السياسي عبد النبي بكار انهيار الآلة الدعائية لداعش إلى الرفض واسع النطاق للجماعات والأفكار المتشددة.
وأوضح أن الجماعات المتطرفة استقطبت الأتباع في البداية من خلال "الشعارات الرنانة"، ولكنها "أدخلت [في نهاية المطاف] منطقة الشرق الأوسط في نفق مظلم وحروب".
وذكر بكار أن "تراجع متابعي التنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي كان لديه نتيجة مباشرة وهي تراجع عمليات التجنيد، كون الدعاية كانت من أهم الأدوات لجذب المجندين من خلال إغرائهم بالوعود".
وأكد أن تراجع التجنيد هذا "أدى إلى انحسار تأثير التنظيم وإضعاف قدراته العسكرية" عبر سوريا والعراق وخارجهما.
وتعثرت الآلة الإعلامية لداعش أيضا بسبب المصاعب المالية.
وقال إن "صنع المحتوى يحتاج إلى تقنيات حديثة وتفرغ أشخاص لتنفيذها. فبعد شبه انقطاع التمويل أصبح من الصعب القيام بهذا الأمر".
وأضاف أن المحتوى الأخير لداعش يعكس مؤشرات تراجع واضحة.
وأكد أنه "خلال الفترة الماضية ظهر واضحا رداءة المادة الإعلامية التي كانت لا تزال تنشر مما يؤكد استعمال تقنيات اقل من متواضعة لإعدادها".
773582528