إرهاب

تنظيم داعش يلجأ إلى التسول عبر الإنترنت مغلفا دعواته بغطاء "المساعدات الإنسانية"

الجماعة التي كانت سابقا تدير شبكة إرهابية بقوة مالية بلغت مليار دولار، تلجأ اليوم إلى التسول الرقمي مستغلة محنة سكان مخيم الهول.

امرأة تحمل طفلها في مخيم الهول بمحافظة الحسكة شمال شرقي سوريا في 18 نيسان/أبريل 2019. [دليل سليمان/وكالة الصحافة الفرنسية]
امرأة تحمل طفلها في مخيم الهول بمحافظة الحسكة شمال شرقي سوريا في 18 نيسان/أبريل 2019. [دليل سليمان/وكالة الصحافة الفرنسية]

سماح عبد الفتاح |

قال خبراء إن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، الذي كان يتباهى ذات يوم بإيرادات سنوية تزيد عن مليار دولار من دولة "الخلافة" التي أعلنها، تحوّل إلى جمع التبرعات سرا عبر الإنترنت من أجل صموده.

وأضافوا أن الجهود الجديدة التي يبذلها التنظيم المتطرف لجمع التبرعات، والتي غالبا ما يغلفها بأنها نداءات لجمع "المساعدات الإنسانية" لسكان مخيم الهول في سوريا ، تستغل بلا خجل تعاطف الناس من أجل ابتزاز أموالهم.

وثقت شركة استخبارات بلوكتشين تي آر إم لابس كيفية تجنب تنظيم داعش إظهار رموزه للتهرب من اكتشافه والحؤول دون إغلاق حساباته.

وكشفت الدراسة التي أجرتها عام 2022 أن هذه الأموال تنتقل عبر شبكة من المحولين غير النظاميين والأصول الافتراضية، وتذهب هذه الأموال لدعم الأنشطة المتطرفة بدلا من الأسر التي يدعي التنظيم أنه تساعدها، بحسب ما ذكرت قناة سكاي نيوز عربية.

يُظهر منشور تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي في تشرين الثاني/نوفمبر إيصالا مكتوبا بخط اليد بمبلغ 20 دولارا، حصيلة مناشدة تنظيم داعش كسب أموال وصفها بشكل مضلل بأنها "تبرعات" ومساعدات إنسانية. [مخيما الهول وروج]
يُظهر منشور تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي في تشرين الثاني/نوفمبر إيصالا مكتوبا بخط اليد بمبلغ 20 دولارا، حصيلة مناشدة تنظيم داعش كسب أموال وصفها بشكل مضلل بأنها "تبرعات" ومساعدات إنسانية. [مخيما الهول وروج]

في هذا الإطار، قال مدير إدارة الإعلام الجديد بمركز ابن الوليد للدراسات، مازن زكي، "تشهد العديد من مواقع التواصل الاجتماعي نشاطا ملحوظا لعشرات الحسابات التي تدعو للتبرع لنساء داعش في مخيمي الهول وروج" .

وأكد للفاصل أن تنظيم داعش ينشئ منصات إعلامية مزيفة تركز على تغطية مخيم الهول باستخدام حسابات زائفة وهويات وهمية على الإنترنت، مشيرا إلى أن حجم مخططات الابتزاز هذه قد ازداد بشكل كبير.

وداخل المخيم، قامت المجموعة بنصب لافتات وحشدت زوجات المقاتلين وأراملهم وأطفالهم لتضخيم النداءات.

ورأى زكي أن الرسائل تتزايد يأسا وباتت وأقرب إلى التسول من طلبات التبرعات.

وأضاف أنه على الرغم من الرعاية الصحية المجانية التي تقدمها السلطة المشرفة على المخيمات ومنظمات الإغاثة لساكنيه، غالبا ما تشير المناشدات إلى حالات طبية طارئة مفبركة، مع استخدام هاشتاغات تحاول التلاعب بالمشاعر الدينية للمتبرعين المحتملين.

تدهور متواصل في الموارد المالية

مع هزيمته عام 2017، انخفض دخل التنظيم إلى قسط ضئيل من إيراداته السنوية السابقة التي كانت تبلغ مليار دولار، وفق ما أورد المركز الدولي لدراسة التطرف.

وفي حديثه للفاصل، أوضح أستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس شاهر عبد الله أن "هذا الأمر فرض تحولا جذريا في التكتيكات.

وتابع، أن تنظيم داعش كان يدر دخلا كبيرا عبر "استغلال الموارد الطبيعية وفرض الضرائب على المدنيين وجمع الزكاة (الصدقات) وفرض الجزية (ضريبة على غير المسلمين)".

وأضاف أن هذه التدفقات المالية اختفت مع خسارة التنظيم للأرض، في حين أدت حملات التشديد العالمية إلى تقييد أكبر لتدفقات الأموال.

وأشار عبد الله إلى أن "تنظيم داعش يجهد اليوم للحصول على أي مبلغ يمكنه تأمينه بغية تمويل أنشطته، بما في ذلك تمويل الخلايا النائمة التي تتضاءل في ظل عمليات مكافحة الإرهاب المتواصلة" .

واعتبر أن التحول إلى التمويل الجماعي على نطاق صغير يمثل تراجعا حادا في أحوال ما كانت سابقا جماعة تسيطر على مناطق شاسعة في سوريا والعراق.

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *

جميل جدا
و شكرا لكم جزيلاً