بيئة
إمبراطورية الكبتاغون في سوريا: إرث نظام الأسد السام
حوّل نظام الأسد بدعم من حزب الله والحرس الثوري الإيراني سوريا إلى أكبر منتج للكبتاغون في العالم، ما أدى إلى تفاقم عدم الاستقرار وجني مليارات الدولارات وترك إرث بيئي سام.
![منزل تم تحويله إلى مصنع لإنتاج الكبتاغون في بلدة الديماس بالقرب من الحدود السورية-اللبنانية في 23 كانون الأول/ديسمبر 2024. [فاضل عيتاني/نور فوتو/وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/10/10/52307-captagon-600_384.webp)
سماح عبد الفتاح |
قال ناشطون سوريون إن سوريا تحت حكم بشار الأسد تحولت إلى أكبر منتج للكبتاغون في العالم، وهي تجارة مخدرات مربحة زادت من عدم الاستقرار في المنطقة والإدمان والكوارث البيئية.
حققت إمبراطورية الكبتاغون التابعة للنظام السوري بدعم من حزب الله والحرس الثوري الإيراني إيرادات بمليارات الدولارات، وأدت في الوقت عينه إلى تحويل البلاد إلى منطقة ملوثة مهجورة.
وأغرقت عمدا دول الجوار بالمخدرات، ما شجع على الإدمان بين الشباب وأدى إلى خلق شبكات تهريب واسعة تسببت في زعزعة استقرار المنطقة.
وقال ناشطون وخبراء إن تجارة المخدرات لم تؤد فقط إلى عزل النظام دبلوماسيا، لكنها أيضا خلفت وراءها مئات المواقع الملوثة المليئة بالنفايات الكيميائية الخطرة.
وذكر الصحافي السوري محمد العبد الله أنه "عبر تحويل البلاد إلى أكبر منتج للكبتاغون في العالم، فقد خلف النظام السابق إرثا ساما".
وأضاف أنه "لم يسمم عقول الشبان في سوريا والعالم فقط، بل سمم الأرض السورية بسبب النفايات السامة الناتجة عن عملية التصنيع بكل مراحلها".
تلوث كيميائي
وكان إنتاج الكبتاغون في عهد الأسد يعتمد على أساليب بدائية وخطيرة.
وكانت هذه العملية تنتج حوالي 40 كيلوغراما من النفايات الكيميائية عالية الحموضة لكل كيلوغرام من الأمفيتامين.
وأشار العبد الله إلى أنه "كان يتم التخلص منها بطرق بدائية إما في مكان التصنيع عبر مجاري عادية أو من خلال مصارف المياه".
وأدت هذه الممارسات إلى تلويث الأراضي الزراعية ومصادر المياه، ما تسبب في مخاطر بيئية وصحية طويلة الأمد.
وأكد أن "التلوث الناتج عن ذلك ستكون له انعكاسات سلبية بشكل كبير على مستقبل الزراعة في سوريا، بالإضافة إلى إمكانية تعرض المواطنين إلى التسمم الكيميائي والإصابة بأمراض كثيرة".
وأشار العبد الله إلى أن تجارة الكبتاغون زادت أيضا من عزلة سوريا.
وتابع في حديث لموقع الفاصل أن "تجارة الكبتاغون الضخمة أدت إلى قطع علاقات النظام السابق مع جميع دول منطقة الخليج والعديد من دول العالم".
الدعم الفني للحرس الثوري
ومن جهته، قال الخبير الاقتصادي والأستاذ المحاضر في جامعة دمشق محمود مصطفى إن "الحرس الثوري الإيراني قدم الدعم بكل أشكاله للنظام السوري السابق، ومن أشكال هذا الدعم إنشاء منظومة متكاملة لتصنيع المواد المخدرة على رأسها مادة الكبتاغون".
وأضاف أن إيران قدمت كلا من الخبرة الفنية والدعم اللوجستي، ما مكن سوريا من أن تصبح المصدر الرئيسي للكبتاغون في العالم.
وأوضح أن "ذلك حوّل سوريا إلى المصدر الأساسي عالميا لهذه المادة بإيرادات تقارب 5.7 مليار دولار أميركي".
وأكد أن "هذه الإيرادات غير المشروعة مولت بصورة مباشرة أعمال القتل والإجرام الممارس ضد الشعب السوري منذ العام 2011 وحتى سقوط النظام في العام 2024".
الاسد المدعوس