دبلوماسية

النظام الإيراني يسعى لفرض هيمنة أكبر على الحوثيين من خلال تعيين سفير جديد إلى صنعاء

مع تعيين سفير جديد لدى الحوثيين مؤخرا، وهي خطوة غير اعتيادية إلى حد كبير، يحاول النظام الإيراني إحكام سيطرته على الوكلاء اليمنيين.

السفير الإيراني الجديد بصنعاء علي محمد رمضاني (إلى اليسار) يقدم أوراق اعتماده إلى المسؤول الحوثي جمال عامر في 27 آب/أغسطس. ويعد هذا التعيين خطوة غير مسبوقة حيث أن إيران البلد الوحيد الذي يعترف بحكومة الحوثيين غير الشرعية. [مواقع التواصل الاجتماعي]
السفير الإيراني الجديد بصنعاء علي محمد رمضاني (إلى اليسار) يقدم أوراق اعتماده إلى المسؤول الحوثي جمال عامر في 27 آب/أغسطس. ويعد هذا التعيين خطوة غير مسبوقة حيث أن إيران البلد الوحيد الذي يعترف بحكومة الحوثيين غير الشرعية. [مواقع التواصل الاجتماعي]

فيصل أبو بكر |

عدن -- قال مسؤولون إنه مع أن الحوثيين يتلقون الأسلحة والتمويل من النظام الإيراني، إلا أنهم يعتبرون أكثر استقلالية من وكلاء إيرانيين آخرين في الشرق الأوسط، وهو وضع يسعى النظام الإيراني جاهدا لتغييره.

ويأتي أحدث مؤشر على رغبة النظام الإيراني بتغيير علاقته بالحوثيين من ممول إلى حاكم مع تعيينه لسفير جديد لصنعاء الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي بعد نحو 3 سنوات.

ويحل السفير الإيراني الجديد لدى صنعاء علي محمد رمضاني، الذي كان قد استقبله الحوثيون في 27 آب/أغسطس، محل المبعوث السابق للنظام حسن إيرلو.

وكان إيرلو قد توفي في أواخر العام 2021 إثر إصابته بفيروس كوفيد بعد أن نقل جوا لخارج صنعاء، حيث كان قد وجه العمليات العسكرية للحوثيين منذ تشرين الأول/أكتوبر 2020 وأصبح فعليا حاكم المناطق الخاضعة للجماعة في اليمن.

وكان قد أثار على نحو متزايد غضب الحوثيين مع توسيعه نطاق دوره، علما أن مسؤولين حوثيين قالوا لوكالة أسوشيتد برس قبل وفاته إنه لم ينسق معهم ويمارس هيمنة واسعة النطاق في اليمن.

وفي هذا السياق، قال وكيل وزارة العدل في اليمن فيصل المجيدي لموقع الفاصل إن "رمضاني أُرسل وكأنه الحاكم العسكري كما كان سلفه إيرلو".

وأضاف أن النظام الإيراني يسعى إلى "إدارة الملف اليمني إدارة مباشرة عبر هذا الشخص"، لافتا إلى أن "الأدوات المحلية لم تعد تلبي تطلعات إيران".

عدم شرعية الحوثيين

وتابع للفاصل أن إيران هي الدولة الوحيدة التي تعترف بحكومة الحوثيين غير الشرعية، مشيرا إلى أن تعيين النظام لسفير جديد بصنعاء هو أمر غير اعتيادي نهائيا.

وأوضح أن "السفراء يرسلون للدول المعترف بها دوليا ولها شرعية دولية ومعترف بها من الأمم المتحدة"، مؤكدا أن جماعة الحوثي "عبارة عن عصابة تمثل الفوضى ولا يمكن اعتبارها دولة".

وقال إن تعيين رمضاني هو "تقويض للاستقرار وانقضاض على شرعية البلاد وتعزيز للفوضى والعنف".

وأضاف أنه ينهي أيضا "أية آمال لعملية سياسية بهدف السلام" إذ يضع الحوثيين بصورة مباشرة أكثر تحت سيطرة النظام الإيراني الذي يسعى إلى إطالة أمد الصراع خدمة لأجندته الخاصة.

هذا وقام الحوثيون في وقت سابق بتعيين سفير غير شرعي لهم لدى سوريا التي هي حليف آخر للنظام الإيراني، وقد شغل الخلف منصبه في تشرين الثاني/نوفمبر، حسبما ذكر موقع عنب بلدي الإعلامي السوري المستقل في أيار/مايو.

وكان الحوثيون قد سيطروا على مبنى السفارة اليمنية في دمشق، ولكن النظام السوري طردهم منه في تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *