أمن
وكلاء إيران يسعون للإضرار بالشراكة الاستراتيجية بين بغداد وواشنطن
تقوض الميليشيات التابعة لإيران، من خلال هجماتها على القوات الأميركية في العراق، السيادة العراقية وترجع البلاد إلى الوراء في معركتها للقضاء على داعش.
![رايات لميليشيا حركة النجباء العراقية التابعة لإيران خلال تشييع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في طهران بتاريخ 22 أيار/مايو. [صورة تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي]](/gc1/images/2024/09/09/47477-harakat-al-nujaba-600_384.webp)
أنس البار |
قال محللون إن الميليشيات التابعة لإيران تقوض السيادة العراقية والمصالح الوطنية عبر تهديد ومهاجمة القوات الأميركية المتمركزة داخل العراق لضمان إلحاق الهزيمة الدائمة بتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وتهدف حملة الترهيب هذه إلى الإضرار بشراكة العراق مع الولايات المتحدة، علما أن هذه الأخيرة تقود التحالف الدولي الذي ألحق الهزيمة بداعش.
ويعمل العراق مع الولايات المتحدة من أجل تحديد رؤية مشتركة لإدارة الحملة ضد التنظيم، وذلك بناء على جدول زمني لإنهاء مهام التحالف الدولي وتمكين القوات العراقية للعمل بمفردها.
إلا أن القوات الأميركية والعراقية مستمرة بالعمل معا، وقد قتلت 15 مقاتلا من داعش خلال عملية مشتركة في صحراء العراق الغربية يوم 29 آب/أغسطس أصيب فيها 7 أفراد من الجيش الأميركي، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي طارق الشمري للفاصل إن "العراق قطع شوطا طويلا في بناء قدراته الذاتية والاعتماد على نفسه".
ولكنه لا يزال يستطيع الاستفادة إلى حد كبير من الدعم الذي يقدمه الجيش الأميركي على مستوى الخبرات والتدريبات العسكرية والفنية.
وتابع أن "الدعم الاستشاري الأميركي المقدم اليوم للقوات العراقية يساعدها في عمليات تتبع الإرهابيين واستهداف معاقلهم السرية. كما تساهم التدريبات الأميركية أيضا في دعم كفاءة ومهارة الجنود العراقيين".
علاقة طويلة الأمد
وأشار الشمري إلى أن المشاورات بين الولايات المتحدة والعراق ركزت "على إرساء علاقة تكاملية وطويلة الأمد" تخدم مصالح ومستقبل الشعب العراقي.
وإضافة إلى التعاون العسكري والحرب على داعش، تشمل هذه العلاقة مساعدة العراق على تطوير موارده الطبيعية واقتصاده والبنية التحتية فيه ودعم جهوده لمحاربة الفساد ومواجهة التحديات الأخرى.
ولكن النظام الإيراني والميليشيات الوكيله له بالعراق "لا يريدون للبلد أن يستقر ويقف على قدميه ويزدهر لأن ذلك يهدد نفوذهم ومصالحهم، فهم يعتاشون على الفوضى والاضطرابات"، حسبما أضاف الشمري.
وذكر "لذا سعوا لتصعيد هجماتهم على المنشآت العسكرية المستضيفة للقوات الأميركية في محاولة لإلحاق الضرر بالتفاهمات والشراكة مع الولايات المتحدة".
وقال إن هذه التهديدات والهجمات متواصلة، وقد صدرت إحدى هذه التهديدات عن ميليشيا حركة النجباء العراقية التابعة لإيران والتي تنشط محليا وإقليميا.
وشدد الشمري على أن "الميليشيات تخالف أوامر ومواقف الحكومة وتنتهك السيادة والسياسات والصلاحيات الحصرية للدولة".
وأضاف "لدى تلك الجماعات مشاريع وأجندة إيرانية تعمل عليها لإضعاف وسرقة البلاد وجر المنطقة ككل للحروب والنزاعات المدمرة".