سياسة

الكتابات الإيرانية في الميادين بسوريا تهدف لإحداث ’تغيير أيديولوجي‛

تؤكد الميليشيات التابعة لإيران تواجدها عبر كتابات طائفية تنشرها بطلاء الرش على المباني والجدران في محافظة دير الزور.

صورة تظهر عبارة ’حزب الله آت‛ وقد كتبت بطلاء الرش على جانب منزل في ألبوكمال بمحافظة دير الزور في العام 2019. ومؤخرا غطت الجماعات المدعومة من إيران الجدران في المحافظة بالشعارات الطائفية. [جميل العابد]
صورة تظهر عبارة ’حزب الله آت‛ وقد كتبت بطلاء الرش على جانب منزل في ألبوكمال بمحافظة دير الزور في العام 2019. ومؤخرا غطت الجماعات المدعومة من إيران الجدران في المحافظة بالشعارات الطائفية. [جميل العابد]

أنس البار |

قال ناشطون إن النظام الإيراني يواصل مشروع "التغيير العقائدي" في شرق سوريا الذي ينوي من خلاله تعزيز هيمنته عبر كسب قلوب السكان المحليين وعقولهم.

وذكروا أن حملة التأثير هذه تتعمد طمس الهوية الدينية للشعب السوري الذي تسعى إيران إلى السيطرة عليه، واصفين ذلك بالخطوة غير الأخلاقية التي لها تداعيات مجتمعية كبيرة.

وقال سكان محليون لموقع الفاصل إنه في أحدث فصول هذا المشروع، انتشرت كتابات طائفية طبعت بطلاء الرش على مباني وجدران مدن محافظة دير الزور من قبل عناصر الميليشيات الإيرانية.

وكانت الشعارات الطائفية تظهر سابقا فقط على جدران المباني المستخدمة من قبل الميليشيات الخاضعة للحرس الثوري الإيراني مثل كتائب حزب الله ولواء فاطميون ولواء زينبيون.

وفي هذا السياق، ذكر مواطن يدعى أبو عبد الله الفراتي يبلغ من العمر 52 سنة للفاصل أن الكتابات الطائفية كثرت مؤخرا في معظم أنحاء الميادين.

وقال "كنا نشاهدها فقط في المربع الأمني وسط البلدة والذي يضم مقار ومنازل كانت قد استولت عليها الميليشيات قبل سنوات".

وأضاف "لكن الآن هي تنتشر بكثرة في كل مكان، خصوصا على جدران المدارس والدوائر الرسمية وواجهات المحال التجارية وحتى منازل المواطنين".

وقال مواطن آخر من الميادين كشف فقط عن اسمه الأول أحمد ويبلغ من العمر 30 سنة، "يريد وكلاء إيران فرض الهيمنة بكل الوسائل، وإن كتابة العبارات ذات المحتوى المذهبي إحداها".

وتابع أن "الميليشيات تتصرف كأن جميع البلدات ملكها، تدون الشعارات وترفع الرايات الطائفية وصور زعماء إيران في أي مكان تريده".

وأضاف "قبل ذلك استولت على منازل الأهالي وممتلكاتهم وحولت المساجد إلى مراكز لتغذية عقول الأطفال بالفكر الإيراني".

تغيير أيديولوجي

ومن جانبه، قال مدير مجموعة المصدر الإعلامية نورس العرفي للفاصل إن "نشر الكتابات الطائفية يندرج في إطار المشروع الإيراني الرامي لتغيير الهوية الدينية لأهالي دير الزور".

ونوه إلى أن وكلاء إيران "يريدون جعل السكان يعتادون على رؤية تلك الكتابات وجميع المظاهر ذات المغزى الطائفي في كل مكان لتنغرس شيئا فشيئا في أذهانهم ويتقبلوها".

وأضاف أن "التغيير العقائدي لا يزال يستمر بصور وأشكال مختلفة ويستهدف أساسا صغار السن حيث يسهل التلاعب بعقولهم".

وأشار إلى أن "الميليشيات تستخدم أسلوب العصا والجزرة في التعامل مع السكان ودفعهم إلى تقبل واعتناق" الهيمنة الإيرانية.

وأوضح أن من يعتنقها يحظى "بالامتيازات والدعم"، في حين يواجه من يرفضها العقاب.

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *

الله كريم

هذا المقال مفبرك وكاذب