حقوق الإنسان
أطفال دير الزور يجبرون على الالتحاق بميليشيات الحرس الثوري الإيراني
يخضع الأطفال لتدريب بدني وعسكري يتضمن زرع العبوات الناسفة واستخدام الأسلحة الرشاشة والمدفعية.
سماح عبد الفتاح |
أكد خبراء أن الحرس الثوري الإيراني يقوم بتلقين الأطفال عقائديا في منطقتي دير الزور والميادين الشرقيتين ويجندهم في الميليشيات التابعة له.
ويتم إرسال المجندين اليافعين إلى معسكرات تدريب عسكري وفكري حيث يتم تلقينهم فكر ولاية الفقيه التي تنادي بالولاء للمرشد الإيراني علي خامنئي.
وقال الناشط الإعلامي أيهم العلي لموقع الفاصل إن "الحرس الثوري وبطريقة ممنهجة يقوم بتجنيد الأطفال في منطقة دير الزور".
وأضاف أنه يقوم بذلك من خلال المنظمات التابعة له كجمعية جهاد البناء والمركز الثقافي الإيراني ومنظمات كشفية تابعة للمركز.
وأوضح "يخصص الحرس الثوري معسكرات معينة لتدريب الأطفال أهمها معسكر قاسم سليماني وهو يقع في عياش بريف دير الزور الغربي بالإضافة إلى معسكر عين عيسى".
وتابع أن "الدورات التدريبية تحصل بشكل دائم وتضم بين 40 و60 طفلا يخضعون لتدريبات بدنية وعسكرية تشمل استعمال الأسلحة الرشاشة وزراعة العبوات والمدفعية".
تهديدات وإغراء
وذكر العلي أن عملية التجنيد تبدأ بتنظيم "رحلات ترفيهية للأطفال" وتقديم الهدايا والحوافز التي تتضمن تقديم مواد غذائية لعائلاتهم.
وأشار إلى أن "دروس دينية" ذات طبيعة طائفية تلي الفصول التعليمية، ويتم بعد ذلك تدريس فكر ولاية الفقيه.
ويتبع ذلك التدريب العسكري.
ولفت العلي إلى أنه مع أن جهود التجنيد تعتمد على الإغراء وتُوجه للأطفال وعائلاتهم، إلا أن الأمر لا يخلو "من التهديد فالأهالي لا يستطيعون رفض إرسال أولادهم خوفا من ردة الفعل".
وأكد أن "الأمر لا يقتصر على الداخل السوري وحسب، بل يمتد إلى العراق أيضا كون معظم العائلات لها انتشار في كلا البلدين".
تلقين أيديولوجي
وبدوره، قال شيار تركو المتخصص بالشؤون الإيرانية للفاصل إن مسالة تجنيد الأطفال دون سن الـ 15 عاما من جانب الحرس الثوري تشكل عنصرا أساسيا لنشر فكر ولاية الفقيه بنجاح.
وأضاف أنه "من السهل تشريب الأطفال الأفكار الجديدة وغسل أدمغتهم تماما ليتحولوا إلى أدوات طيعة تنفذ دون اعتراض".
وأكد أن هذه سياسة مقصودة ومستمرة لغاية الآن سواء في إيران أو في البلدان التي تتواجد فيها أذرع للحرس الثوري.
وأوضح أنه "يتم تنفيذ عملية غسل الأدمغة من خلال تجمعات ومعسكرات تتم الدعوة إليها من خلال المراكز الثقافية بشكل أساسي".
وتابع تركو أن نشر فكر ولاية الفقيه في دير الزور والميادين قد يكون أصعب مقارنة بالمناطق الأخرى كون غالبية سكان هذه المناطق تتبع المذهب السني.
واستدرك "وبالتالي، فإن الأمر يتعلق بتغيير المذهب، وهو ما يحتاج مجهودا مضاعفا من خلال الإغراءات المالية والامتيازات والضغوط والتهديد بالاعتقال".