سياسة
الميليشيات الخاضعة للحرس الثوري بسوريا تستقدم مقاتلين أجانب وسط حالة من انعدام الثقة
استقدمت الميليشيات الخاضعة لإيران في شرقي سوريا مقاتلين أجانب عبر العراق في ظل فقدانها الثقة بولاء مجنديها المحليين.
أنس البار |
قالت مصادر محلية إن الميليشيات في شرق سوريا الخاضعة لسيطرة الحرس الثوري الإيراني تستقدم مقاتلين أجانب إضافيين لتقليل اعتمادها على المقاتلين السوريين.
فبعد سلسلة من الغارات الجوية التي استهدفت بدقة مستودعات أسلحتها ومقراتها، باتت هذه الميليشيات تنظر بعين الشك إلى المقاتلين السوريين في صفوفها متهمة إياهم بمشاركة المعلومات مع أعداء إيران.
وقالت مصادر للمرصد السوري لحقوق الإنسان إن 260 مقاتلا أجنبيا من جنسيات أفغانية وباكستانية وجنسيات أخرى ممن تلقوا تدريبات في إيران، وصلوا في 6 أيار/مايو إلى سوريا قادمين من العراق عبر منفذ القائم/ البوكمال.
وذكر المرصد أنه بوصول هذه الدفعة، ارتفع عدد المقاتلين الأجانب الذين تم استقدامهم إلى سوريا خلال العام الجاري إلى حوالي 900 مقاتل.
وأوضح المرصد أن المقاتلين الجدد تم نقلهم في حافلات نقل على أساس أنهم حجاج يريدون زيارة الأماكن المقدسة بسوريا. ثم قامت الميليشيات بتوزيعهم على مقراتها المنتشرة في دير الزور والبوكمال والميادين.
وتشمل الميليشيات الخاضعة للحرس الثوري في سوريا لواء فاطميون الذي يضم مقاتلين أفغان ولواء زينبيون الذي يضم مقاتلين باكستانيين.
’انعدام الثقة‛ بالعناصر المحليين
وقال مراقبون إن الميليشيات الإيرانية لم تعد تثق بعناصرها السوريين، متهمة إياهم بالتعاون مع جهات خارجية وإمدادها بالمعلومات والإحداثيات الخاصة بمقرات الميليشيات وتحركاتها.
وفي هذه الأثناء، يشعر المجندون المحليون بالاستياء من عدم اكتراث الميليشيات بأرواحهم، ويشتكون من تكليفهم بحماية مواقع مهددة بخطر الاستهداف الجوي.
وذكر مدير مجموعة المصدر الإعلامية نورس العرفي أن الميليشيات التابعة للحرس الثوري جندت سابقا السوريين من أبناء القرى لمساعدتها في السيطرة على مناطقهم.
وقال في حديث للفاصل إن الميليشيات "استغلت فقرهم وحاجتهم للرواتب لتشجيعهم على الانضمام في صفوفها".
وأشار العرفي إلى أنه مع اشتداد الضربات الجوية على معاقل الميليشيات في شرقي سوريا "فضّل [الكثير من هؤلاء المقاتلين المحليين] التخلي عن جماعاتهم وإلقاء السلاح"، فقاموا بالاختباء في بلدات لديهم فيها أقارب.
ويعود انعدام الولاء هذا للميليشيات جزئيا إلى رفض المقاتلين اعتناق الأيديولوجيا الإيرانية.
يُذكر أن إيران تعمل على الترويج لعقيدة ولاية الفقيه في سوريا، والتي تدعو للولاء للمرشد الإيراني علي خامنئي.
وتابع العرفي أن إيران فعلت ذلك عن طريق "ما يسمى بالمراكز والمنتديات الثقافية التي افتتحتها بكثرة في بلدات الشرق السوري" وهو ما يعرّض السكان المحليين "لخطر محو هوياتهم الثقافية".