أمن

الولايات المتحدة تستثمر في أمن طويل ومستدام في البحر الأحمر

في الوقت الذي تحمي الولايات المتحدة وحلفاؤها الملاحة الدولية من الهجمات، تبرم روسيا والصين صفقات سرية مع الحوثيين من أجل ضمان مرور آمن لسفنهم.

[فريق عمل الفاصل]

فيصل أبو بكر |

قال محللون إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لحماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر يواصل إضعاف قدرات الحوثيين المدعومين من إيران، فيما تصرفات الصين وروسيا تسعى فقط إلى خدمة مصالحهما الذاتية.

ردا على تصاعد هجمات الحوثيين أواخر العام الماضي ضد السفن في البحر الأحمر، أعلنت الولايات المتحدة إطلاق عملية حارس الازدهار القائمة على إنشاء قوة بحرية متعددة الجنسيات لحماية ممر الشحن الحيوي.

ويواصل التحالف تنفيذ ضربات دقيقة لتأمين الملاحة البحرية.

غابت روسيا والصين بشكل واضح عن هذا التحالف، كما امتنعتا عن التصويت على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2722 الذي يدين هجمات الحوثيين ويدعو إلى وقفها فورا.

سفن وطائرات عسكرية أميركية وفرنسية تعبر مضيق هرمز في 26 تشرين الثاني/نوفمبر. [البحرية الأميركية]
سفن وطائرات عسكرية أميركية وفرنسية تعبر مضيق هرمز في 26 تشرين الثاني/نوفمبر. [البحرية الأميركية]

في هذا الإطار، أوضح المحلل السياسي فيصل أحمد للفاصل أن "الولايات المتحدة نجحت... في إضعاف قدرات الحوثيين، إذ توقفت هجمات الحوثيين نحو أسبوعين خلال شهر نيسان/أبريل نتيجة الضربات المباشرة لمخازن الأسلحة التي استهدفتها القوات المشتركة".

واعتبر أن التكلفة المالية التي تتحمّلها الولايات المتحدة وقوات التحالف الأخرى "ضخمة"، لكنها تشير إلى استمرار التزام الجيش الأميركي بتأمين هذا الممرّ المائي الرئيس.

في المقابل، أكد أحمد أن روسيا والصين أبرمتا صفقات سرية مع الحوثيين من أجل توفير ممر آمن لسفنهم.

وأضاف أنه على الرغم من هذه الصفقات السرية، "اختارت الصين تغيير مسار سفنها حول رأس الرجاء الصالح [في جنوب أفريقيا] على الرغم من التكلفة العالية ووقت الشحن الإضافي والخسائر المرتبطة بذلك".

هذا وأشار محللون ومسؤولون إلى أن الجيش الأميركي ينفق قدرا هائلا من الأموال ويسخر كل الموارد لمحاربة الحوثيين، لكن النتيجة النهائية تستحق العناء.

وأكد ذلك روبرت موريت، نائب أدميرال المتقاعد في البحرية الأميركية ونائب مدير الاستخبارات السابق في هيئة الأركان الأميركية المشتركة، حين قال لصحيفة ذي هيل "التكلفة... ليست إلا قطرة في بحر، مقارنة مع الاضطراب العالمي الذي أصاب اقتصاد العالم بسبب الحوثيين".

بدوره، شدد المتحدث باسم البنتاغون اللواء بات رايدر على مواصلة الولايات المتحدة حماية التجارة الدولية.

وسأل "كم كانت ستكون تكلفة السفن الغارقة والأرواح المفقودة والكارثة البيئية، لو لم نكن نعمل مع المجتمع الدولي لمعالجة هذه المشكلة؟".

من جهته، لفت مدير مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية عبد السلام محمد للفاصل، إلى أن روسيا والصين عززتا تحالفهما الاستراتيجي مع إيران بدلا من المساهمة في الحل.

وحث الولايات المتحدة على العمل مع الحكومة اليمنية الشرعية والحلفاء الإقليميين مثل المملكة العربية السعودية من أجل إنهاء سيطرة الحوثيين على المناطق الساحلية في اليمن.

وأضاف أن القيام بذلك سيقوّض الاستراتيجية الإيرانية المتمثلة في السيطرة على مضيق باب المندب وهرمز وحصار نفط الخليج.

هل أعجبك هذا المقال؟