أمن

ماذا يعني نزاع الجزر مع الإمارات بالنسبة للعلاقات الصينية-الإيرانية؟

قال محللون إن الصين تدعم الإمارات في نزاعها مع إيران بشأن ثلاث جزر في الخليج لتعزيز نفوذها الاقتصادي في الدول العربية.

الرئيس الصيني شي جين بينغ يحضر حفل افتتاح الاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي في بيجين يوم 30 أيار/مايو. [جيد جاو/وكالة الصحافة الفرنسية]
الرئيس الصيني شي جين بينغ يحضر حفل افتتاح الاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي في بيجين يوم 30 أيار/مايو. [جيد جاو/وكالة الصحافة الفرنسية]

نور الدين عمر |

أكد محللون أن موقف الصين الداعم للإمارات العربية المتحدة بأحقية سيادتها على جزر أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى المتنازع عليها مع إيران، ليس إلا مناورة سياسية لحماية مصالحها الاقتصادية في دول الخليج.

ففي بيان مشترك صدر يوم 2 حزيران/يونيو عقب منتدى التعاون الصيني العربي في بيجين، أعلنت الصين دعمها لجهود الإمارات للتوصل إلى "حل سلمي" لقضية الجزر.

ومن الجدير ذكره أن جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى تقع تحت سيطرة إيران

في حديثه للفاصل، قال المحلل السياسي عبد النبي بكار إن دعم الصين لدولة الإمارات العربية المتحدة في موقفها من قضية الجزر، يهدف إلى الحفاظ على المشاريع الصينية في دول الخليج".

وأضاف أن استدعاء طهران للسفير الصيني حول موقف بلاده من هذه المسألة "ليس إلا تكملة للمسرحية السياسية"، ومن غير المستبعد أن تكون الصين قد أبلغت طهران مسبقا بهذا الموقف".

وتابع بكار أن الصين تحاول جاهدة إنشاء شراكات استراتيجية مع دول الخليج وإقناعها بأنها ستكون شريكا أفضل لها من الولايات المتحدة.

"لكن صلابة العلاقات الأميركية-الخليجية تقف حائلا ضد هذا المخطط، لأن دول الخليج، ومن بينها دولة الإمارات، تعي تماما بأن شراكتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة تعدّ صمام أمان لأمنها واستقرارها".

"إلى هذا، فإن الموقف الأميركي من قضية الجزر الثلاث هو موقف ثابت ودائم اتخذته الإدارات المتعاقبة"، حسبما أشار بكار.

تلاعب اقتصادي

من جهتها، قالت المتخصصة والباحثة في شؤون السياسة الدولية مي عبد الرحمن، إن "تعنت النظام الإيراني حول الجزر الاماراتية يبقي فتيل التوتر مشتعلا في المنطقة".

وأردفت أن طهران تعتبر الجزر وسيلة "لإبقاء باب المفاوضات مفتوحا على كل الاحتمالات".

وأكدت أن بيجين تدرك أن موقفها سيصعّد التوترات الإقليمية، "ما يفتح الباب أمامها لطرح نفسها كوسيط بين الطرفين".

"بعبارات أخرى، الصين تتلاعب بالمنطقة خدمة لمصالحها الخاصة ومصلحة حليفها الأهم، أي إيران".

فعلى مدى العقد الماضي، اعتبرت الصين شريكا من أكبر الشركاء التجاريين لإيران، ووقع الجانبان عام 2022 اتفاقية تعاون مدتها 25 عاما .

ومع ذلك، فإن رغبة بيجين في بناء علاقات اقتصادية مع الدول العربية ومخاوفها بشأن العقوبات الغربية على إيران، أدت إلى "فتورة في العلاقات الاقتصادية" مع طهران، حسبما كتب يون صن، مدير برنامج الصين في مركز ستيمسون للمونيتور في 21 أيار/مايو.

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *

إيران تؤمن بمنطق القوة ، وتعرف حق الإمارات العربية في ملكية تلك الجزر ، فهل يتغلب منطق القوة على منطق الشرعية الدولية ؟