دبلوماسية

الولايات المتحدة تواصل جهودها الدبلوماسية للحفاظ على السلام في الشرق الأوسط

لعبت الاتفاقيات الرئيسة التي توسطت فيها الولايات المتحدة بين الدول العربية دورا اساسيا في تسوية النزاعات في المنطقة والتحرك نحو السلام الدائم.

[فريق عمل الفاصل]

فريق عمل الفاصل |

في منطقة تعاني من الصراعات والاضطرابات، عملت الدبلوماسية الأميركية لعقود من الزمن على تسوية الصراعات بين المتنازعين والحفاظ على السلام في الشرق الأوسط.

منذ اتفاقيات كامب ديفيد في عام 1978 إلى اتفاقيات أبراهام اليوم، كان دور الولايات المتحدة في تحديد أولويات الدبلوماسية محركا رئيسا في صياغة الاتفاقيات التي حالت دون تصعيد التوترات في جميع أنحاء المنطقة.

وبعد مرور أكثر من أربعين عاما على توقيع اتفاقيات كامب ديفيد، فإنها ما تزال تؤتي ثمارها في تحقيق الأمن والاستقرار الاقليمي والعالمي.

وتم التوقيع على الاتفاقية في أيلول/سبتمبر 1978 من قبل الرئيس الأميركي جيمي كارتر والرئيس المصري أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن، ووضعت الاتفاقية إطارا لمعاهدة السلام لعام 1979 بين إسرائيل ومصر.

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخامس من اليسار) يلتقي بأعضاء جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في واشنطن العاصمة، يوم 8 كانون الأول/ديسمبر. [أوليفييه دولييري/وكالة الصحافة الفرنسية]
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخامس من اليسار) يلتقي بأعضاء جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في واشنطن العاصمة، يوم 8 كانون الأول/ديسمبر. [أوليفييه دولييري/وكالة الصحافة الفرنسية]
الرئيس الأميركي بيل كلينتون يقف بين زعيم منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي اسحق رابين وهما يتصافحان للمرة الأولى في البيت الأبيض يوم 13 أيلول/سبتمبر 1993، بعد التوقيع على اتفاقيات أوسلو التاريخية. [ج. ديفيد آكي/وكالة الصحافة الفرنسية]
الرئيس الأميركي بيل كلينتون يقف بين زعيم منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي اسحق رابين وهما يتصافحان للمرة الأولى في البيت الأبيض يوم 13 أيلول/سبتمبر 1993، بعد التوقيع على اتفاقيات أوسلو التاريخية. [ج. ديفيد آكي/وكالة الصحافة الفرنسية]

ومكنت أيضا اتفاقيات أوسلو عام 1993 بين الإسرائيليين والفلسطينيين، والتي بدورها فتحت الباب أمام معاهدة عام 1994 بين إسرائيل والأردن، وفقا لتقرير بشأن الأحداث الماضية أعده معهد الولايات المتحدة للسلام عام 2019.

وقال تقرير معهد السلام الأميركي، الذي نشر بمناسبة الذكرى الأربعين لمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، "كانت اتفاقية كامب ديفيد لحظة تاريخية في سياسة الشرق الأوسط".

وقد أعادت الاتفاقيات تشكيل المشهد السياسي في المنطقة، وفقا لمحلل سياسة الشرق الأوسط مايكل سينغ من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.

وقال سينغ في بيان أصدرته السفارة الأميركية في إسرائيل بمناسبة الذكرى الأربعين لاتفاقيات كامب ديفيد "لقد شكلت اتفاقيات كامب ديفيد تحولا حيويا لمصر وإسرائيل والمنطقة الأوسع، من حالة الصراع شبه المستمر إلى عصر صنع السلام".

وفي حين أن المنطقة ما تزال تعاني من مشاكل خطيرة، فإن الاتفاقيات ساعدت على تحقيق رخاء أكبر لشعوب جميع الأطراف والقضاء على تهديد كبير للسلام والاستقرار الإقليمي.

مفتاح السلام الدائم

وفي عام 2020، توسطت الولايات المتحدة في مجموعة أخرى من الاتفاقيات وهي اتفاقيات أبراهام، ما فتح الباب أمام التطبيع بين إسرائيل والدول العربية.

وكانت الإمارات العربية المتحدة أول دولة خرجت عن الإجماع العربي القائم منذ فترة طويلة وأقامت علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، تلتها البحرين والمغرب والسودان.

ودخلت المملكة العربية السعودية أيضا في محادثات حول اتفاق تطبيع محتمل، لكنها معلقة حاليا.

وقال كثيرون إن اتفاقيات التطبيع ضرورة لإحلال السلام الدائم في الشرق الأوسط وإنها تمثل درعا ضد التهديدات الإيرانية.

والآن أكثر من أي وقت مضى، أصبح تطبيع العلاقات بين دول منطقة الهلال الخصيب، وهي منطقة تمتد من جنوب العراق وسوريا ولبنان والأردن والأراضي الفلسطينية وإسرائيل ومصر إلى أجزاء من تركيا وإيران، "أمرا حيويا من أجل تحقيق الاستقرار في هذه المنطقة"، حسبما قال المحلل السياسي محمد سلام.

وأضاف في حديث للفاصل أن المنطقة "تعيش حالة حرب وعداء منذ أكثر من 170 عاما".

من جهته، قال المحلل الاقتصادي أنطوان فرح إن المطلوب مواجهة الكيانات الإرهابية التي ليس لها مصلحة في السلام، لافتا إلى أن السلام الدائم يقوم على إعطاء الشعوب كافة حقوقها.

وأضاف للفاصل "إذا تحقق السلام الشامل ستشهد المنطقة انتعاشا اقتصاديا كبيرا، وسيزداد حجم الاستثمارات المحلية والأجنبية بشكل كبير".

أما معهد تشاتام هاوس، فأوضح في ورقة بحثية صدرت في آذار/مارس 2023 أن التطبيع قدّم فوائد قصيرة وطويلة الأمد لكل من الإمارات وإسرائيل، بناء على "مكانتهما الدولية والإقليمية المعززة والتآزر الاقتصادي والفرص الاستراتيجية".

وساعد التطبيع على تعزيز مستويات متزايدة من المشاركة الإقليمية وتهدئة الصراعات والمصالحة الدبلوماسية، وهو ما ظهر من خلال مجموعة من المبادرات الثنائية ومتعددة الأطراف مثل قمم بغداد وقمة النقب في آذار/مارس 2022 والاتفاق البحري الإسرائيلي-اللبناني.

’صمام الأمان‘

بدوره، قال الباحث السياسي عبد النبي بكار للفاصل، إن الولايات المتحدة ومن خلال نشاطها الدبلوماسي المكثف في منطقة الشرق الأوسط، تمكنت من أن تكون بمثابة صمام أمان، خاصة خلال الأزمات الشديدة.

واعتبر أن مثل هذا النشاط "يشكل حصنا قويا في وجه مساعي بعض الدول لإثارة التوتر... في المنطقة، بل وتصعيد التوتر إلى مرحلة المواجهة المباشرة والصراع العسكري والخروج على القانون".

وتابع أن الولايات المتحدة حافظت منذ عقود على شراكات وصداقات استراتيجية مع غالبية الدول العربية.

وعندما سئل خلال مقابلة تلفزيونية أجريت مؤخرا عما إذا كان السلام ممكنا في المنطقة من دون الولايات المتحدة، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "بدونها لن ينجح الأمر".

وقال ضابط الشرطة المصرية المتقاعد اللواء منتصر أحمد إن منطقة الشرق الأوسط "عانت وما زالت تعاني من صراعات مدمرة جلبت الكوارث على المدنيين".

وأكد أنه "لولا تدخل الولايات المتحدة وشركائها الإقليميين لشهدت المنطقة المزيد من الكوارث".

’شركاء أقوياء‘

وفي أعقاب اجتماع عقد في واشنطن يوم 19 تموز/يوليو، أصدرت الولايات المتحدة والجامعة العربية بيانا مشتركا أكدتا فيه التزامهما "بتعزيز السلام والأمن والاستقرار والتكامل والازدهار الاقتصادي" في جميع أنحاء المنطقة.

وجاء في البيان أن الطرفين "ناقشا مجموعة متنوعة من القضايا والأزمات المهمة، بما في ذلك السلام في الشرق الأوسط".

وأضاف البيان "لقد شجعتنا الأرضية المشتركة التي وجدناها بشأن أهمية مشاركة المجتمع، وبناء القدرة على الصمود في مواجهة التجنيد للعنف، ودعم دور التعليم في مكافحة التطرف الذي يؤدي إلى العنف والإرهاب".

وتابع البيان "معا، نقف بثبات في معركتنا ضد داعش [’الدولة الإسلامية‘] وتنظيم القاعدة وجميع الجماعات الإرهابية الأخرى".

والجامعة العربية، التي تأسست عام 1945، هي تحالف فضفاض يضم 22 دولة عربية تغطي منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، وتدعم الولايات المتحدة هذا التحالف منذ فترة طويلة.

وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد في بيان صدر في 8 حزيران/يونيو، إن "الولايات المتحدة تؤمن بقوة بأن جامعة الدول العربية شديدة الأهمية للسلام والأمن الاقليمي والدولي".

وأضافت أن جامعة الدول العربية تتحمل "مسؤولية جسيمة"، مؤكدة أن لديها "شريكا قويا في الولايات المتحدة وفي الأمم المتحدة".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *

السيد محمدعبد السلام اى سلام تقصده انت وامريكا ان السلام الذى تتحدث عنه أمريكا فى المنطقه هو السلام للمحافظة على الكيان الصهيونى بدليل أربعين سنه على كامب ديفيد واتفاق اوسلوا ولم تحقق أمريكا سنتى وإحدى من عمليه السلام التى تتحدث عنها السلام الذى تقصده هو المحافظه عل الكيان الصهيوني الذى اعتبره هو صاحب القوه والكلمه فى المنطقه انا لا اعرف عن اى سلام وما هى نتيجة الا الخضوع والنخوع لامريكا بدليل الحرب على غزه والمستمره ولم تجراءدوله عربيه على ابداء الرأى تجاه غزه بل العكس قاموا بتوصيل المساعدات الغذائيه والطبيه والاسره ولم يلتزموا مبدأ الحياد

كذابييين

هذا المقال طبعا مدفوع الأجر...هل رأيت الدمار بفلسطين الم ترى دماء،الأطفال والنساء والشيوخ والجرحىوالمرضى والمدنين
أين حق الحياه ؟ .أين حقوق الإنسان؟ .أين الحياء؟أين الرحمه ؟ ...واين ...واين ....أسئله كثيره .
إختصار ا تاريخ أمريكا معروف هى محور الشر بالعالم.

ياريت ينفع.. ولاكن لا اسق فى الولايات المتحدة

والله مادام هناك فيتو فلن يكون هناك عدل في العالم لانهم يريدن مصالحهم حتي لو علي جثث الاطفال ..اللهم مكن لدينك في الارض

انتو بتستهبلوا و لا بتستعبطوا و لا فاكرين لسة في ناس هبلة و عبيطة

الولايات المتحده تبزل كل الجهد لتحافظ على صادراتها فى عالم الإرهاب

اكيد طبعا