أمن
عصابات تابعة للحرس الثوري الإيراني تحول الحدود العراقية-السورية إلى مرتع إجرامي
تدير جماعات مسلحة مشبوهة مرتبطة بإيران عمليات تهريب للأسلحة والمخدرات عبر الحدود، مهددة من يعترض طريقها.
[فريق عمل الفاصل]
أنس البار |
تشارك شبكة من الجماعات المسلحة المشبوهة المرتبطة بإيران والمتمركزة في منطقة الحدود بين العراق وسوريا بصورة نشطة في أنواع مختلفة من الأنشطة الإجرامية، ما يثير السخرية إزاء مزاعم إيران المبالغ بها بأنها "تدافع عن المنطقة".
وقال ناشطون محليون إن هذه الجماعات حولت المنطقة المحيطة بمدينة القائم الحدودية العراقية إلى مرتع لتهريب المخدرات والأسلحة.
وذكر المحلل السياسي طارق الشمري لموقع الفاصل أن أكثر من 10 فصائل مسلحة مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني منتشرة في المنطقة.
وتتم عمليات التهريب على مرأى ومسمع الجميع وتفرض الفصائل عقوبات قاسية على من تعتبر أنهم يتدخلون في شؤونها.
وقالت مصادر محلية إن الميليشيات التابعة لإيران تخزن "مئات الأطنان" من المتفجرات بما في ذلك الصواريخ والألغام وغيرها من الأسلحة، في مخازن سرية في القائم ومحيطها.
وقال أحد أهالي المنطقة إن هذه الأسلحة تهرب لاحقا عبر الحدود إلى الجماعات الحليفة في سوريا عبر معابر حدودية غير شرعية وطرق تسيطر عليها الميليشيات.
وتستخدم المعابر أيضا لتهريب المخدرات من سوريا إلى العراق.
ويتم عادة إخفاء المخدرات في شحنات الفواكه أو الإلكترونيات أو الألعاب أو الأثاث، وتستخدم أموال المخدرات هذه لتمويل عمليات تلك الجماعات المسلحة.
وتزعم الجماعات المرتبطة بإيران أن تعزيزاتها تهدف إلى دعم قوات الأمن العراقية في تأمين المناطق الحدودية ضد عمليات التسلل التي يقوم بها الإرهابيون.
ولكن قال سكان محليون للفاصل إن الهدف الحقيقي لتلك الجماعات هو حماية عمليات التهريب وتسهيلها.
وأوضحوا أن الميليشيات تعطل أعمالهم التجارية وحياتهم اليومية وأن تهريب الأسلحة والمخدرات يعرّض أيضا حياتهم للخطر.
تعريض حياة المدنيين للخطر
وذكر أحد سكان المنطقة طالبا استخدام اسم "أحمد" للإشارة إليه، للفاصل في شباط/فبراير أن الأسلحة تخزن بصورة متعمدة في مناطق سكنية كي لا يتم "استهداف [تلك الجماعات] من قبل الطائرات الحربية للتحالف الدولي".
وأضاف "هي بالطبع غير آبهة بحياتنا".
ومن جانبه، قال الباحث السياسي عبد القادر النايل في حديث للفاصل إن "الميليشيات المرتبطة بإيران تمنع ومنذ سنوات أعدادا كبيرة من العائلات النازحة في مدينة القائم من العودة إلى ديارها".
وأضاف أن المنطقة باتت "منطقة خالية السكان"، مشيرا إلى أن الميليشيات استولت خلال الأسابيع الماضية على حوالي 70 منزلا بالقرب من الحدود وأجبرت شاغليها على الرحيل.
وأوضح أن الميليشيات حولت الكثير من المنازل والمباني المدنية المهجورة سابقا إلى مراكز احتجاز ومعتقلات سرية ومستودعات أسلحة.
وتابع أنه تم تحويل مؤسسات الخدمة العامة كمركز الكرابلة الصحي إلى مستودعات للأسلحة التي تهرب إلى وكلاء إيران في سوريا.