عدالة
الميليشيات التابعة للحرس الثوري تحول العراق إلى محور إقليمي لتجارة المخدرات
يعمل العراق على تشديد السيطرة على حدوده لمنع البلاد من أن تصبح وجهة لعبور المخدرات.
أنس البار |
قالت مصادر عراقية إن العراق معرض بصورة متزايدة لخطر أن يصبح محورا إقليميا لتهريب المخدرات، وذلك في ظل توسع عمليات التهريب التي توجهها الجماعات المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني عبر حدوده مع إيران وسوريا.
وأضافت المصادر أن هذه الجماعات المسلحة تستخدم عدة نقاط حدودية لأنشطة التهريب، وتساعدها في ذلك التضاريس المعقدة والمسافة الطويلة لتلك الحدود التي تمتد على أكثر من ألفي كيلومتر والتي يصعب بسط سلطة القانون فيها.
وتشكل تجارة المخدرات مثل الميثامفيتامين (الكريستال ميث) والكبتاغون مصدر إيرادات رئيسيا لهذه الجماعات وتساعدها على تعزيز نفوذها وترسانة الأسلحة التابعة لها.
ويعمل العراق على إخضاع حدوده للرقابة الصارمة من أجل منع البلاد من أن تصبح وجهة لعبور المخدرات.
وذكر وزير الداخلية العراقية عبد الأمير الشمري يوم 27 أيلول/سبتمبر أنه تم وضع تحصينات على الحدود مع سوريا.
وأضاف أنه تم اتخاذ "إجراءات ضبط" على الحدود العراقية مع إيران، كما استهدفت قوات الأمن في أواخر أيلول/سبتمبر شبكتي تهريب للمخدرات في محافظتي ميسان وديالى.
ولفت إلى أن القوات العراقية تستخدم المسيرات وكاميرات المراقبة لتعزيز السيطرة على الحدود واستهداف عمليات التهريب، في حين أن وحدات تكتيكية مختصة تلاحق شبكات الإتجار داخل البلد.
وأوردت مديرية شؤون المخدرات بوزارة الداخلية أنه تم "تفكيك عدة شبكات للمخدرات محلية ودولية" إثر عمليات أمنية، بدون الكشف عن هويات أعضاء تلك الشبكات وانتماءاتهم.
وقالت المديرية إنه جرى يوم 24 أيلول/سبتمبر اعتقال 4 تجار مخدرات في الأنبار وصلاح الدين كان بحوزتهم 56 كيلوغراما من الكبتاغون والترامادول.
مصدر إيرادات للحرس الثوري
وذكر المحلل السياسي عبد القادر النايل لموقع الفاصل أن مشكلة المخدرات تزداد خطورة في ظل استمرار هيمنة الميليشيات المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني على حدود العراق.
وأضاف أن "فصائل مسلحة مثل عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله وحركة النجباء لا يزال لديها نفوذ قوي في الشريط الحدودي مع سوريا".
وتابع "وهي تؤمن وتدير عمليات تدفق المخدرات عبر معابر تهريب غير رسمية افتتحتها قبل عدة سنوات بين مدينتي القائم العراقية ودير الزور السورية".
هذا ويمتد نفوذها إلى معابر رسمية وموانئ من خلال شركاء على صلة بعصابات فاسدة شبيهة بالمافيات ومهربين وتجار وشبكات لتوزيع المخدرات.
وأوضح النايل أن الميليشيات لا تريد للعراق أن يبقى فقط سوقا للمخدرات، بل تسعى لتحويله إلى "مركز إنتاج رئيسي لها وممرا نشطا لنشرها في كل دول المنطقة".
وأكد أن الميليشيات والحرس الثوري الإيراني يأملان من خلال ذلك في جني المزيد من الإيرادات.
رأئع
تحديث محمد