أمن
الميليشيات المتحالفة مع إيران تحتشد على الحدود العراقية-السورية
تسعى الميليشيات إلى تأمين ممر آمن لنقل أسلحتها ومقاتليها وحماية عمليات التهريب المربحة عبر الحدود.
أنس البار |
أفادت مصادر ووسائل إعلام محلية، أن الميليشيات المتحالفة مع إيران تكثّف وجودها بالقرب من الحدود العراقية-السورية، حيث نشرت عددا غير محدد من "الألوية الجديدة" في المنطقة.
هذا وتجمعت مجموعات جديدة من المقاتلين في البلدات القريبة من الحدود في غربي العراق، بينها مدينة القائم في محافظة الأنبار وربيعة وسنجار في نينوى.
ويتزامن هذا الحشد مع تشديد الإجراءات الأمنية التي اتخذتها الميليشيات في هذه المناطق، والتي تشمل زيادة عدد نقاط التفتيش والدوريات على الطرق والممرات المؤدية إلى الحدود.
وتزعم الميليشيات أن تعزيزاتها تهدف إلى دعم القوات الأمنية العراقية في تأمين المناطق الحدودية ضد تسلّل الإرهابيين.
لكن السكان المحليين دحضوا هذه الادعاءات، وقالوا للفاصل أن هدفهم الحقيقي هو حماية عمليات التهريب وتسهيلها.
وأضافوا أن أعمالهم وحياتهم اليومية تتعطل بسبب الميليشيات.
الدفاعات الحدودية في العراق
على جانب آخر، أشار مصدر أمني للفاصل، إلى أن خطة العراق لتأمين شريطه الحدودي مع سوريا البالغ طوله 600 كيلومتر تقريبا، والتي بدأت قبل أكثر من ست سنوات، تقترب من الانتهاء.
وتتضمن الخطة إقامة عدة حواجز أمنية، أبرزها جدار إسمنتي بطول 160 كلم وارتفاع ثلاثة أمتار، يفصل بين عدة مناطق حدودية مشتركة شمال نهر الفرات، حيث تكثر طرق التهريب.
تشمل الدفاعات الحدودية أيضا الخنادق والسواتر الترابية والأسلاك الشائكة والأبراج ومناطيد المراقبة بالإضافة إلى الكاميرات الحرارية.
وفي هذا الإطار، أفاد أحد سكان مدينة القائم للفاصل طلب عدم ذكر اسمه، أن الحدود مع سوريا "آمنة إلى حد ما"، لكن الجماعات المسلحة التابعة لإيران تعمل على فتح ممرات عبرها.
وشدد على أن "قوات الأمن التي تحرس الحدود كافية وتؤدي واجباتها بفعالية، كما أن الإجراءات الأمنية مشددة".
وأضاف "لكن الميليشيات مستمرة في الانتشار وفرض المزيد من القيود على السكان بحجة تقديم المساعدة في حماية الحدود".
لكن الحقيقة، وفقا له، هي سعي هذه الجماعات إلى "إحكام سيطرتها حتى تتمكن من إدخال المخدرات وتهريب الأسلحة بحرية".
نزوح السكان المحليين
كشف أحد سكان محافظة نينوى، الذي تحدث أيضاً للفاصل طالبا عدم ذكر اسمه، أن الميليشيات لا توفر الأمن لسكان المناطق الحدودية ولا تحارب الإرهاب كما تزعم.
ورأى أن "تعزيزاتهم الجديدة تهدف إلى حماية مصادر تمويلهم، بما في ذلك تهريب المخدرات والبضائع وتسهيل مرورهم من العراق".
ولفت المصدر إلى أن الميليشيات تسعى أيضا إلى "مواصلة التضييق على الأهالي وتقييد حركتهم ومنعهم من كسب لقمة العيش لإجبارهم على مغادرة مناطقهم".
وأضاف أن "الميليشيات تريد إفراغ الحدود من السكان المحليين لاستخدام أراضيهم ومنازلهم بغية تخزين وتصنيع الأسلحة ودعم أنشطتهم الإرهابية".
مجموعات مسلحة على طول الحدود
أكد المحلل السياسي طارق الشمري للفاصل، أن أكثر من 10 مجموعات مسلحة مرتبطة بشكل وثيق بالحرس الثوري الإيراني تنتشر على الحدود العراقية-السورية.
وقال إن كتائب حزب الله هي الأقوى والأكثر تأثيرا بينها.
وأوضح أن هذه الميليشيات تعمل باستمرار على تعزيز وجودها ونفوذها في المنطقة الحدودية، لأنها تجني ملايين الدولارات سنويا من التهريب عبر الحدود.
واعتبر أن وجودهم في المنطقة الحدودية مرتبط بالحفاظ على مصادر الإيرادات غير المشروعة، خصوصا في ظل قرب الانتهاء من التحصينات الأمنية وتضييق الخناق على شبكات التهريب المدعومة من الميليشيات.
وذكر الشمري أن المنطقة الحدودية لها أهمية قصوى بالنسبة "لمشروع نشر الفوضى الإقليمية الذي تنتهجه إيران"، كونها عقدة أساسية في "الممر اللوجستي لنقل الأسلحة" إلى الميليشيات المدعومة من إيران في سوريا ولبنان.
وأضاف أنه لهذا السبب تريد إيران من وكلائها إحكام قبضتهم على هذه المنطقة.
وأردف أن سكان المنطقة الحدودية يدفعون ثمن الأطماع الإيرانية العدوانية، إذ أنهم "محرومون من حقوقهم ويعانون من الفقر وعدم القدرة على تأمين احتياجاتهم بسبب مضايقات الميليشيات".