أمن

الحرس الثوري الإيراني يقلص وجوده في سوريا بعد استهداف الغارات لعناصره

قال ناشطون محليون إن الوجود الإيراني في سوريا انحصر بمجموعة صغيرة من قادة الصفين الثاني والثالث.

صورة نشرت على الإنترنت في 1 نيسان/أبريل تظهر مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق بعد تعرضه لضربة جوية أدت إلى مقتل عدد من كبار ضباط الحرس الثوري الإيراني. [الوكالة العربية السورية للأنباء]
صورة نشرت على الإنترنت في 1 نيسان/أبريل تظهر مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق بعد تعرضه لضربة جوية أدت إلى مقتل عدد من كبار ضباط الحرس الثوري الإيراني. [الوكالة العربية السورية للأنباء]

سماح عبد الفتاح |

قال ناشطون لموقع الفاصل إن الحرس الثوري الايراني يعمل على سحب قواته من سوريا بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدها بفعل استهداف مقراته في دمشق ومناطق أخرى من البلاد.

وقال المحامي السوري بشير البسام إن "الانسحاب الإيراني من سوريا كان أمرا حتميا لاعتبارات عديدة لكن أهمها الضربات التي تلقاها ضباط الحرس الثوري الإيراني [في 1 نيسان/أبريل] والتي أدت إلى مقتل ضباط من الصف الأول".

وأضاف للفاصل أن وجود الحرس الثوري في سوريا اليوم "سيقتصر على عدد ضئيل جدا من قادة الصفين الثاني والثالث لكن إدارة القرارات ستتم بالتواصل مع طهران بكل تأكيد".

وأوضح أنه في ضوء تصاعد التوترات الإقليمية بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس، توجب على إيران "إرسال إشارات سياسية بأنها لا تريد التورط أكثر سعيا لتهدئة الأمور، خاصة للولايات المتحدة ودول الخليج".

وأشار البسام إلى أنه منذ قيام الثورة الإسلامية التي جاءت بالنظام الحاكم الحالي، لم تخض إيران أي حرب مباشرة غير الحرب المدمرة مع العراق.

وتابع أنه بعد تطبيق مبدأ "تصدير الثورة" ونشر أذرعها في الشرق الأوسط، "لم تعد [إيران] أساسا بحاجة إلى التواجد الفعلي وأصبحت تتكل على أدواتها".

وقال "وهو ما يحصل اليوم في سوريا حيث تتم الإدارة عن بعد لآلاف المسلحين من جنسيات مختلفة".

تحرك للاختفاء

ومن جهته، قال الناشط نزار أبو علي المقيم في السويداء إن "منطقة الجنوب السوري أصبحت فارغة من التواجد الإيراني فعلا".

وذكر "يقتصر التواجد المسلح على الجماعات المسلحة الموالية للحرس الثوري الإيراني خاصة حزب الله اللبناني وبعض الجماعات المسلحة المحلية والتي يتلقى بعضها دعما من حزب الله".

ولفت إلى أن "هذا الاختفاء الإيراني أتى بشكل تدريجي"، علما أن العناصر الإيرانية بدأت بتقليل ظهورها منذ أشهر بعد استهدافها بشكل متواصل في هجمات تسببت بخسائر كبيرة في صفوفها.

وأضاف أن وتيرة الإخلاء ازدادت بعد الضربات التي استهدفت مقرات الحرس الثوري والقنصلية في دمشق.

وقال أبو علي إنه علم من ناشطين في مختلف أنحاء سوريا أن انسحاب الحرس الثوري حدث في جميع مناطق البلاد التي تتواجد فيها إيران، بما في ذلك معاقلها في دمشق وريفها.

وأكد أن تحركات وأنشطة الأذرع الإيرانية تراجعت بشكل لافت في مختلف الأراضي السورية، "ولم تعد كالسابق على الإطلاق إلا في حالات نادرة".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *