أمن

إيران تستثمر المليارات لزعزعة استقرار المنطقة وتحقيق أهدافها

فيما تقوم إيران بنقل مساعداتها الفتاكة لوكلائها، تعمل الولايات المتحدة والدول الشريكة على إنهاء الأزمات الإنسانية التي ابتلت بها منطقة الشرق الأوسط على مدار العقد المنصرم.

محتجون يحملون صور جثامين أطفال ولافتة تقول "أربيل تظل صامدة ولا تركع للهجمات الإرهابية" خلال تظاهرة نُظمت يوم 16 كانون الثاني/يناير خارج مكتب الأمم المتحدة في أربيل، وذلك بعد يوم من تعرض عدة مناطق في المدينة لهجوم صاروخي شنه الحرس الثوري الإيراني. [صافين حميد/وكالة الصحافة الفرنسية]
محتجون يحملون صور جثامين أطفال ولافتة تقول "أربيل تظل صامدة ولا تركع للهجمات الإرهابية" خلال تظاهرة نُظمت يوم 16 كانون الثاني/يناير خارج مكتب الأمم المتحدة في أربيل، وذلك بعد يوم من تعرض عدة مناطق في المدينة لهجوم صاروخي شنه الحرس الثوري الإيراني. [صافين حميد/وكالة الصحافة الفرنسية]

فريق عمل الفاصل |

أظهر عقد من الأزمات الإنسانية المتّسمة بالتحدي في الشرق الأوسط التناقض الحاد بين الدور البناء الذي تلعبه الولايات المتحدة في المنطقة وأفعال إيران التي لا تخدم إلا خططها التوسعية.

فقد خصصت الولايات المتحدة مليارات الدولارات لموارد المساعدات الإنسانية للأزمات التي تنشأ من الصراعات المتواصلة في دول المنطقة، مثل سوريا ولبنان واليمن وغزة.

في المقابل، كانت إيران تنقل المساعدات الفتاكة إلى وكلائها وأغرقت المنطقة بالأسلحة والذخائر المهربة والمخدرات غير القانونية.

ومنذ العام 2021، أنفق النظام الإيراني 16 مليار دولار أميركي على مساندة نظام بشار الأسد في سوريا ودعم شركائه ووكلائه الآخرين في سوريا والعراق واليمن، حسبنا ذكرت وزارة الخارجية الأميركية في تقرير عام 2018.

الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (المعونة الأميركية) ومنظمة آي إم سي ورلدوايد تنشآن مستشفى ميدانيا في رفح بغزة في شهر كانون الأول/ديسمبر. [مكتب المساعدات الإنسانية في وكالة المعونة الأميركية/موقع إكس]
الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (المعونة الأميركية) ومنظمة آي إم سي ورلدوايد تنشآن مستشفى ميدانيا في رفح بغزة في شهر كانون الأول/ديسمبر. [مكتب المساعدات الإنسانية في وكالة المعونة الأميركية/موقع إكس]

وجاء في التقرير أيضا أن إيران تموّل حزب الله اللبناني بما يصل إلى 700 مليون دولار أميركي سنويا، وأنها تعطي 100 مليون دولار أميركي أخرى لفصائل فلسطينية مثل حركة حماس ومنظمة الجهاد الإسلامي، حسبما أفادت إذاعة أوروبا الحرة في أيلول/سبتمبر 2020.

وفي أيار/مايو 2020، نقلت وسائل إعلام إيرانية عن عضو البرلمان الإيراني السابق حشمت الله فلاحت بيشه قوله إن "إيران قد تكون تنفق بين 20 و30 مليار دولار أميركي على تدخلها في سوريا وحدها"، حيث تقاتل الميليشيات التي تدعمها إيران إلى جانب النظام.

المساعدات الإنسانية الأميركية

وعلى النقيض من ذلك، تلقت منطقة الشرق الأوسط منذ العام 1946 مساعدات خارجية أميركية أكثر من أي منطقة أخرى في العالم، وفق تقرير لخدمة أبحاث الكونغرس صدر في آب/أغسطس 2023.

فمنذ العام 2010، قدمت الولايات المتحدة ما يزيد عن 28.3 مليار دولار أميركي لتمويل الاستجابة الإنسانية بمنطقة الشرق الأوسط.

وأوضح التقرير أن الولايات المتحدة هي أكبر جهة مانحة للمساعدات الإنسانية لسوريا، حيث خصصت 16.7 مليار دولار أميركي لتلبية الاحتياجات الإنسانية منذ العام 2012.

إلى هذا، تعدّ الولايات المتحدة والسعودية من بين أكبر الجهات المانحة لمناشدات الأمم المتحدة السنوية لتقديم المساعدات إلى اليمن.

وتصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن على أنها الأكبر في العالم، نظرا لكون 21.6 مليون شخص بحاجة لمساعدات عاجلة.

ومنذ العام 2010، قدمت الأمم المتحدة مساعدات إنسانية لليمن بأكثر من 6 مليار دولار أميركي.

وحصل الشعب العراقي كذلك على مساعدات أميركية بقيمة 3.5 مليار دولار أميركي في صورة مواد غذائية وتحسين للصرف صحي والنظافة وغيرها من المساعدات للنازحين والمجتمعات الضعيفة منذ عام 2014، بحسب تقرير خدمة أبحاث الكونغرس.

وفي لبنان، "أدت أزمة اللاجئين المتواصلة، إلى جانب الانهيار الاقتصادي التاريخي اعتبارا من العام 2019، إلى زيادة الاحتياجات الإنسانية بين المجموعات السكانية الضعيفة".

وقدمت الولايات المتحدة تمويلا إنسانيا للبنان بما يزيد عن 1 مليار دولار أميركي منذ العام 2020.

ومؤخرا في غزة، استخدم الجيش الأميركي كل السبل المتاحة لتسليم المساعدات جوا وبحرا وبرا للمدنيين المتضررين من الصراع.

فقد أدت عمليات الإسقاط الجوي المشتركة مع الأردن إلى تسليم ما يزيد عن 855 طنا من المساعدات الغذائية إلى شمالي غزة منذ 2 آذار/مارس. إلى هذا، ستنشئ القوات الأميركية رصيفا طافيا وجسرا قبالة ساحل غزة هذا الشهر لتسليم المساعدات بحرا.

مصالح إيران الخاصة

في المقابل، أدى دعم إيران لميليشياتها، بما في ذلك حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن، إلى تأجيج الاحتجاجات الشعبية منذ أواخر العام 2019، ولقد عبر الشعب الإيراني خلالها عن غضبه من أولويات النظام الموضوعة في غير محلها.

فقد أدى سوء الإدارة الاقتصادية وتخصيص أجزاء كبيرة من الموازنة لتمويل الحرس الثوري وأنشطته المزعزعة للاستقرار في المنطقة، إلى ارتفاع ضخم في الأسعار وانهيار قيمة العملة الوطنية مقابل الدولار.

وأوردت إذاعة أوروبا الحرة أن المحتجين رددوا خلال تظاهرات عام 2020 هتافات مثل "غادروا سوريا، فكروا فينا" و"لا لغزة ولا للبنان، أضحي بحياتي من أجل إيران"، في مؤشر واضح على غضبهم من النظام.

وبالإضافة إلى تأثيرها على الإيرانيين، فقد أدت أنشطة الحرس الثوري المزعزعة للاستقرار إلى نشر الفوضى في المنطقة بأسرها.

فالمسيرات والصواريخ التي كان الحوثيون يستخدمونها في مهاجمة الشحن في البحر الأحمر منذ تشرين الثاني/نوفمبر مرتبطة هي الأخرى بإيران. وبالمثل، تقوم إيران بتهريب الأسلحة إلى حزب الله بحرا عبر الموانئ السورية.

وقال مراقبون إن الحرس الثوري الإيراني متهم بتوجيه ودعم عمليات تهريب المخدرات من خلال ميليشياته التي تستخدم الأرباح الضخمة من تهريب المخدرات في شراء الأسلحة وتمويل أنشطتها.

وأكدوا أنه عبر إضعاف النسيج المجتمعي في بلدان المنطقة وإمداد الميليشيات التي تدعمها إيران بالأسلحة، يسعى النظام الإيراني لتعزيز سياساته التوسعية في منطقة الشرق الأوسط.

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *

لقد قدمت تعليقا فحذفتموه لماذا لانه حقيقه لتخفوا عدوانيتكم الانسانيه اتجاه شعوب العالم وصناعتكم للحروب وهي لم تعجبكم. اجعلوا صفحاتكم حره لتكونوا صادقين

ان أمريكا وربيبتها إسرائيل والغرب هم قتلة الانسانيه وهم صناع الحروب والأزمات الانسانيه بين شعوب العالم وهم مصاصي دماء وحقوق الشعوب الإرهاب في العالم صناعه غربيه امريكيه صهيونية بامتياز لزعزعة استقرار الشعوب ولتسهيل السيطره عليها لتدخل إليها تحت مسميات مساعدات انسانيه وغيرها وهذه المساعدات تكون قد سرقتها من دول اخرى

كرار

حبا الله العرب بموقع استراتيجي مهم وبثروات باطنية أهم وإمكانيات طبيعية وبشرية وانهار ومناخ ممتاز للزراعة مما جعلها محل اطماع المستعمرين ولو اتحد العرب وتشابكوا بدل اشتباكاتهم البينية لكانوا الدولة الأقوى عالميا ولما أُفسح المجال لأي أجنبي باختراقنا والعبث بأمننا القومي

مقال ممتاز جدا

نتمنى من الولايات المتحده الامريكيه وغيرها من الدول الداعمه على حسب قولهم ان يتركوا دول الشرق الاوسط وخاصه لبنان وسوريا واليمن والعراق هذه الدول معها مقدرات اقتصاديه و لديها من الثروات ما يخليها اغنى من السعوديه بس يرفعوا ايدهم وارجلهم هاولائى الداعمين ويتركوا ايران وشأنها ايران اتخذت وما زالت بعبع ووسيلة أمريكا للسيطره على منافذناومياهنا الإقليمية والدوليه والنفوذ والسيطره على ثروات هذه الدول بطرق استعماريه جديده وماتعانى افريقيا من حروب وفقر ببعيد نتمنى لدول الشرق الاوسط ان ينتبهوا للحامى الغازى المستعمر الجديد وان شاء الله زوال حامى الحمى يشتى حامى ولله فى سننه شأن

عاش إيران

ايران.رتخسر.المعركه.انشاء.الله

يلعن ابو السياسه .. انا مالي ومال السياسه .. احنا يدوب نشتغل عشان نعيش .. خللونا في حالنا .. ربنا يستر عليكم و علينا .
الله على الظالم

انا جامعي سوري رومانسي رياضي رشيق أنيق وجذاب واخاف الله حنون 48ارغب بالسعوديه التي تطلب زوج حنون انا موافق

هاذاا جميلل

نعم.ايران.دولة.احتلال