حقوق الإنسان

الحرس الثوري الإيراني يفاقم النزاعات العشائرية بدير الزور

زرعت الميليشيات الخاضعة لإيران الخلافات بين عشائر دير الزور عبر عرقلة عمليات الصلح التي استخدمتها هذه العشائر لحل النزاعات.

جلسة صلح عشائرية عقدت في محافظة دير الزور في آذار/مارس 2023. [نهر ميديا]
جلسة صلح عشائرية عقدت في محافظة دير الزور في آذار/مارس 2023. [نهر ميديا]

سماح عبد الفتاح |

قال ناشطون إن الميليشيات الخاضعة للحرس الثوري الإيراني تعرقل جهود الصلح العشائرية في المناطق التي تسيطر عليها بدير الزور، بهدف إبقائها في حالة توتر دائمة.

وتنخرط عائلات وعشائر دير الزور بصورة منتظمة في خلافات من مختلف الأنواع، حسبما ذكر الناشط الإعلامي أيهم العلي وهو من البوكمال في حديث للفاصل.

وأوضح أنه يتم حل هذه الخلافات عادة بعقد جلسة صلح بوجود الوجهاء والكبار من الطرفين، حيث يتم التوصل الى اتفاق بعيدا عن المحاكم أو القنوات الحكومية.

وقال إنه منذ فترة عادت إلى الواجهة قضية ثأر قديم بين عائلتي السطم وحسين العلي، "ما أدى إلى وقوع اشتباكات مسلحة عنيفة [وقاتلة] في عدة مناطق من ريف دير الزور الشرقي والبوكمال".

وأكد أن الميليشيات الخاضعة للحرس الثوري منعت انعقاد جلسة صلح بين الطرفين في مطلع شهر أيار/مايو بحجة عدم الحصول على موافقة مسبقة من السلطات الأمنية.

فمنع ذلك الطرفين من حل خلافهما وأدى إلى استمرار التوتر بين العائلتين.

ولفت العلي إلى ذلك حصل سابقا، وأنه أحيانا تتم الموافقة شرط حضور ممثلي الميليشيات خلال الجلسة للإيحاء بأنها وراء المصالحة.

وقال إن "هذا أسلوب متبع من الميليشيات لإبقاء الوضع الأمني متوتر في المنطقة لإحكام سيطرتها الأمنية ولزيادة الضغط على المدنيين لإجبارهم أما على مغادرة المنطقة وبيع ممتلكاتهم بأسعار متدنية أو للضغط عليهم للانضمام لصفوفهم".

فرض صعوبات على المدنيين

وبدوره، قال الناشط جميل العبد، وهو من دير الزور، للفاصل إن الميليشيات اتخذت تدابير متعددة لإبقاء المجتمع المدني تحت سيطرتها.

وأوضح أن ذلك يشمل المضايقة وتقييد تحركات الناس ووصولهم إلى أراضيهم، ما يقضي بالتالي على مصادر دخلهم.

وأوضح أن ذلك يترك سكان المنطقة أمام خيار صعب. فعليهم إما الانضمام إلى تلك الميليشيات أو الفرار من المنطقة وبيع ممتلكاتهم بأسعار متدنية.

وفي هذه الأثناء، لا تبذل الميليشيات أي جهد لتأمين المنطقة حيث العشائر المحلية مدججة بالسلاح وغالبا ما تنشأ صراعات.

وتابع العبد أنه "مع كثرة الخلافات المستجدة والقديمة، فإن أي خلاف بين طرفين قد يتحول إلى معركة بالأسلحة بينهما".

وأضاف "تقف الميليشيات موقف المتفرج دون أي تدخل منها على الإطلاق".

وأشار إلى أن الميليشيات تعمل أيضا على إحداث "تغيير ديموغرافي كبير في المنطقة" عبر استقدام عائلاتها وتوطينها في سوريا.

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *