أمن

الأسلحة الإيرانية تجتاح الضفة الغربية وتعزز قدرات المسلحين

حذر محللون من أن عملية التهريب تهدد بإثارة شبح الحرب الحالية بين إسرائيل وحماس وتشكل تهديدا متزايدا للمنطقة.

أطفال يشاهدون حركة حماس الفلسطينية وهي تعرض صواريخ ومسيرة عسكرية خلال معرض نظمته كتائب عز الدين القسام أي الجناح العسكري لحماس، بمناسبة الذكرى 35 لتأسيس الحركة المسلحة في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة في 9 كانون الأول/ديسمبر. [محمد عابد/وكالة الصحافة الفرنسية]
أطفال يشاهدون حركة حماس الفلسطينية وهي تعرض صواريخ ومسيرة عسكرية خلال معرض نظمته كتائب عز الدين القسام أي الجناح العسكري لحماس، بمناسبة الذكرى 35 لتأسيس الحركة المسلحة في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة في 9 كانون الأول/ديسمبر. [محمد عابد/وكالة الصحافة الفرنسية]

فريق عمل الفاصل |

دأبت إيران وحلفاؤها على تهريب الأسلحة إلى الضفة الغربية في محاولة منها لتعزيز القدرات العسكرية الفلسطينية قبل فترة طويلة من قيام مسلحي حماس بشن هجوم مفاجئ داخل إسرائيل من قطاع غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر، وفقا لمسؤولين أمنيين إقليميين ومحللين استخباراتيين.

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال يوم الأربعاء، 25 تشرين الأول/أكتوبر، أنه "من خلال شبكة من الميليشيات الموالية، أنشأت طهران ممرا بريا عبر العراق وسوريا إلى لبنان، وعبر الأردن إلى الضفة الغربية، ما سمح لها بنقل القوات والمعدات والأسلحة إلى حلفائها في بلاد الشام".

ووفقا لمسؤول أمني أردني كبير، توسعت شبكات المهربين هذه بمساعدة الحكومة السورية والميليشيات المدعومة من إيران مثل حزب الله اللبناني.

وقال المسؤول إن الجزء الأكبر من الأسلحة الإيرانية المهربة تذهب إلى الضفة الغربية وخاصة إلى حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، وهي جماعة مسلحة متحالفة مع حماس.

جنود مصريون يتفقدون نفق تهريب في مدينة رفح الحدودية على الحدود مع قطاع غزة الذي تديره حماس في 4 تشرين الثاني/نوفمبر 2014. وغالبا ما تستخدم هذه الأنفاق لتهريب الأسلحة والمسلحين بين غزة ومصر. [محمد الشربيني/وكالة الصحافة الفرنسية]
جنود مصريون يتفقدون نفق تهريب في مدينة رفح الحدودية على الحدود مع قطاع غزة الذي تديره حماس في 4 تشرين الثاني/نوفمبر 2014. وغالبا ما تستخدم هذه الأنفاق لتهريب الأسلحة والمسلحين بين غزة ومصر. [محمد الشربيني/وكالة الصحافة الفرنسية]

وأضاف أن الأسلحة المهربة إلى الأردن تشمل ألغاما مضادة للأفراد إيرانية الصنع وبنادق هجومية من طراز إم 4 ومادة تي إن تي ومتفجرات أخرى ومسدسات.

طرق التهريب

وذكرت الصحيفة أن الأسلحة المخبأة في شاحنات تقطع مئات الأميال وتعبر 4 حدود وطنية على الأقل. وتعبر الشاحنات الحدود عبر المعابر الحدودية الرسمية أو عبر حدود يسهل اختراقها على طول مساحات صحراوية شاسعة.

وتستخدم أيضا المسيرات لجلب الأسلحة وقد عثر عملاء أردنيون في شباط/فبراير على أول مسيرة قادمة من سوريا وكانت تحمل 4 قنابل يدوية.

فتعد المسيرات التجارية التي يتم شراؤها عبر الإنترنت منخفضة السعر نسبيا وسهلة التشغيل ويصعب اكتشافها. ويمكنها حمل بندقيتين هجوميتين، وفقا لمسؤول أمني أردني آخر مسؤول عن مراقبة الحدود السورية.

أما رحلات الطيران السرية، فتشكل هي الأخرى طريقة أخرى لتهريب الأسلحة.

واستغلت إيران الحاجة إلى المساعدات في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب شرقي تركيا وسوريا في مطلع شباط/فبراير.

فبعد الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة، قام قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني بزيارة مدينة حلب السورية، تحت ذريعة الإشراف على توصيل المساعدات.

وسافر قاآني إلى سوريا على متن طائرة مملوكة لشركة ماهان إير الخاضعة لعقوبات أميركية على خلفية نقلها مسلحين وأسلحة من إيران إلى سوريا.

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال "بعد فترة وجيزة من زيارة قاآني، بدأت شركة الطيران في نقل كميات كبيرة من الأسلحة إلى سوريا تحت ستار تقديم المساعدات، وفقا لعنصر بوكالة المخابرات المركزية [الأميركية] في المنطقة ومستشار لدى الحكومة السورية ومسؤول أمني أوروبي".

وأعلن الجيش الإسرائيلي العام الماضي عن "ارتفاع كبير" في المحاولات المكتشفة لتهريب الأسلحة والمخدرات إلى إسرائيل من الأردن ومصر.

وقد دقت شركة استخبارات خاصة لها علاقات بالشرطة ووكالات المخابرات الإسرائيلية باسم تيرورجانس غلوبال، ناقوس الخطر مرة أخرى قبل أيام قليلة من هجوم حماس.

وقالت في 4 تشرين الأول/أكتوبر إنه "في الأشهر الأخيرة، لاحظت إسرائيل ارتفاعا ملحوظا في أنشطة تهريب الأسلحة التقليدية".

وأضافت أن قوات الحدود الإسرائيلية صادرت ألغاما مضادة للأفراد مصنعة في إيران وروسيا كانت قادمة عبر طرق التهريب التي تمر بالأردن ويستخدمها حزب الله اللبناني.

وذكرت شبكة إن بي سي نيوز أن حماس لديها أيضا شبكة أنفاق تربط غزة بمصر وتستخدمها لتهريب البضائع التجارية والأسلحة.

ويبلغ عمق بعض الأنفاق 18 مترا تحت الأرض.

’عبء هائل‘

وذكرت وول ستريت جورنال أن عملية التهريب تهدد بإثارة شبح الحرب الحالية بين إسرائيل وحماس، وتشكل تهديدا متزايدا للمنطقة وخصوصا للأردن.

وقال عامر السبايلة مؤسس مركز لغات الأمن البحثي لمكافحة الإرهاب في عمّان، "تريد إيران تحويل الأردن إلى منطقة عبور للأسلحة المتجهة إلى إسرائيل. لكن أخشى من احتمال أن تستخدم الأسلحة في الأردن أيضا".

ويعمل الحلفاء الإقليميون على إحباط عمليات التهريب.

وتشكل هذه المهمة تحديا كبيرا وأولوية قصوى للأردن.

فإن الحدود الطويلة للمملكة مع سوريا غير محمية إلى حد كبير على الجانب السوري بسبب عدم التعاون مع حكومة بشار الأسد، كما أن حدودها مع إسرائيل غير محمية بسياج مناسب. ويتشارك الأردن أيضا الحدود مع الضفة الغربية.

وقامت القوات الأردنية هذا العام بـ 9 عمليات مصادرة لأسلحة على الحدود، مقارنة بـ 7 في عام 2022 و21 في عام 2021، وفقا للمسؤول الأمني الأردني الكبير.

وقال رئيس محكمة أمن الدولة الأردنية الأسبق محمد عفيف "يلعب الأردن دورا محوريا في منع تهريب المخدرات والأسلحة. إنه عبء هائل علينا".

وأحبطت الشرطة الإسرائيلية بين مارس/آذار 2021 ونيسان/أبريل 2023 ما لا يقل عن 35 محاولة تهريب من الأردن وصادرت أكثر من 800 قطعة سلاح، وفقا لمعهد واشنطن البحثي.

وفي تموز/يوليو، نفذت القوات الإسرائيلية هجوما واسع النطاق على الضفة الغربية، مستهدفة منشآت مسلحة ومستودعات أسلحة في جنين هي تابعة لحركتي الجهاد الإسلامي وحماس الفلسطينيتين.

وتمكنت خلال العملية من مصادرة نحو ألف قطعة سلاح ومئات العبوات الناسفة. وقامت القوات الإسرائيلية بتفكيك 6 منشآت لصنع القنابل.

وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن "الإيرانيين يبذلون الكثير من الجهود لإشعال جميع الساحات، في الشمال والضفة الغربية على حد سواء". وأضاف أن "الجيش الإسرائيلي يعزز قواته وهو مستعد لكل الاحتمالات".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *