سياسة

الرياض تستضيف الحوثيين لإجراء محادثات حول إنهاء الحرب في اليمن

أدت الحرب في اليمن إلى مقتل مئات الآلاف ونزوح الملايين من ديارهم، وتسببت في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

يجري مجلس التعاون الخليجي بدوله الست مباحثات حول حرب اليمن في العاصمة السعودية الرياض يوم 30 آذار/مارس 2022. [فايز نور الدين/وكالة الصحافة الفرنسية]
يجري مجلس التعاون الخليجي بدوله الست مباحثات حول حرب اليمن في العاصمة السعودية الرياض يوم 30 آذار/مارس 2022. [فايز نور الدين/وكالة الصحافة الفرنسية]

فريق عمل الفاصل ووكالة الصحافة الفرنسية |

الرياض -- وصل حوثيو اليمن المدعومون من إيران إلى الرياض في وقت متأخر من يوم الخميس، 14 أيلول/سبتمبر، في أولى زياراتهم العلنية منذ بداية الحرب اليمنية، ما عزز الآمال بتحقيق تقدم نحو إنهاء الصراع.

ونقلت طائرة عُمانية تحمل وفدا حوثيا يتألف من 10 أعضاء وخمسة مسؤولين من السلطنة التي كانت وسيطا في الصراع، نقلت الوفد إلى العاصمة السعودية للقيام بما وصفها مسؤول حوثي بأنها زيارة ستستمر مدة خمسة أيام.

وتأتي المباحثات التي أعلن عنها قبيل ساعات من وصول الوفد للرياض، بعد خمسة أشهر من عقد مسؤولين سعوديين مباحثات في صنعاء.

انطلقت شخصيات حوثية بارزة من صنعاء، التي استولت عليها الجماعة المدعومة من إيران في انقلاب نفذ في أيلول/سبتمبر 2014، ما دفع تحالفا عربيا بقيادة السعودية لشن هجوم دعما لحكومة اليمن الشرعية في شهر آذار/مارس التالي.

سجناء حوثيون يمنيون سابقون يتجمعون بعد النزول من طائرة تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر لدى وصولهم إلى العاصمة صنعاء يوم 16 نيسان/أبريل. أطلقت جماعة الحوثي والقوات الحكومية سراح عشرات السجناء يوم 16 نيسان/أبريل لإكمال عملية تبادل للسجناء استمرت 3 أيام شملت نحو 900 سجين وتعزيز آمال إنهاء الحرب الأهلية التي طال أمدها. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]
سجناء حوثيون يمنيون سابقون يتجمعون بعد النزول من طائرة تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر لدى وصولهم إلى العاصمة صنعاء يوم 16 نيسان/أبريل. أطلقت جماعة الحوثي والقوات الحكومية سراح عشرات السجناء يوم 16 نيسان/أبريل لإكمال عملية تبادل للسجناء استمرت 3 أيام شملت نحو 900 سجين وتعزيز آمال إنهاء الحرب الأهلية التي طال أمدها. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]
سلطان عمان هيثم بن طارق (إلى اليمين) يلتقي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مسقط يوم 12 أيلول/سبتمبر. لعبت سلطنة عُمان دورا رئيسا كوسيط بين الأطراف المتحاربة في اليمن. [وكالة الأنباء السعودية]
سلطان عمان هيثم بن طارق (إلى اليمين) يلتقي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مسقط يوم 12 أيلول/سبتمبر. لعبت سلطنة عُمان دورا رئيسا كوسيط بين الأطراف المتحاربة في اليمن. [وكالة الأنباء السعودية]

وأدى القتال اللاحق إلى مقتل مئات الآلاف وإجبار الملايين على النزوح من ديارهم، ما تسبب في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم في بلد يعاني بالفعل من عقود من الصراع والاضطرابات.

وقالت قناة الإخبارية التلفزيونية الحكومية السعودية، إن المباحثات تهدف إلى "التوصل لحل سياسي شامل في اليمن".

وأضافت القناة أن "المملكة تستضيف وفدا مفاوضا يمثل المكون اليمني الحوثي، وذلك بهدف استكمال المباحثات الرامية لإيجاد حل سياسي ووقف شامل لإطلاق النار والانتقال من مرحلة النزاعات إلى الاستقرار".

من جهتها، رحبت الحكومة اليمنية التي يقع مقرها في عدن بالمباحثات و"بكل المبادرات التي تهدف لتحقيق سلام عادل وشامل".

وقالت في بيان إن "الحكومة اليمنية ترحب بالجهود ... الهادفة لدفع المليشيات الحوثية نحو التعاطي الجاد مع دعوات السلام وتخفيف المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني".

بدورها، ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، أن الرياض "وجهت دعوة لوفد من صنعاء لزيارة المملكة" لاستكمال النقاشات التي أجريت في صنعاء في نيسان/أبريل.

هذا وما يزال وقف إطلاق النيران صامدا وقد تم التوصل إليه بوساطة الأمم المتحدة واستمر ستة أشهر وانتهى سريانه في تشرين الأول/أكتوبر الأول. لكن الخطوات نحو السلام كانت بطيئة منذ مغادرة الوفد السعودي صنعاء منذ خمسة أشهر دون التوصل لاتفاق.

'من الغرف الخلفية إلى صالة المنزل'

هذا ولعبت سلطنة عمان دورا حيويا كوسيط في الصراع، حيث التقى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مؤخرا مع السلطان العماني هيثم بن طارق في طريق عودته من قمة الدول العشرين في الهند.

من جانبه، كتب علي القحوم عضو المجلس السياسي الحوثي على موقع إكس (تويتر سابقا)، أن "التفاؤل قائم في نجاح الوساطة والجهود العمانية لتحقيق السلام في اليمن".

من جهته، وصف رئيس مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية ماجد المذحجي الزيارة بأنها "أشبه بنقل العلاقة بين الحوثيين والسعودية من الغرف الخلفية إلى صالة المنزل".

وأضاف أنه عبر إجراء المباحثات في الرياض، فإن كلا الجانبين "يقومان بشرعنة هذه العلاقة ومنحها دفعا إضافيا".

وتابع "على الصعيد السياسي، هي خطوة متقدمة لإنهاء الدور المباشر للسعودية في اليمن وإقرار الحوثيين بدورها كوسيط"، إلى جانب كونها أحد أطراف النزاع.

تفاؤل حذر بالسلام

وفي آذار/مارس الماضي، أعلنت المملكة العربية السعودية وإيران عن تقارب مفاجئ بعد سبعة أعوام من قطع العلاقات بينهما.

وأنعش الاتفاق الآمال بشأن إنهاء الحرب في اليمن، مع أن المحللين قالوا إنه لم يتضح بعد ما إذا كانت إيران ستلتزم بعد بهذه العملية بطريقة مجدية أم لا.

وتتضمن مطالب الحوثيين دفع رواتب موظفيهم المدنيين من قبل الحكومة اليمنية النازحة وتدشين وجهات جديدة لمطار صنعاء.

وفي أيار/مايو العام الماضي، أقلعت رحلات تجارية من مطار صنعاء للمرة الأولى في ستة أعوام مع إعادة فتح بلاد التحالف العربي لمجالها الجوي، وفي شهر نيسان/أبريل الماضي، تم تبادل نحو 900 سجين في صفقة تبادل للسجناء لبناء الثقة.

وتأتي الخطوات الأولية للأطراف المتحاربة نحو السلام في وقت ما يزال فيه اليمن غارقا في الفقر، حيث يحتاج 75 بالمائة من السكان لمساعدات إنسانية.

وقالت وكالات الأمم المتحدة و91 منظمة دولية ويمنية غير حكومية يوم الخميس، إن 21.6 مليون نسمة يحتاجون مساعدات إنسانية، مطالبين بالمزيد من التمويل.

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *