أمن
العراق يقاوم تهريب إيران للأموال إلى حزب الله
أشار تقرير جديد إلى معلومات تفيد بأن إيران تنقل الأموال برا عبر العراق للتخفيف من الأزمة المالية التي يواجهها حزب الله، إلا أن مقاومة المسؤولين العراقيين أعاقت محاولة تهريب واحدة على الأقل.
![أنصار حزب الله على متن سيارات ودراجات نارية خلال مظاهرة نظمت في الضاحية الجنوبية لبيروت ضد دعم الحكومة اللبنانية خطة نزع السلاح في 8 آب/أغسطس. [فاضل عيتاني/نورفوتو عبر وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/09/15/51930-hizbullah_leb-600_384.webp)
أنس البار |
تحدثت معلومات عن قيام النظام الإيراني بمحاولة مساعدة حزب الله على التعامل مع الضغوط المالية من خلال تهريب المال إليه برا عبر العراق.
وكشف تقرير لصحيفة الشرق الأوسط يوم 5 أيلول/سبتمبر عن إحدى هذه المحاولات عبر منفذ القائم الحدودي بين العراق وسوريا.
ولكن رفض مسؤول عراقي كبير التجاوب مع طلب من كيان إيراني نافذ لتقديم تسهيلات لتمرير شحنة كبيرة من المال، حسبما أكدت الصحيفة.
وكان من المفترض أنه بمجرد عبور الأموال المنفذ، يتولى مهربون نقلها للحزب اللبناني عبر الأراضي السورية حيث أقام الإيرانيون علاقات وثيقة مع شبكات تهريب محلية.
رفض بغداد
ويعكس رفض بغداد مقاومتها مساعي إيران للمساس بسيادة العراق وجره لحروب بالوكالة واستغلال موارده وأراضيه لإشعال الصراعات المهددة لأمن المنطقة.
ويولي هذا الموقف العراقي الحاسم الأولوية لمصالح البلاد في وقت تواجه فيه إيران ضغوطا دولية متصاعدة لإيقاف تمويلها الأذرع وإنهاء دعمها العسكري لها، وفي مقدمتهم حزب الله الذي يشتد الخناق عليه ماليا وتتضاءل قدرته على النهوض من ركام الحرب.
هذا ويمضي الجيش اللبناني قدما مع تنفيذ خطة لنزع سلاح الحزب الذي تدعمه إيران.
وفي هذه الأثناء، يعمل النظام الإيراني سرا لمجابهة هذه الجهود بتصعيد عمليات تمويل الحزب وضمان استمراريته والاستفادة منه لزعزعة السلام والأمن الإقليميين.
وفي هذا السياق، قال مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية غازي فيصل حسين لموقع الفاصل إن الدعم المالي الإيراني يهدف لتمكين حزب الله من "الوقوف على قدميه مجددا".
وأضاف أنه يهدف أيضا "لاستعادة قوته العسكرية كأحد أهم الأذرع المسلحة التي تستخدمها طهران في إطار إستراتيجيتها للتدخل بشؤون الدول وإخضاع أنظمتها للولي الفقيه".
وأوضح أن جهود النظام مصممة "لمنع تجريد الحزب من أسلحته لضمان وجوده كأداة فعالة في تأجيج الصراعات مستقبلا وزج لبنان وكل بلدان المنطقة فيها".
قنوات سرية
وكان النظام الإيراني قد سعى سابقا لتغذية حزب الله بالمال العراقي من خلال قنوات سرية، بما في ذلك تحويلات مصرفية وإدارة أنشطة اقتصادية غير مشروعة.
وقد لعبت مصارف عراقية مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني دورا في تسهيل هذه التحويلات إلى أن قامت الولايات المتحدة بتجميد أصولها وفرض قيود على تعاملاتها المالية.
وأشار حسين إلى "خطورة ما تقوم به إيران من أفعال مضرة باقتصاد العراق وبأمنه القومي عبر استغلال أمواله في تغذية ميزانية حزب الله وجعل أراضيه ممرا للدعم والتسليح".
وأكد أن "هذا يشكل بالتالي عائقا أمام مساعي المجتمع الدولي نحو محاسبة حزب الله وتقييد أنشطته المؤذية".