أمن
العراق يشدد إجراءاته للحد من تهريب المخدرات عبر الحدود
تعمل السلطات العراقية جاهدة لمنع استخدام البلاد كمعبر إقليمي لتجارة المخدرات.
أنس البار |
حققت السلطات العراقية تقدما ملموسا في الحد من تهريب المخدرات عبر الحدود في السنوات الأخيرة، ولا سيما في إيقاف تدفق الكبتاغون من سوريا التي أصبحت الجهة المنتجة الرئيسية للمنشط الشبيه بالأمفيتامين.
ويتم تهريب الكبتاغون من جنوب سوريا حيث أنشأ حزب الله اللبناني عددا من المصانع لإنتاج المخدرات، إلى دول الخليج عبر العراق والأردن بتسهيل من ميليشيات عراقية مرتبطة بإيران.
وتم تفكيك العديد من شبكات تهريب المخدرات الدولية، فيما ازدادت كمية الكبتاغون التي ضبطتها السلطات العراقية بمقدار ثلاثة أضعاف على مدار العامين الماضيين، بحسب تقرير للأمم المتحدة صدر يوم 22 تموز/يوليو.
والعام الماضي، ضبطت السلطات العراقية رقما قياسيا بلغ 24 مليون حبة كبتاغون.
ويحذر تقرير الأمم المتحدة من أن العراق معّرض لأن يصبح معبرا لشبكات تهريب المخدرات التي تنشط عبر الشرق الأوسط وخاصة عبر سوريا.
وفي هذا السياق، قال مصدر رسمي في وزارة الداخلية العراقية للفاصل شريطة عدم الكشف عن هويته إن تأمين الحدود مع الجانب السوري وبقية بلدان الجوار يمثل "أولوية قصوى" في خطط البلاد لمكافحة خطر المخدرات.
وأوضح أن المخدرات "تهديد عابر للحدود"، مضيفا أن وزارته تبذل من خلال قوات الحدود ومديرية شؤون المخدرات قصارى جهودها لإقفال ممرات المهربين والقضاء على تجار المخدرات.
ويسعى العراق لاعتراض أنشطة التهريب عبر حدوده مع سوريا بواسطة حواجز إسمنتية وأجهزة مراقبة، من بين تدابير أخرى.
وقال المصدر "قطعنا شوطا طويلا وسنواصل التصدي لشبكات التهريب والمتاجرين بالكبتاغون وبمختلف أنواع المخدرات".
’الخناق يشتد‛
من جانبه، أكد مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية غازي فيصل حسين للفاصل على التورط المباشر لشبكات الحرس الثوري الإيراني بالتجارة الإقليمية والدولية للمخدرات.
وأشار إلى سعي هذه التنظيمات الراديكالية لإبقاء تلك التجارة المحرمة، نشطة لأنها مصدر ضخم للأموال لتمويل أنشطتها.
وذكر حسين بأن المخدرات الإيرانية تأخذ طريقها للعراق عبر حدوده الشرقية.
وأضاف بأن الميليشيات لا تسعى فقط لجعل البلاد مستهلكة للمواد المخدرة وإنما معبرا إقليميا ومنتجا رئيسيا لها.
وشدد على أن حزب الله ووكلاء النظام الإيراني ينشطون بتهريب الكبتاغون من سوريا للأردن ومنه لبلدان الخليج للإضرار بأمن المجتمعات العربية والخليجية.
وخلال العام الجاري، فككت قوات الأمن العراقية أكثر من 230 شبكة مخدرات وكان من بينها 27 شبكة دولية تضم حوالي 150 تاجرا عالميا.
وفي 23 تموز/يوليو، تم إلقاء القبض على تاجري مخدرات دوليين كان بحوزتهما أكثر من 85 كيلوغراما من حبوب الكبتاغون.
وفي هذا الإطار، أكد الخبير الأمني فاضل أبو رغيف للفاصل أن العراق يمتلك اليوم منظومة استخبارية وأمنية قادرة على ملاحقة شبكات المخدرات أينما وجدت.
وقال إن "الخناق على المهربين والمتاجرين بالممنوعات يشتد بفضل التحركات والأنشطة الاستباقية ضد أوكارهم"، إلى جانب الخطط المنفذة لضبط الحدود ولا سيما الحدود مع سوريا.
وأضاف أن إجراءات تحصين الحدود العراقية-السورية تشهد "تقدما كبيرا"، كما أن مديرية شؤون المخدرات تحقق نجاحات كبيرة في كبح التجارة الدولية للمواد المخدرة عبر العراق.
وكان رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني قد ذكر خلال لقاء عقد في بغداد مع مسؤولين إقليميين لمناقشة التعاون في مجال مكافحة آفة المخدرات، أن المخدرات "عامل أساسي من عوامل عدم الاستقرار في المنطقة".
وشدد قائلا "سندعم كل جهد" يهدف للقضاء على تجارة المخدرات وتقديم مرتكبيها للعدالة.