أمن
الملاحقات المتواصلة توصل تنظيم داعش إلى الانهيار
تركت العمليات المشتركة مع التحالف الدولي تنظيم داعش في مواجهة انهيار في هيكليته.

سماح عبد الفتاح |
كثفت قوات مكافحة الإرهاب السورية بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة حملتها ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) خلال الأشهر الأخيرة، حيث نفذت عشرات المداهمات التي أدت إلى القضاء على قياديين بارزين ومصادرة مخابئ أسلحة وتفكيك شبكات مالية من إدلب إلى دير الزور.
وقال محللون أمنيون إن الحملة قلصت خيارات التنظيم المتطرف ودفعته إلى حد أكبر نحو الانهيار.
وفي 20 تموز/يوليو اعتقلت القوات المدعومة من التحالف أحمد الطالب، وهو قيادي رفيع في دير الزور كان يحضر لاستهداف المدنيين وقوى الأمن بسيارة مفخخة.
وأوردت وكالة نورث برس أنه تم تفكيك السيارة بدون سقوط ضحايا.
وبعد أسابيع من ذلك، اعتقلت القوات قياديا رفيعا في داعش بمدينة الحسكة بتاريخ 6 آب/أغسطس، ثم اعتقلت شخصين يشتبه بارتباطهما بتهريب أسلحة عند فجر اليوم التالي في منطقة حوايج ذيبان بمحافظة دير الزور.
وفي 11 آب/أغسطس، تم اعتقال عنصرين في بلدة الهول بتهمة إدارة الشبكات المالية واللوجستية للتنظيم، بحسب ما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وفي هذه الأثناء، شنت مروحيات التحالف في شمالي غربي سوريا هجوما جويا نادرا في مدينة أطمة بمحافظة إدلب في 20 آب/أغسطس واعتقلت المواطن العراقي أبو حفص القرشي الذي وصف بأنه من أبرز مجندي المقاتلين الأجانب لدى داعش.
وقال المرصد إنه تم كذلك اعتقال عدد من النساء الأجنبيات على صلة بالتنظيم في المنزل الذي تمت مداهمته، ولكن لم يتضح ما إذ تم ذلك على يد القوات الأمنية المحلية أو قوات التحالف.
تفكيك منسق
وتأتي هذه العمليات في إطار حملة أوسع ضربت قيادة التنظيم وبنيته التحتية عبر عدة محافظات خلال العام الجاري.
ووثق المرصد 45 عملية مشتركة منذ كانون الثاني/يناير، أدت إلى مقتل 11 متطرفا واعتقال 92 آخرين.
وتشمل الاعتقالات قيادات عسكرية وموزعي أسلحة ومجندين اعتقدوا أنه بإمكانهم استغلال انعدام الاستقرار الإقليمي للظهور مجددا.
وأسفرت العمليات في محافظتي الرقة و الحسكة عن اعتقال شخصيات بارزة وممولين أساسيين، في حين استهدفت المداهمات بدير الزور الخلايا النائمة والشبكات النشطة التي تخطط لاغتيالات وتفجيرات.
وأظهرت الضربات المدعومة من التحالف الدولي في إدلب وحلب أكثر فأكثر أنه لم يعد هناك ملاذ آمن سواء داخل أو خارج المعاقل التقليدية لداعش.
وتدل البيانات على أن تنظيم داعش الذي كان سابقا قادرا على تنسيق هجمات بمختلف أنحاء البلاد، تم تقليص أنشطته اليوم لتقتصر على كمائن عشوائية ومخططات متفرقة تعطلها مداهمات قوات مكافحة الإرهاب.
وقد تم اختراق قنوات اتصالات التنظيم وكشف قياداته بصورة دورية والقضاء على قدرته على حماية عناصره.
وأشار المرصد وتقارير إعلامية محلية إلى أنه كلما زاد عدد القيادات التي تم اعتقالها أو قتلها، تفكك التنظيم إلى خلايا منفصلة لا قدرة لها على تنفيذ أنشطة منسقة.
وتؤكد الأدلة على أن مصير أي شخص ينضم إلى داعش اليوم هو الاعتقال أو الموت.
ومع شمل المداهمات المدعومة من التحالف المدن والصحاري والمناطق الحدودية، تقوم قوات مكافحة الإرهاب بتفكيك التنظيم خلية بعد خلية في حملة يقول محللون إنها تضمن أن فلول التنظيم ستواجه مصيرا واحدا: هو الهزيمة.