أمن
غارة للتحالف الدولي توجه ضربة قاسية للقيادة المتطرفة في سوريا
استهدفت عملية نفذت بمروحية قبل الفجر في شمالي غربي سوريا مسؤولين بداعش في إطار الحملة المتواصلة التي يشنها التحالف الدولي لتفكيك الهيكل القيادي للتنظيم.
![أطفال يجلسون في شاحنة أمام منزل بأطمة في سوريا، حيث نفذت غارة للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة أدت إلى مقتل قيادي عراقي بداعش في 20 آب/أغسطس. [عبدالعزيز كتاز/وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/09/02/51741-syria-atmeh-house-600_384.webp)
نور الدين عمر |
قال خبراء لموقع الفاصل إن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بات ظل ما كان عليه سابقا مع تفكك قيادته وتراجع قدرته العملياتية إلى حد كبير.
وأضافوا أن قوات التحالف الدولي نفذت ضمن جهودها المتواصلة لتفكيك التنظيم المتطرف عملية قبل الفجر شملت إنزال قوات من المروحيات في مدينة أطمة السورية بالقرب من الحدود التركية.
واستهدفت العملية التي جرت في 20 آب/أغسطس شخصيات رفيعة في القيادة المنهارة للتنظيم، وكانت هذه خطوة قال الخبراء عنها إنها تسلط الضوء على الضغط المتواصل الممارس على فلول داعش حول العالم.
وأورد المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه تم خلال العملية اعتقال مواطن عراقي وقيادي بداعش هو أبو حفص القرشي.
وذكرت وكالة أسوشيتد برس أنه لم يتضح بعد ما إذا كان هذا الأخير القائد الأعلى المعلن عنه مؤخرا لداعش.
وبحسب المرصد، فقد قتل مواطن عراقي آخر.
ونقلا عن وسائل الإعلام الرسمية السورية، فقد حددت وكالة الصحافة الفرنسية هوية القتيل على أنه صلاح نعمان الملقب أيضا بعلي، ويقال إنه "من أخطر المطلوبين على خلفية تورطه في تنشيط وتعبئة خلايا داعش في سوريا".
ولم يؤكد التحالف بقيادة الولايات المتحدة بعد هوية المتطرف المقتول، ولكنه ذكر أنه كان "ممولا رئيسيا خطط لهجمات في سوريا والعراق" و"كانت لديه علاقات عبر شبكة داعش في المنطقة".
وفي هذا السياق، وصف الخبير العسكري جميل أبو حمدان العملية بأنها "ضربة استراتيجية" أدت إلى تصفية "أحد أبرز قياديي داعش الذين كانوا لا يزالون على قيد الحياة".
وبدوره، قال المحلل السياسي عمر حسين إن العملية مهمة من حيث التوقيت والرسالة التي ترسلها.
وأوضح أنها تعيد تأكيد التواجد العسكري المتواصل للتحالف على أنه ضامن للأمن والاستقرار في المنطقة.
فراغ في القيادة
وبحسب أبو حمدان، فقد أُجبر تنظيم داعش على ترقية شخصيات لا خبرة لها إلى مناصب عالية.
وقال "هم مسؤولون من الدرجة الرابعة أو أقل ولكن لم تتم ترقيتهم مؤخرا إلا بعد اعتقال أو مقتل قيادات الدرجة الأولى والثانية والثالثة في عمليات عسكرية".
وأشار أبو حمدان إلى أن "التنظيم بات يفتقر إلى التخطيط الدقيق للعمليات الإرهابية"، لافتا إلى غياب العقول المدبرة الخبيرة بالمجال القتالي.
وتأتي عملية أطمة في أعقاب سلسلة عمليات نفذها التحالف الدولي وأدت بشكل ثابت إلى تفكيك الرتب العليا لقيادة تنظيم داعش.
ففي تموز/يوليو، أدت غارة في محافظة حلب إلى مقتل القيادي في داعش ضياء زوبا مصلح الحرداني ونجليه الراشدين المنتميين أيضا إلى التنظيم.
وأشار الخبراء إلى أن مثل هذه الخسائر تركت التنظيم في وضع هش مع قياديين عديمي الخبرة وغير قادرين على استعادة نفوذ التنظيم السابق.
وفي ظل غياب القياديين المتمرسين، يعاني التنظيم في تنسيق العمليات عبر الحدود أو الحفاظ على شبكات التمويل أو التحفيز على حملات تجنيد واسعة النطاق .
ووصف حسين العملية الأخيرة للتحالف الدولي بأنها "ضربة قاسية للتنظيم الإرهابي"، لا سيما أنها استهدفت قياديين بارزين يعملون على إعادة تشكيل الشبكات في سوريا وخارجها.
وقال "ترسل العملية رسالة ردع مفادها أن أية محاولة لإعادة بنائه ستقابل بإجراء حازم".