أمن
لبنان يوجه ضربة قاصمة لتجارة المخدرات بالمنطقة باستهداف شبكات الكبتاغون
قضى الجيش على ثلاثة من زعماء العصابات في حملة موسعة ضد التجارة التي تمول الجماعات المسلحة الإقليمية.
![الجيش اللبناني يفككك معمل كبتاغون ضخما في اليمونة ببعلبك في 13 تموز/يوليو ويضبط أطنانا من المخدرات والمعدات في المنشأة، بما في ذلك نفق تهريب طوله 300 متر. [قيادة الجيش اللبناني]](/gc1/images/2025/08/25/51661-bekaa-captagon-factory-600_384.webp)
نهاد طوباليان |
بيروت -- وجه الجيش اللبناني مؤخرا ما وصفها خبراء بأنها ضربة قاصمة لشبكات تهريب الكبتاغون التي أمنت أموالا غير مشروعة بالملايين للجماعات المدعومة من إيران وأغرقت المنطقة بمواد مخدرة تعزز الإدمان وتمول الإرهاب.
حيث قتل الجيش ثلاثة من أخطر تجار المخدرات في البلاد خلال مواجهة مسلحة بالقرب من بعلبك في 6 آب/أغسطس.
وأسفرت العملية عن تصفية أبو سلة والسلطان وزعيم عصابة ثالث خلال ملاحقة سيارتهم بمنطقة الشراونة.
وقد وجهت إلى هؤلاء تهما تتعلق بقتل جنود وخطف وتسميم آلاف الشباب اللبناني من خلال تجارة المخدرات، وهذا ما ينهي مطاردة تدوم منذ سنوات طويلة لمجرمين قاموا بترهيب المجتمعات المحلية.
وصرح الجيش اللبناني بأنهم "كانوا من أبرز وأخطر تجار المخدرات"، لافتا إلى أنهم هاجموا مواقع الجيش والدوريات بصورة متكررة.
وقال مسؤولون قضائيون إن أحد المشتبه بهم واجه 115 مذكرة توقيف وكان قد نظم عملية خطف مواطن سعودي في بيروت عام 2023.
وتشكل المواجهة أقوى حملة ينفذها لبنان حتى اليوم ضد الشبكات الإجرامية التي تستغل الحدود غير المحكمة مع سوريا.
وقبل أسابيع قليلة من ذلك، أي في منتصف تموز/يوليو، تعاون الجيش اللبناني مع السلطات العراقية لضبط ما وصفته الخلية الأمنية العراقية بأنه أكبر معمل للكبتاغون في الشرق الأوسط ويقع في منطقة البقاع.
واعتبر خبراء هذه العملية دليلا على التنسيق الإقليمي المتنامي في وجه تجارة المخدرات.
امبراطورية منهارة
يُذكر أن زعماء العصابات الذين تم القضاء عليهم كانوا يعملون ضمن شبكة أوسع حوّلت فيها جهات أكبر مثل حزب الله المناطق الحدودية بلبنان إلى محاور لإنتاج المخدرات وتهريبها.
وقال خبراء لموقع الفاصل إن الحزب المدعوم من إيران بنى أمبراطورية من المعامل والأنفاق التي توفر تمويلا حيويا لعملياته العسكرية.
وفي هذا السياق، قال الخبير الأمني ناجي ملاعب إن هذه المناطق الحدودية تضم معامل كبتاغون "تحظى بحماية حزب الله".
وأضاف أن الحزب حوّل الأراضي اللبنانية إلى سلاح ومنصة انطلاق لصادرات المخدرات.
وتابع "دفع لبنان ثمنا بسمعته بسبب ذلك".
وأشار ملاعب إلى أنه إلى جانب تأثيرها سلبا على صورة البلاد، تقوض هذه الشبكات استقرار لبنان الاقتصادي.
وبحسب محللين إقليميين، تتطلب معالجة هذه الأزمة تفكيك تلك الشبكات ومواجهة معقل حزب الله في المناطق الحدودية.
وبدوره، أوضح الصحافي المتخصص بالشؤون الأمنية يوسف دياب أن تجارة المخدرات تشكل مصدر أساسي "لحزب الله المصنّع ولنظام بشار الأسد المسهل لتهريبها عبر الأراضي السورية".
وأضاف في حديث لموقع الفاصل أن تحركات الجيش عرقلت مصادر التمويل الأساسية للحزب، لا سيما في ظل تقلص الدعم الإيراني جراء العقوبات الدولية.
ووصف دياب العمليات بأنها "مرحلة جديدة" في تخليص سيادة الدولة من سلطة حزب الله الموازية حيث كان الإفلات عن العقاب سائدا.
وقال إن الجيش اللبناني يهدف اليوم إلى تأمين الحدود مع سوريا وإسرائيل وحفظ الأمن الداخلي بوجه الجماعات التي تهدد السلم الأهلي وتفكيك شبكات الجريمة المنظمة التي كان تعمل تحت غطاء حزب الله.