عدالة
"حزب الله" يغض النظر عن وفرة المخدرات والجرائم في معقله ببيروت
الضاحية الجنوبية لبيروت مليئة بالمخدرات والجرائم، لكن "حزب الله" لا يتخذ أي إجراء إلا إذا تعرضت سلطته للتهديد.
بقلم نهاد طوباليان |
قال سكان "الشياح" و"الغبيري" في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل "حزب الله" المدعوم من إيران، إن أحيائهم مليئة بمتعاطي المخدرات والمتاجرين بها وبلعب القمار وهي ممارسات تؤدي إلى معارك بالأسلحة النارية.
وهم يحملون سيطرة "حزب الله" مسؤولية الظروف غير الآمنة، مشيرين إلى أن "الضاحية الجنوبية" للعاصمة لا تتمتع بحماية أمن الحكومة.
هذا وصرّح مصدر لـ "الفاصل" طلب عدم الكشف عن هويته، بأن الضاحية الجنوبية تعجّ بتجار المخدرات.
وتابع "الكبتاغون على وجه الخصوص متاح بسهولة في حيّ السلّم الذي يسيطر عليه "حزب الله"، في حين أن "مشغّلي لعب الميسر عبر الإنترنت ينشطون في الشياح، منطقة نفوذ حركة أمل".
وأشار إلى أن "مهربي وتجّار المخدرات في المنطقة يتحدرون في الغالب من عشائر سهل البقاع القريبة من حزب الله، مضيفا إلى أنهم "يقنعون الشباب في الضاحية بتعاطي المخدرات أو ترويجها، ما يُغذّي دائرة الإدمان والجريمة والعنف".
وعلى الرغم من أنّ حزب الله على علم بالوضع وفي بعض الحالات يعرف هؤلاء التجّار، إلا أنّه فشل في الاستجابة لمناشدات السكان من أجل وقف هذا النشاط غير القانوني، على حد قوله.
واعتبر أيضا أن "كبار الشخصيات في حركة أمل يستفيدون من ألعاب القمار التي يروّجون لها بين الشباب"، لافتا إلى أن "المقامرة أصبحت إدمانا وتدمر حياة الشباب في الضاحية".
الجرائم إلى تزايد
قال منسق جنوبيين من أجل الحرية حسين عطايا "بعد أن تمكن حزب الله من فرض سيطرته الأمنية والعسكرية والاقتصادية على سهل البقاع الشمالي وضبط المعابر غير الشرعية فيه والتي تُستخدم في تهريب البضائع، استطاع بسط هيمنته على الضاحية الجنوبية لبيروت".
ولفت إلى أن "كل الجماعات الشبيهة بالمافيا ومهربي وتُجّار المخدرات، أنشأوا متاجر في الضاحية الجنوبية، ما سهّل انتشار المخدرات بين جميع الفئات العمرية في المنطقة".
وأضاف في حديث للفاصل، "في الوقت نفسه، أدت الظروف غير الآمنة في المنطقة إلى تمكين الناس من حمل السلاح، الأمر الذي أدى بدوره إلى زيادة عمليات الخطف والسطو المسلح وسرقة السيارات والاغتصاب".
إن "وضع الضاحية هو فريد من نوعه في لبنان، فهي معقل لعصابات متورطة في تصنيع وتوزيع المخدرات على أنواعها خصوصا في الليل، كما أنّها مركز لجماعات الجريمة المنظمة"، على حد تعبيره.
وتابع "يعيش سكان المنطقة الخارجة عن القانون في خوف دائم، وهم مدركون أن ثمة أسلحة الفتاكة في أيدي العصابات التي تشتبك حول حصّتها من البضائع المسروقة".
وأضاف عطايا "لا يتدخل عناصر حزب الله للسيطرة على الوضع إلا في حال تهددت سلطة الحزب".
عواقب وخيمة
رأى الناشط السياسي والباحث في مركز أٌمم للتوثيق والأبحاث، أحمد مطر، أن الانفلات الأمني السائد في الضاحية الجنوبية "له عواقب وخيمة على المجتمع والبلاد".
وأشار إلى أن "انهيار الاقتصاد اللبناني وحالة الفوضى الراهنة في الدولة هما عاملان يساهمان في انعدام المساءلة، ما يدفع سكان الشياح إلى المطالبة بإنقاذ حيّهم من الخارجين عن القانون".
وأوضح للفاصل أن "كثرة المخدرات في الضاحية الجنوبية لها عواقب سلبية على مستقبل شباب المنطقة الذين يواجهون خطر تجنيدهم كتجار أو ايقاعهم في الإدمان على المخدرات".
وأفاد مدير منظمة الشباب ضد المخدرات، جوزيف حواط للفاصل، أن مصانع الكبتاغون "تغزو المخيمات المحيطة بالضاحية الجنوبية حيث تُباع فيها المخدرات كالطعام".
"وحزب الله يعرف ذلك لكنه يغض النظر عنها".
ولفت إلى ازدياد أعداد المتاجرين بالمخدرات والمروّجين والمدمنين، مضيفا أنه "حتى الشابات والأمهات أصبحوا على دراية بالمخدرات وأضحوا مدمنين عليها أو يُتجارون بها".
وقال إن "النوادي الليلية هي الهدف الرئيس لتجار المخدرات ومروّجيها، ويتم ذلك عبر العاملين في خدمة ركن السيارات الذين تكون لديهم اتصالات مباشرة مع متعاطي المخدرات".