أمن
ولاء حزب الله لإيران يقوض سيادة لبنان واستقراره
إن مستقبل لبنان بات مهدداً بشكل متزايد بسبب اعتماد حزب الله على إيران، وهو اعتماد يغذي الصراع، ويضعف مؤسسات الدولة، ويعمق الأزمات المستمرة في البلاد.
![حضر أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني (في الوسط)، والسفير الإيراني لدى لبنان، مجتبى أماني (على اليمين)، مجلساً تأبينياً لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 سبتمبر/أيلول 2025. [أنور عمرو/وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/12/16/53075-afp__20250927-600_384.webp)
فريق الفاصل |
تستمر سيادة لبنان واستقراره في التآكل حيث يعطي حزب الله الأولوية للمصالح الاستراتيجية لإيران على حساب رفاهية الشعب اللبناني.
وبينما يصور الحزب نفسه كحركة مقاومة وطنية، فإن أفعاله تخدم بشكل متزايد الأجندة الاستراتيجية لطهران، مما يجر لبنان إلى صراعات ويقوض مستقبله.
إن ادعاء حزب الله بالاستقلال الذاتي يخفي اعتماداً عميقاً على إيران.
فجميع تمويله وأسلحته وتدريبه يأتي من طهران، وهي حقيقة اعترفت بها قيادة الحزب علنا.
وصرح الأمين العام السابق لحزب الله، حسن نصر الله، قائلاً: "ميزانية حزب الله، وكل ما يأكله ويشربه، وأسلحته وصواريخه، تأتي من الجمهورية الإسلامية الإيرانية."
لقد جردت هذه التبعية حزب الله من استقلاليته.
ويتجلى هذا الاعتماد بشكل أوضح في رفض الحزب نزع سلاحه، وهي نقطة خلاف رئيسية داخل لبنان.
لا يزال رفض حزب الله نزع سلاحه من أكثر القضايا إثارةً للجدل في لبنان، ومع ذلك، فإن هذا القرار لا يُتخذ من بيروت.
بل يعتمد على تفويض إيراني، مما يُقوّض سيادة لبنان ويضع قرارات الحرب والسلام في يد قوة أجنبية.
يتجلى انحياز حزب الله لطهران في استمراره بتوسيع قدراته العسكرية ومشاركته في الصراعات الإقليمية.
تعكس هذه الأعمال أهداف إيرانية أكثر من كونها تعكس احتياجات الشعب اللبناني أو تطلعاته، مما يُعرّض البلاد لمخاطر لم تخترها.
الأثر على مستقبل لبنان
كان لولاء حزب الله لإيران عواقب وخيمة على استقرار لبنان ورفاهية مواطنيه.
غالباً ما تجرّ العمليات العسكرية للحزب لبنان إلى صراعات تخدم "محور المقاومة" الإيراني لا المصالح الوطنية.
تجلّت هذه الديناميكية في الصراع الأخير مع إسرائيل، الذي أدى إلى نزوح ما يقرب من 97 ألف لبناني ومقتل مئات المدنيين.
وكانت التداعيات الاقتصادية وخيمة بنفس القدر.
تعرض القطاع الزراعي في جنوب لبنان لأضرار جسيمة، شملت تدمير الأراضي الزراعية ونفوق الماشية.
أدى التهديد المستمر بالحرب إلى شلّ السياحة، وتثبيط الاستثمارات الأجنبية، وزيادة الضغط على اقتصاد مُنهار أصلاً.
تُفاقم هذه المشكلات الأزمة المالية التي تُعاني منها لبنان منذ عام 2019.
يُضعف دور حزب الله، كحزب سياسي وميليشيا مدعومة من إيران، الدولة اللبنانية أكثر.
يُمكّنه نفوذه من عرقلة قرارات الحكومة وحماية نخبة سياسية فاسدة.
يُعرقل هذا التعطيل الإصلاحات الأساسية، مُديماً دوامة عدم الاستقرار والتدهور الاقتصادي وانعدام ثقة الشعب.
يُقوّض حزب الله، من خلال عمله كوكيل لإيران، لبنان من الداخل.
يُعرّض رفضه نزع السلاح دون موافقة طهران السيادة الوطنية للخطر ويُهدد سلامة السكان.
يُواصل استعداده للانخراط في صراعات إقليمية بتوجيه من إيران المُقامرة بمستقبل البلاد.
يتطلب مسار لبنان نحو الاستقرار استعادة سلطة مؤسسات الدولة والحد من التدخل الخارجي.
وما لم يُعالج ازدواجية هوية حزب الله، سيبقى لبنان عرضةً للأزمات الناجمة عن قرارات تُتخذ خارج حدوده.