أمن
لبنان يأمر الجيش بنزع سلاح حزب الله والحزب يهدد بحرب أهلية
أمرت الحكومة اللبنانية الجيش الوطني بنزع سلاح حزب الله، مواجهة بذلك الحزب المدعوم من إيران والذي هيمن على الدولة لعقود.
![صورة من حملة ’سلموا أسلحتكم‛ الإلكترونية ضد حزب الله كتب عليها "بدأت معركة السيادة. الجيش هو الحامي الوحيد للبنان". [إكس]](/gc1/images/2025/08/21/51640-antihezbposter-600_384.webp)
نهاد طوباليان |
بيروت - أمرت الحكومة اللبنانية الجيش الوطني بنزع سلاح حزب الله بحلول نهاية العام، وهي خطوة وصفها محللون بأنها تحد غير مسبوق للحزب المدعوم من إيران والذي يحتكر القوة والنفوذ في البلاد منذ فترة طويلة من الزمن.
ويأتي هذا القرار عقب جلسة لمجلس الوزراء في 5 آب/أغسطس استمرت 6 ساعات ويهدف لاستعادة سيطرة الدولة على السلاح بما يتوافق مع اتفاق الطائف لعام 1989 ومختلف القرارات الدولية.
ووفق صحيفة لوريان لوجور، قال رئيس الوزراء نواف سلام إن على الجيش أن يقدم خطة نزع سلاح الحزب إلى مجلس الوزراء للموافقة عليها بحلول نهاية آب/أغسطس علما أنه من المتوقع الآن تقديمها في أيلول/سبتمبر.
وقال في فيديو يوم 15 آب/أغسطس نشر على منصة إكس "قراراتنا لبنانية صرف تُصنع في مجلس وزرائنا ولا أحد يمليها علينا".
ووصف تحذير أمين عام حزب الله نعيم قاسم بأنه "لن تكون هناك حياة في لبنان" في حال مواجهة الحزب بأنه "يحمل تهديدا مبطنا بالحرب الأهلية".
وأكد أن هذا "الترهيب مرفوض تماما".
وفي مقابلة أجراها مع صحيفة الشرق الأوسط في اليوم التالي، أضاف أنه لا أحد في لبنان يريد العودة إلى الحرب الأهلية، رافضا تحذير قاسم ومعتبرا إياه "كلام دعائي تعبوي موجّه لجمهور حزب الله".
وشدد سلام على أن الحكومة تتصرف بما يتماشى مع مطالب الشعب.
وقال إن "اللبنانيين بغالبيتهم الساحقة هم مع قرارات الحكومة اللبنانية التي تضع اليوم خطة تنفيذية لحصر السلاح".
وأضاف أن "جيش الدولة هو جيش الدولة الوطني، وليس أطرافا أخرى تحت أي حجة من الحجج".
قبضة حزب الله
ومن جانبه، رفض حزب الله أي إطار زمني لنزع سلاحه مصورا ذلك على أنه إملاء أجنبي على الرغم من أنه قرار لبناني داخلي.
وفي هذا الإطار، وصف المحلل السياسي علي الأمين ترسانة حزب الله بأنها "رمز وجودي" لسيطرة إيران على لبنان.
وقال إن "حزب الله يرفض الامتثال لخطة الحكومة وتهديدات أمينه العام تعكس حالة إرباك الحزب".
وبدوره، دان المحلل السياسي طوني بولس حزب الله باعتباره "فرعا من الحرس الثوري الإيراني" استولى على الدولة اللبنانية بدعم من طهران.
وقال إن الحزب حوّل لبنان إلى "جزيرة خمينية" وحوّل الدولة إلى "جناح لوجستي لخدمة أجندة إيران".
ومستعرضا تاريخ حزب الله، أكد بولس أن الحزب "احتل بيروت واغتال سياسيين وصحافيين وناشطين وجر البلاد إلى الحروب".
وأكد أن ترسانته "موجهة ضد اللبنانيين والحكومة الشرعية" وأنه ينخرط بصورة ممنهجة في "الابتزاز السياسي" للتلاعب بالعمليات الدستورية.
وذكر للفاصل أنه "لن يكون هناك دولة بلبنان وسلاما بالمنطقة طالما أن حزب الله يحتفظ بوجود سياسي يغطي عمله العسكري".
واختتم قائلا "اليوم وبعد تغير المعطيات بالشرق الأوسط، أثبتت الدولة اللبنانية قدرتها على اتخاذ القرارات الشرعية بدعم دولي وترسيخ سيطرتها على البلد رغم محاولات الحزب لتقويضها".