إعلام
الحوثيون يهددون الصحافيين اللبنانيين في حملة ترهيب
تسلط منشورات وقعها الحوثيون اليمنيون وتستهدف الصحافي اللبناني وليد عبود الضوء على حملة الترهيب المستمرة ضد الأصوات الإعلامية المنتقدة لحزب الله وإيران.
![تلقى المذيع التلفزيوني اللبناني وليد عبود تهديدات بالقتل في منشورات ألقيت بالقرب من منزله في أيلول/سبتمبر. [وليد عبود/فيسبوك]](/gc1/images/2025/09/22/52004-walid_abboud_-600_384.webp)
نهاد طوباليان |
تلقى الصحافي اللبناني البارز وليد عبود في 8 أيلول/ سبتمبر تهديدات بالقتل عبر منشورات علقت على جدران مدخل المبنى الذي يقطنه في شمال بيروت.
وقد حملت المنشورات توقيع "جماعة أنصار الله الحوثية"، في إشارة إلى المتمردين الحوثيين باليمن.
وعبود هو مدير الأخبار بقناة أم تي في اللبنانية ومقدم برنامج حواري على تلفزيون لبنان الحكومي، كما يقدم برنامجا أسبوعيا على قناة هلا عربية تي في.
وتضمنت المنشورات إهانات له ولعائلته، وتهديدات بالخطف والتعذيب والقتل.
إذ جاء في أحد المنشورات "حان وقت عقابكم ... فكونوا دائما على أهبة الاستعداد والحذر من العقوبات التي تنتظركم: خطف وتعذيب ثم تصفية جسدية".
ويتعرض إعلاميون لبنانيون معارضون لحزب الله وحلفائه في لبنان لحملات تهديد متكررة، وغالبا من خلال التهديدات والمضايقات عبر الإنترنت.
وقد أثارت الحادثة الأخيرة غضب الإعلاميين والسياسيين والمؤسسات الحقوقية في لبنان، الذين أعلنوا تضامنهم مع عبود.
فيما فتحت الأجهزة الأمنية تحقيقا بالموضوع.
حملة تشويه منسقة
وقال عبود "أنتظر نتائج تحقيقات الأجهزة الأمنية لتقرر نوعية التهديدات التي تلقيتها".
وأضاف في حديث لموقع الفاصل "أي كان مصدر هذه التهديدات، فإنها تستهدف الكلمة الحرة وتشكل اعتداء على سلامة الإعلاميين".
وتابع "نشهد تعرض الإعلاميين لهجمة ذباب إلكتروني من قبل المحور الإيراني".
وأوضح عبود أنه تعرض شخصيا للهجوم بعد مقدمته بعنوان "حلو عنا" ضمن برنامجه "يا أبيض يا أسود" على قناة هلا عربية تي في، في حزيران/يونيو حيث هاجم إيران وحزب الله.
ورأى أن "التهديدات من أية جهة تهدف لإسكات أصوات الإعلام المعارض".
وذكر عبود أنه "خلال السنوات الماضية، كان حزب الله ومحور إيران مرتاحان لوضعهما بإسكات أصحاب الرأي الحر وتنفيذ عمليات أمنية ضدهم وترهيبهم، لكن راهنا، التهديدات محصورة بمواقع التواصل الاجتماعي والمناشير".
تصدير الترهيب
وقد أثار هذا الحادث مخاوف من أن أساليب الترهيب التي كانت تقتصر في السابق على لبنان واليمن أصبحت تصدر الآن عبر الحدود.
وأوضح رئيس جمعية إعلاميون من أجل الحرية الكاتب أسعد بشارة لموقع الفاصل أن "تهديد أي صحافي هو خط أحمر ولن نسكت عنه".
وقال إن "تهديد الإعلام اللبناني لإسكات صوته المعارض لمحور الممانعة، أكان من حزب الله أو الحوثي أو إيران، مستمر، ويأخذ شكلا ترهيبا، وغالبا معلن عبر مواقع التواصل الاجتماعي".
وتابع "هذه التهديدات تصل لحد التهديد بالقتل وهدر الدم".
وربط بشارة تدخل الحوثيين بأجندة إقليمية أوسع.
ووضع "محاولة الحوثيين تصدير ترهيبهم خارج اليمن بسياق سعيهم لزعزعة استقرار المنطقة".
وأكد أن حزب الله والحوثيين لا يتصرفان بشكل مستقل.
وتابع "طهران متمسكة حتى النهاية بأذرعها، لذا يتمسك حزب الله بسلاحه ويستمر الحوثي بتهديد المنطقة".