حقوق الإنسان
العشائر الحدودية السورية تبحث عن أبنائها المخطوفين على يد كتائب حزب الله
لا يزال مصير 150 من رجال العشائر السوريين الذين اختطفتهم الميليشيا المدعومة من إيران في عام 2017 مجهولًا.

سماح عبد الفتاح |
بدأت العشائر السورية بمنطقة ألبوكمال في محافظة دير الزور الواقعة على الحدود مع العراق، تحركا لمعرفة مصير أبنائها الذين خطفوا على يد ميليشيا كتائب حزب الله العراقية المتحالفة مع إيران في العام 2017.
وفي هذا السياق، قال الناشط الإعلامي جميل العبد، وأصله من دير الزور، لموقع الفاصل إن أهالي المختطفين لدى كتائب حزب الله شكلوا "لجنة مكونة من الأهالي ووجهاء من المنطقة وناشطين إعلاميين وسياسيين".
وأوكلت إلى اللجنة مهمة متابعة الملف مع السلطات السورية التي أكدت لها أنه "سيكون له أولوية في ظل العلاقات الطيبة التي تربط البلدين في الوقت الحالي".
وقال الناشط السياسي والإعلامي نور الدين الجمال، وهو من ألبوكمال، لموقع الفاصل إن عناصر كتائب حزب الله دخلوا إلى الأراضي السورية في العام 2017 خلال المعارك ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وأضاف "لدى سيطرتهم على بلدتي السويعية والهري قاموا باحتجاز 200 شاب تتراوح أعمارهم بين الـ 18 والـ 40 عاما".
وتابع أنه أُطلق سراح 20 منهم بعد نحو أسبوعين، في حين تم نقل الباقين إلى الداخل العراقي وتحديدا إلى منطقة جرف الصخر.
يُذكر أن جرف الصخر تعتبر معقلا محصنا تستخدمه الميليشيات العراقية الموالية لإيران، ولا سيما كتائب حزب الله.
وأشار إلى أنه بحسب السكان المحليين، فقد تصرفت كتائب حزب الله "بشكل طائفي" لدى دخولها إلى الأراضي السورية، لافتا إلى أن عناصر الميليشيا اعتبروا "الجميع" من عناصر داعش.
وأضاف أنهم لم يكلفوا أنفسهم عناء إجراء أية تحقيقات بشأن الانتماء السياسي لأبناء العشائر المخطوفين، ذاكرا أن غالبية هؤلاء الرجال المعتقلين كانوا في الواقع ملاحقين من داعش ويتعرضون للضغط من قبل التنظيم.
جرف الصخر
وأشار العبد إلى أن الملف له "حساسية كبرى بسبب الأوضاع الأمنية في منطقة جرف الصخر حيث يعتقد أن المخطوفين نقلوا إليها".
فللميليشيات المتحالفة مع إيران تواجد في المنطقة وهناك عدد من السجون السرية التابعة للميليشيات هناك، حسب قوله.
وأضاف "لو كان المخطوفون لا يزالون على قيد الحياة، فالأمر سيعد دليلا على إخفائهم من قبل الميليشيات. ولو ثبت قتلهم، فالأمر سيكون كارثيا بالنسبة للميليشيات أيضا".
وأوضح أن اللجنة تخطط لإجراء نشاطات على الأرض وحملات عبر الإنترنت، إلى جانب "التواصل مع العشائر العراقية التي ترتبط بروابط اجتماعية وعائلية مع العشائر السورية" لنشر الوعي بشأن هذا الوضع.